واعتبر الاشتقاق في الأسماء.
فإن السوسة : تدل على السوء ، والسيئة.
وكما أن الرياحين إذا أكلها العالم : دل على الرياء ،
وتدل للمريض : على الخير.
ومن هو خائف ، ورأى النارنج ، قيل له : النار ، فاطلب النجاة لنفسك.
والنمام : يدل على النميمة.
ومن طلب حاجة ، ورأى الياسمين : دل على الإياس ، والمين الذي هو الكذب.
والفرجية : تدل على الفرج ، والرجّية.
ورؤية الفرج ، لمن هو في شدة : فرح ، وسرور.
آما أن لبس الحصير ، أو الجلوس عليها، لمن لايليق به ذلك،وأكل الحصرم فذلك وشبهه:دال على الحسرة،والَحصر، والحصار،ونحو ذلك.
قال المصنف :
ربما أخفى االله تعالى الحكم مضمرًا في الاشتقاق. وهو من أصول الرؤيا.
فتارة تأخذ جميع الكلمة
كمن معه عصا وهو يؤذي الناس بها بغير حق ،
فتقول : هذا الرجل عاصي لكونه عصى بإساءته بغير حق.
وكمريض ُقدمت له دواة ، فيقول : جاءته العافية. لأن دواءه قد جاءه.
وتارة يكون الاشتقاق من بعض الكلمة.
كما قال لي إنسان كأنه وقع على عيني غمامة بيضاء.
فقلت : يقع بعينيك عماء ،
وربما يكون من بياض فكان كما قلت. لأن الغمامة بعضها عما وأسقطنا الباقي.
وربما كان في الكلمة اشتقاقان.
كفرجية فتقول : فرج من شدة ، وأمر ترجوه يحصل لك على قدر الفرجية ، على ما يليق به.
وتارة يكون بالتصحيف كما قال شخص ظاهره ردئ :
رأيت أنني سرقت برغيف ، وأكلته في فرد لقمة ، حتى كدت أموت.
فقلت له : يحصل لك نكد لأجل سرقة فكان آما قلت.
(10) وهذا باب هام في الرؤيا ، ويجب أن تلجأ إليه إن استغلقت عليك رموز الرؤيا ، أو وجدت أسماء لا مدخل لها في الرؤيا.
كاتب تفسير الاحلام – البدر المنير في علم التعبير – لامام الشهاب العابر المقدسي الحنبلي