السكّريّ
من المعروف لدينا أنّ مرض السكّريّ نوعان، بحيث يتسم النوع الأوّل منه بحدوث نقص في كمّيّة هرمون الأنسولين المفرزة من البنكرياس، بينما يتّصف النوع الثاني بحدوث مقاومة شديدة من قبل الخلايا ضدّ مفعول الأنسولين، إلا أنّ هنالك نوعاً ثالثاً من أنواع السكّريّ، ألا وهو سكّر الحمل، وفي مقالنا هذا سنعرف بسكر الحمل ومتى يجب تشخيصه وماطرق تحليله.
سكّريّ الحمل
سكّر الحمل هو نوع من أنواع السكّريّ يصيب النساء الحوامل، ويتّسم بحدوث نقص في كمّيّة الأنسولين، وضعف استجابة خلايا وأنسجة الجسم للأنسولين، ممّا يؤدّي إلى ارتفاع نسبة السكّر في الدم، إلا أنّ هذا النوع يصيب السيّدات فقط أثناء الحمل، أي أنّ نسبة السكّر ترتفع فقط أثناء فترة الحمل، وتخفّ حدّة هذا المرض أو تشفى الأمّ منه كليّاً بعد الولادة إلا أنّ ذلك يحتاج إلى مراقبة طبيّة حثيثة أثناء فترة الحمل، على عكس السكّريّ العاديّ والمعروف لدى الجميع الذي يلازم الإنسان طوال حياته.
ويؤثّر هذا النوع من السكّري على صحّة الأم والجنين بالرغم من أنّ الإصابة به مؤقّتة، إذ يؤدّي إلى تضخّم في جسد الجنين، وحدوث تشوّهات في القلب أو الجهاز العصبيّ المركزيّ والجهاز الهيكليّ، كما أنّه في بعض الأحيان قد يسبّب ارتفاع نسبة الأنسولين لدى الجنين ممّا يؤدّي إلى إصابته بمتلازمة ضيق التنفس، أو يرقان نتيجة قلّة عدد خلايا الدم الحمراء، وفي الحالات الخطيرة قد يؤدّي إلى وفاة الجنين.
أسباب لإجراء تحليل سكّر الحمل
دائماً ما تُنصح الأمهات الحوامل بإجراء تحليل سكّر الحمل، لما يحدثه من أضرار على صحّة الأم وجنينها في حال عدم اكتشافه أو إهماله، وفي ما يلي أبرز الحالات التي تتطلب إجراء هذا التحليل :
- إصابة الأم بالسمنة.
- في حال إصابة الأمّ بسكّري الحمل في حملها السابق.
- زيادة سنّ المرأة عن ثلاثين عاماً.
- وجود سكّر في البول.
- في حال وجود أحد أفراد العائلة مصابّاً بالسكّري.
طريقة تحليل سكّر الحمل
يتمّ إجراء تحليل سكّر الحمل بعد الأسبوع الثاني والعشرين من بداية الحمل، وطرق إجراؤه تتم عادةً بثلاثة اختبارات، وهي كالآتي :
- الاختبار الأول: هنا يتمّ عمل منحنى سكّر الدم للحامل بعد صيامها لمدّة ثماني ساعات، وبعدها تتناول الأم مئة غرام من الجلوكوز المذاب في الماء عن طريق الفم، ثمّ يتمّ قياس السكّر ثلاث مرات بحيث تفصل ساعة بين كل مرّة وأخرى، ويُعتبر هذا الاختبار هو الأكثر دقّةً، وفي نتيجة التحليل إذا زادت نسبة السكّر في حالة الصيام عن 90 ملغ/ ديسلتر، أو عن 175 بعد ساعة، أو 150 بعد ساعتين، أو 135 بعد ثلاث ساعات، هنا تكون الأمّ مصابة بسكّر الحمل.
- الاختبار الثاني: يتمّ عمله في الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، وهنا يتمّ إعطاء الحامل خمسين غراماً من الجلوكوز بالفم، وبعد مرور ساعة يتمّ سحب عيّنة من دم الأم وتحليلها، فإذا وصلت فيها نسبة السكر 140 ملغ / ديسليتر، فإنّها تكون مصابة بسكّر الحمل.
- الاختبار الثالث : وهنا يتمّ أخذ عينة من البول وإجراء تحليل السكّر من خلالها، إلا أنّ هذه الطريقة هي الأقل دقّة بين الطرق السابقة.