الفصل الرابع عشر: رب صنعة،أوشيئا من عدته

الفصل الرابع عشر: رب صنعة،أوشيئا من عدته
الفصل الرابع عشر: رب صنعة،أوشيئا من عدته

من رأى رب صنعة، أوشيئًا من عدته، عبَر إلى عنده ، أو خالطه:احتاج إليه، أو إلى مثله ، لأمر ينزل به.

كمن يرى أن عنده فقيهًا ، أو كتاب فقه : ربما تعلم ، أو احتاج إلى فتوى ، أو حكومة ، أو عقد نكاح.

وكالطبيب ، للمريض : عافية ، وللمتعافي : مرض ، يحتاج فيه إلى طبيب.

وكالبيطار : يحتاج إلى تداري أرباب الجهل ، أو يقع ببعض دوابه ما يحتاج فيه إلى البيطار.

وكالجرائحي أو بعض عدته:ربما نزل به ألم يحتاج إليه. وكالمجبر:يحتاج إليه في كسر ينزل به.

كما حكى جالينوس أن إنسانًا رأى فاصدًا ، يفصده في العرق ، الذي بين الخنصر والبنصر من الرجل اليسرى ، فقال له الرائي : لم فعلت هذا. قال : لأنه ينفع الورم الذي بين الحجاب والكبد. قال فما مضى على الرائي قليل إلا وقع به ذلك المرض ، وعجز الأطباء عن مداواته. فلما ذكر المنام وافتصد برىء.

هذه بشارة بعافية من مرض شديد لم يكن حدث بعد ولم تكن الأطباء تعرفه قبل فكشف الله تعالى له ذلك في المنام ، والمنام الثاني بشارة بخير تفيده من غير إنذار بشدة ولا ألم يقع فإذا ورد عليك المنام فاعتبر الأحوال كما ذكرناها موفقًا إن شاء االله.

ورأى آخر أنه أعطي حديدة لشق الأرض كالسكة : فصار زراعًا ، وأفاد من ذلك.

وآخر رأى أن كحالا عبر عنده فضاعت مكحلته : أنه وقع بعينه رمد فذهبت عينه ؛ لأنه لما ضاعت مكحلته التي تبرأ العين منها ، كان دلي كلا على تلف عينه. وكمريض رأى كفنًا ، أو مغسلا ، عبر إلى عنده : فمات. وعلى هذا فقس.

قال المصنف :

لما أن ُعرف الصانع بما يعمله من الصنعة بالعدة المذآورة وصارت علامة عليه وعلى صنعته ، دل وجود ذلك في المنام على حادث يحدث للرائي إن كان غير محتاج إلى ذلك في اليقظة ، فإن كان الصانع يعمل الصنعة بشرطها أو العدة مليحة دل على حسن ا لعاقبة ، و إن كان رأى ذلك محتاجا إلى مثله في اليقظة دل على بلوغه مراده و على ُسرعة زوال شدته ، وإن كانت العدة أو الصانع رديًا دل على تأخير ذلك لعدم حسن ما يحتاج إليه في مثله. والله تعالى أعلم.

قد ذكرنا الفصول المقصودة معرفتها قبل الأبواب ، ونحن الآن نذكر الأبواب إلى آخر الكتاب ، إن شاء االله تعالى.


كاتب تفسير الاحلامالبدر المنير في علم التعبير – لامام الشهاب العابر المقدسي الحنبلي