الفصل الحادي عشر:اعتبر الاشتقاق في الأسماء

الفصل الحادي عشر:اعتبر الاشتقاق في الأسماء
الفصل الحادي عشر:اعتبر الاشتقاق في الأسماء

واعتبر الاشتقاق في الأسماء.

فإن السوسة : تدل على السوء ، والسيئة.

وكما أن الرياحين إذا أكلها العالم : دل على الرياء ،

وتدل للمريض : على الخير.

ومن هو خائف ، ورأى النارنج ، قيل له : النار ، فاطلب النجاة لنفسك.

والنمام : يدل على النميمة.

ومن طلب حاجة ، ورأى الياسمين : دل على الإياس ، والمين الذي هو الكذب.

والفرجية : تدل على الفرج ، والرجّية.

ورؤية الفرج ، لمن هو في شدة : فرح ، وسرور.

آما أن لبس الحصير ، أو الجلوس عليها، لمن لايليق به ذلك،وأكل الحصرم فذلك وشبهه:دال على الحسرة،والَحصر، والحصار،ونحو ذلك.

قال المصنف :

ربما أخفى االله تعالى الحكم مضمرًا في الاشتقاق. وهو من أصول الرؤيا.

فتارة تأخذ جميع الكلمة

كمن معه عصا وهو يؤذي الناس بها بغير حق ،
فتقول : هذا الرجل عاصي لكونه عصى بإساءته بغير حق.
وكمريض ُقدمت له دواة ، فيقول : جاءته العافية. لأن دواءه قد جاءه.

وتارة يكون الاشتقاق من بعض الكلمة.

كما قال لي إنسان كأنه وقع على عيني غمامة بيضاء.
فقلت : يقع بعينيك عماء ،

وربما يكون من بياض فكان كما قلت. لأن الغمامة بعضها عما وأسقطنا الباقي.

وربما كان في الكلمة اشتقاقان.

كفرجية فتقول : فرج من شدة ، وأمر ترجوه يحصل لك على قدر الفرجية ، على ما يليق به.

وتارة يكون بالتصحيف كما قال شخص ظاهره ردئ :

رأيت أنني سرقت برغيف ، وأكلته في فرد لقمة ، حتى كدت أموت.
فقلت له : يحصل لك نكد لأجل سرقة فكان آما قلت.


(10) وهذا باب هام في الرؤيا ، ويجب أن تلجأ إليه إن استغلقت عليك رموز الرؤيا ، أو وجدت أسماء لا مدخل لها في الرؤيا.

كاتب تفسير الاحلامالبدر المنير في علم التعبير – لامام الشهاب العابر المقدسي الحنبلي