تحاليل الغدة الدرقية

الغدة الدرقية

الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) هي عبارة عن غدة يشبه شكلها شكل الفراشة، تقع أمام القصبة الهوائية، وتحت الغضروف الذي يسمّى بتفاحة آدم، ويبلغ طولها حوالي 5 سم. تتكون الغدة الدرقية من فصين يقعان على جانبي القصبة الهوائية، وغالباً ما يكونان موصولين ببعضهما بأنسجة تسمى برزخ الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid isthmus)، وتعتبر الغدة الدرقية جزءاً من جهاز الغدد الصماء في جسم الإنسان، وهي الغدد التي تقوم بتصنيع وتخزين ومن ثم إفراز الهرمونات في الدم حتى تصل إلى خلايا الجسم.

للغدة الدرقية دور كبير في تنظيم عملية الأيض في الجسم،التي يتمكن الجسم من خلالها الاستفادة من الطاقة، وذلك عن طريق إفرازها لهرموني ثلاثي يود الثيرونين (بالإنجليزية: (Triiodothyronine (T3) والثايروكسين (بالإنجليزية: (Thyroxine (T4)، إذ تعمل الغدة الدرقية على استغلال اليود المستخلص من الطعام لصنع هذين الهرمونين. تساهم هذه الهرمونات في تنظيم العديد من العمليات الحيوية في جسم الإنسان، مثل سرعة التنفس، وسرعة ضربات القلب، ووزن الجسم، ووظائف الجهاز العصبي الطرفي، ودرجة الحرارة، والدورة الشهرية، وقوة عضلات الجسم، ومستوى الكولسترول، وقد وُجِد أنّ هذه الهرمونات ضرورية لنمو الدماغ الطبيعي، خصوصاً في السنوات الثلاثة الأولى من عمر الإنسان. يتطلب إفراز هذه الهرمونات عمل العديد من أعضاء الجسم، إذ يقوم تحت المهاد وهو جزء من الدماغ، بإفرازالهرمون المطلِق لمنشط الدرقية، الذي يعمل على التحكم بإفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية من قبل الغدة النخامية، والذي بدوره يقوم بالتحكم بإفراز هرمونات الغدة الدرقية، وذلك إمّا بزيادة أو تخفيض إنتاجها وفق العديد من المعطيات، وبذلك فإنّ انخفاض مستوى هرمونات الغدة الدرقية في الجسم، يحفز الغدة النخامية على إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية، الذي بدوره يأمر الغدة الدرقية بزيادة إنتاجها للهرمونات، ويحصل العكس في حال ارتفاع مستوى هرمونات الغدة الدرقية في الجسم.

تحاليل الغدة الدرقية

يجب إجراء العديد من التحاليل للوصول إلى تشخيص سبب اضطراب الغدة الدرقية، أمّا أبرز هذه التحاليل فهي على النحو الآتي:

  • قياس الهرمون المنشط للغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroid stimulating hormone) ويتراوح المعدل الطبيعي لمستوى هذا الهرمون في الدم عند البالغين ما بين 0.5-6 ميكرو وحدة/مل، ويُعتبَر إجراء هذا التحليل أفضل الطرق الأولية لفحص وظائف الغدة الدرقية، حيث يدلّ ارتفاع مستوى هذا الهرمون في الدم على اختلال في الغدة الدرقية أدى إلى انخفاض إفرازها للهرمونات، أو ما يسمى بقصور الدرقية الأولي، وقد يدل هذا الانخفاض كذلك على ضرر لحق بالغدة النخامية قد ينتج عنه كسل الغدة الدرقية الثانوي، وتدلّ قلة منسوب الهرمون المنشط للغدة الدرقية على إفراز الغدة الدرقية لهرموناتها بشكل مفرط، أو ما يسمى بفرط نشاط الغدة الدرقية.
  • قياس الثايروكسين: يجري هرمون T4 في الدم على شكلين، أحدهما مرتبط ببروتينات، والآخر حر باستطاعته الدخول إلى مختلف خلايا الجسم، ويعتبر قياسه ذو أهمية أكبرفي فحص وظائف الغدة الدرقية وتتراوح النسبة الطبيعية لمستوى الثايروكسين الحر في الدم ما بين0.7-1.9 نانوغرام/ديسيلتر. تكون نسبته أكبر من ذلك عند المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية، أمّا عند مرضى كسل الغدة فتقل مستوياته في الدم عن الحد الادنى، ويعتبر ربط نتائج هذا التحليل مع تحليل الهرمون المنشط للغدة الدرقية طريقةً دقيقةً لفحص وظائف الغدة الدرقية.
  • قياس ثلاثي يود الثيرونين: يتراوح المعدل الطبيعي لهرمون T3 في الدم ما بين 80-180 نانوغرام/ديسيلتر عند البالغين، وتكمن أهميته في تشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية ومدى شدته. من النادراستخدامه في تشخيص كسل الغدة الدرقية، لكونه آخر هرمون تختل مستوياته في هذه الحالة.
  • فحص الأجسام المضادة للغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroid antibodies test)، يفرز جهاز المناعة في جسم الإنسان في بعض الحالات أجساماً مضادّةً تقوم بمهاجمة خلايا الغدة الدرقية، وتؤثر على إفرازها للهرمونات إمّا بالزيادة أو النقصان، ويساعد قياس مستوى هذه الأجسام المضادة في الجسم عن الكشف عن بعض الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية مثل مرض التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto’s thyroiditis) أو أمراض المناعة الذاتية.
  • تحليل امتصاص اليود المشع: (بالإنجليزية: Radioactive iodine uptake test)، ويقيس هذا الفحص مستوى نشاط الغدة الدرقية في امتصاص اليود، الذي تستخدمه في صنع هرمون الثايروكسين، وذلك يبين إذا ما كانت الغدة طبيعية، أو تمتص اليود المشع بكثرة وتكون بذلك غدة نشطة، أو أن يكون امتصاصها قليلاً وتكون مصابةً بالكسل.

الاختلالات التي تصيب الغدة الدرقية

تصاب الغدة الدرقية، حالها كحال باقي أعضاء الجسم، بأمراض تؤثر على وظائفها الرئيسية، وعلى إفرازها للهرمونات بالتحديد، مما

يؤثر على مستوى هذه الهرمونات في الدم. تعتبر أمراض المناعة الذاتية، التي يهاجم فيها جهاز المناعة في الجسم خلايا الغدة الدرقية على أنها أجسام غريبة أبرز الأمراض التي تسبب هذه الاختلالات، وأكثر هذه الاختلالات شيوعاً ما يأتي:.

  • كسل أو قصور الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، ويعدّ أكثر اختلالات الغدة الدرقية شيوعاً، ويعاني فيها المريض من عدة أعراض مثل التعب، والشعور بالبرد باستمرار، بالإضافة إلى زيادة الوزن، وانخفاض القدرة على التركيز، والاكتئاب.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، ويصاحب هذا الاختلال عدة أعراض مثل زيادة الوزن، وعدم تحمل الحرارة، والقلق.

من الجدير بالذكر أنّ أغلب اختلالات الغدرة الدرقية يمكن علاجها أو تخفيف أعراضها بالاعتماد على تناول أدوية بشكل يومي، وفي حالات معينة أخرى لا يكفي الاعتماد على الأدوية.