البواسير
تُعتبر البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoids) من الأمراض الشائعة، إذ تُصيب 75% من الرجال والنساء البالغين بين الحين والآخر، ويمكن تعريف البواسير على أنّها أوعية دموية منتفخة وملتهبة في منطقة الشرج وأسفل المستقيم، وتنقسم إلى نوعَين أساسيين؛ البواسير الداخلية التي لا تُسبّب الألم وتنشأ في المستقيم، والبواسير الخارجية التي تحدث تحت الجلد حول فتحة الشرج وتُسبّب الحكّة والنزيف، وتجدر الإشارة إلى أنّ حدوث النزيف الشرجيّ لا يعني بالضرورة وجود البواسير، فقد يكون دلالةً على وجود أمراض أخرى مثل سرطان القولون وسرطان الشرج، خاصةً إذا كان المصاب يُعاني من تغيّر في حركة الأمعاء وتغيّرٍ في لون البراز أو طبيعته.
علاج البواسير
علاج البواسير منزلياً
يستطيع المريض علاج البواسير منزلياً إذا كان الألم المرافق لها بسيطاً، ومن العلاجات المنزلية الممكنة لتخفيف الألم والانتفاخ ما يلي:
- الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة؛ حيث تساعد على تسهيل خروج الفضلات من الشرج دون الحاجة إلى الضغط والشد أثناء الإخراج، ويجدر التنبيه إلى ضرورة زيادة تناول الألياف بشكل تدريجيٍّ لأنها تسبب زيادة الغازات.
- استخدام المغاطس الدافئة وذلك بالجلوس في الماء لمدة 10-15 دقيقة مرتين إلى ثلاث مرات يومياً.
- المحافظة على نظافة منطقة الشرج وذلك بالاستحمام يومياً وتنظيف منطقة الشرج بلطف باستخدام الماء الدافئ، ويجب تجنب استخدام المناديل الورقية المعطرة أو التي تحتوي على الكحول لتجنب إثارة المنطقة وتهيجها.
- تجنب استخدام المناديل الورقية الناشفة والحرص على استعمال المناديل المبللة التي لا تحتوي الكحول والعطور.
- استخدام أكياس الثلج أوكمادات الماء الباردة للتخفيف من الألم في منطقة الشرج.
العلاج بالأدوية
إذا كانت أعراض البواسير بسيطة فإنه يمكن علاجها باستخدام أدوية بدون وصفة طبية، وعادةً ما تحتوي هذه الأدوية مواد دوائية مختلفة مثل الهيدروكورتيزون (Hydrocortisone) الذي يُخفّف الالتهاب والحكة، والليدوكائين (Lidocaine) الذي يعمل كمخدّرٍ موضعيّ ومخفف للألم، وتأتي هذه الأدوية محضّرةً على شكل كريم، أو مرهم، أو تحاميل شرجية، ويجب الانتباه إلى عدم جواز استخدام الهيدروكورتيزون لمدة تزيد على سبعة أيام لمنع حدوث المضاعفات الناتجة عن استخدامه لفترة طويلة.
علاج البواسير بالإجراءات البسيطة
إذا كان المريض يعاني من النزيف المستمر والألم الشديد، فإنّ الطبيب قد يقوم بإحدى الاجراءات الطبيّة البسيطة والتي يمكن إجراؤها في عيادة الطبيب دون الحاجة إلى التخدير، ومن هذه الإجراءات ما يلي:
- علاج البواسير بالشريط المطاطي (بالإنجليزية: Rubber band ligation): في هذا الإجراء يقوم الطبيب بوضع شريط أو اثنين من المطاط حول قاعدة الباسور الداخلي ليمنع تدفق الدم إليه، ليسقط خلال أسبوع واحد فقط، ولكن قد يُسبب هذا العلاج النزيف بعد يومين إلى أربعة أيام من إجرائه، ونادراً ما يكون هذا النزيف حادّاً.
- المعالجة بالتصليب (بالإنجليزية: Sclerotherapy): في هذا الإجراء يقوم الطبيب بحقن محلول كيميائي في أنسجة البواسير بهدف تقليصها، وبالرغم من أنّ هذا الإجراء لا يُسبّب أيّ ألم إلا أنه قد يكون أقل فعالية من الشريط المطاطيّ.
- علاج البواسير بالتخثر (بالإنجليزية: coagulation): يتم في هذا الإجراء استخدام الليزر، أو الحرارة، أو الأشعة تحت الحمراء التي تؤدي إلى تصلب الباسور الداخليّ ثمّ ذبوله، وبالرغم من قلة الآثار الجانبية المرتبطة بهذا الإجراء إلا أنّ فرصة عودة ظهور الباسور تكون أكبر مقارنة بالعلاج عن طريق الشريط المطاطي.
علاج البواسير بالعمليات الجراحية
يلجأ الطبيب للعمليات الجراحية إذا كان حجم البواسير كبيراً، أو إذا لم تنجح العلاجات المذكورة سابقاً في علاج البواسير، ويمكن إجراء هذه العمليات الجراحية في عيادة الطبيب، وقد يحتاج إلى إدخالٍ للمستشفى ليومٍ واحدٍ غالباً، ومن هذه العمليات ما يلي:
- استئصال البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoidectomy): في هذه العملية يقوم الجرّاح بالتخلص من الأنسجة الزائدة والتي تسبب النزيف، وقد يستخدم الجراح التخدير الموضعي مع التهدئة، أو التخدير العام، أو التخدير النصفي. وتُعدّ هذه العملية الأكثر فعالية في علاج البواسير بشكل كامل ونهائي، ومن الآثار الجانبية لها صعوبة إفراغ المثانة بشكل كليّ، والتهابات في المسالك البولية، وقد يعاني المريض من الألم بعد العملية الذي يمكن تخفيفه باستخدام المسكنات ومغاطس الماء الدافئة.
- تشبيك البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoid stapling): يتم في هذه العملية منع تدفق الدم إلى أنسجة البواسير، وتُستخدم فقط في حالة البواسير الداخلية، ويكون الألم المصاحب لهذه العملية أقل من الألم المصاحب لعملية استئصال البواسير، ولكن تكون فرص الإصابة بالبواسير مجدداً أكبر، ومن الآثار الجانبية المتربطة بهذه العملية حدوث النزيف، والألم، واحتباس البول.
أسباب البواسير وعوامل الخطورة
في الحقيقة لا يوجد سببٌ مؤكّدٌ لحدوث البواسير، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من احتماليّة الإصابة به، ومنها ما يلي:
- جهد الأمعاء أثناء حركتها.
- الجلوس لفترةٍ طويلةٍ، وخاصةً على حوص المرحاض.
- الوقوف لفترة طويلة دون أخذ قسط من الراحة.
- الإسهال المزمن أو الإمساك المزمن.
- الوزن الزائد.
- الحمل.
- ممارسة الجنس الشرجيّ.
- العامل الوراثي؛ حيث تزداد فرصة الإصابة إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بالبواسير.
مضاعفات البواسير
يندرُ حدوث مضاعفات نتيجة البواسير، ولكن قد تحدث مضاعفاتٌ نتيجة العمليات المستخدمة في علاج البواسير، وتشمل المضاعفات ما يلي:
- نزف الدم الشديد.
- سلس البراز حيث يفقد المريض القدرة على التحكم بخروج البراز، وهو أمر نادر الحدوث.
- الناسور الشرجي
- العدوى (بالإنجليزية: Infection).
الوقاية من البواسير
يمكن الوقاية من البواسير باتباع بعض النصائح، ومنها ما يلي:
- تناول أطعمة غنية بالألياف الغذائية مثل الخضار، والفواكه، الحبوب الكاملة.
- الإكثار من شرب السوائل حتى يصبح لون البول مائلاً إلى الأصفر الفاتح أو صافٍ مثل الماء.
- تناول المكملات الغذائية من الألياف عند الحاجة.
- تجنّب حمل الأشياء الثقيلة، وإن كان الأمر لا بُدّ منه فيُنصح بالقيام بعملية الزفير لإخراج الهواء وتجنّب حبسه عند وضع الأشياء الثقيلة.
- الدخول إلى المرحاض فور الشعور بالحاجة.
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة ساعتين ونصف أسبوعياً إذا كانت الرياضة متوسطة الشدة، أو ساعة وربع إذا كان الرياضة الممارسَة عالية الشدة.
- الامتناع عن الوقوف والجلوس لفترات زمنية طويلة.