ذاكرتي
كل إنسان يمتلك مستويين من مستويات الذاكرة، فهناك ذاكرة قصيرة المدى تحتفظ بطبيعتها بالأشياء لمدة قصيرة لا تتجاوز 24 ساعة، وهناك ذاكرة طويلة المدى تحتفظ بالأشياء لفترات طويلة من الزمن قد لا تنسى.
يعاني الكثير من الأشخاص من النسيان المتكرر وضعف الذاكرة وخاصة عند الطلاب ويؤثر بشكل سلبي على مستواهم الدراسي وتحصيلهم العلمي، فما أسهل الاحتفاظ بالأشياء في ذاكرة الأجهزة الالكترونية كالهواتف الحديثة وأجهزة الكمبيوتر ويسهل تجديدها وتنظيفها.
ويحتاج الإنسان لجعل ذاكرته تحتفظ بالأشياء لفترة طويلة أي تقوية الذاكرة قصيرة المدى وتستلزم هذه العملية إجراءات بسيطة قد يفعلها الإنسان في أي وقت شاء حتى يتمتع بذاكرة جيدة.
كيف أحافظ على ذاكرتي
إن العصبون الدماغي يكون أحياناً في حالة انكماش فعند كل حدث أو حتى قراءة كتاب أو إضافة معلومة جديدة يستهلك الإنسان عصبوناً، فيستخدم الإنسان عصبون أول وعصبون ثانٍ حتى يصبح تلقيح في العصبونات ويعمل على تلاقح الذاكرة وجعلك إنساناً أكثر إبداعاً، فحتى أحافظ على الذاكرة من التدهور، وكي أحافظ عليها من الخرف المبكر أو حتى الزهايمر الذي ينتج بعد الكبر، يجب عليك الأخذ بعدة أمور، فالذاكرة الضعيفة قد توقعنا بالمشكلات التي لا حصر لها وحتى أحافظ على الذاكرة من التدهور يجب اتباع أشياء روتينية خلال الحياة المستمرة، مثل:
- تنشيط الذاكرة يومياً، حيث يتم تنشيط الذاكرة من خلال تذكر مواقف مرّت عليك خلال حياتك، توقف عند مشهد بكل تفاصيله استرجع الأحداث وثبتها وتخيلها كما لو أنك فيها مرة أخرى، احفظ نوع عطر مميز واربطه ببعض الأشخاص الذين يستخدمون هذا العطر ستجد أن هناك أشياء لازلت تتذكرها، وهذا تمرين عقلي يجدد الأحداث ويحفظها.
- مارس رياضة المشي، فإن المشي يعمل على تقوية العصبونات الدماغية وهو مهم جداً للحفاظ على الذاكرة.
- وأنت في ساعات الفراغ، دوّن شيئاً إيجابيان ارسم لوحة بألوان عديدة، اجعل دائماً في جعبتك دفتر صغير تكتب به موقف مرّ عليك، أو حتى معلومة سمعت بها، حاول أن ترسم فكرة خطرت ببالك فالرسومات تنشط الذهن وتحرك التفكير أكثر من الكلمات، جميع هذه المعلومات بالورقة تحفظ الذاكرة وتحميها.
- التنويع في طرق التعرف إلى الأفكار وتوصيلها إلى الدماغ مثل قراءة القصص والتعلم باللعب أو حتى الجلوس مع أشخاص تثقفوا بقدر كافٍ، جميع هذا يساعد في تنوع المعلومات وترسيخها وبالتالي بحمي الذاكرة وينشطها.
- الاستفادة من الوقت بما هو مفيد، وتنظيم الوقت بإضافة عناصر مثيرة وممتعة يجعل الإنسان متحفزاً لزيادة النشاط والحيوية خلال اليوم وبالتالي تنشيط الذاكرة ووقايتها.
- تسجيل المعلومات بالصوت في الهاتف المحمول، أو سماع القرآن بقراءات مختلفة يقي الذاكرة ويجعل المعلومة أكثر رسوخاً.
- نوع في وظائف الدماغ بين الجزء الأيمن والجزء الأيسر، حيث أن الجزء الأيسر يستخدم دائماً للتذكر، أما الجزء الأيمن من أهم مهامه التخيّل، فالتنويع بين الوظيفتين من أهم طرق المحافظة على الذاكرة.
- حاول رؤية كل تفاصيل حياتك المستقبلية بالتخطيط لها، وتحديد الهدف الذي تطمح إليه، دونّها حتى ترى الاختلاف بعد سنوات، وتذكر أنه يجب الحفاظ على الهدف الذي وضعته أولاً، كلما ازدادت التفاصيل التي تحتفظ بها كلما زادت الكفاءة في الذاكرة وحافظت عليها.
- حاول الحفاظ على الذاكرة من خلال وضع تنبيهات لأغراض تود شرائها في ورقة وألصقها على حائط المطبخ مثلاً، اعمل ملصقات وقصاصات صغيرة فوق السرير للتنبيه بموعد الدواء على سبيل المثال، ستحفظ الأشياء وستبقى عالقة في الذاكرة لفترات كبيرة وهكذا تحافظ على الذاكرة بتنشيطها.
- حاول قدر الإمكان ممارسة اللعب مع الأطفال أو لعب الكلمات المتقاطعة، أعطِ نفسك كمية من المرح اللازمة لمد الجانب الإيجابي في داخلك.
- تطوير مهارات داخلية، فحب البعض للرسم قد يكون مهارة ويجب تنميتها، وتنمية مثل هذه المهارات يحمي الذاكرة بسبب نشاطها الدائم في الابتكار.
- تغيير روتين الحياة، والقضاء على الملل بكافة أشكاله بقراءة كتاب أو قراءة القرآن والأذكار، التفنن في أنواع الطعام والطبخ في المطبخ، تصفح عبر مواقع الإنترنت بأشياء تنموية كالخياطة والتطريز والأشياء المهنية، اكتشف أين مجاهل قدراتك ونمها.
- الاطلاع على اللغات الأخرى وتعلمها حتى تكدس في فكرك تنمية ثقافية واسعة يحمي الذاكرة بشكل كبير من تدهورها ويحافظ عليها.
- التبحر في الألوان الجذابة، مثل اللون الأصفر الذي يلفت الانتباه ويمد العقل ويعززه بالإلهام الذهني.
- التفكير الإيجابي وعدم التشاؤم يجعل من الذاكرة كالإنسان النشيط الذي لا يمل، فالملل وحده يقتل الإنسان ليس فقط الذاكرة.
- وهناك إرشادات صحية تتبعها للحفاظ على الذاكرة، وهي:
- أخذ قسط كافٍ من النوم، الذي عندما تستيقظ تشعر من خلاله بأنك نشيط وهو لا يقل عن ست ساعات، فعند النوم ابقِ الغرفة مظلمة ونم في مكان هادئ، مع مراعاة التقليل من المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين خصوصاً فترة المساء، واجعل عادتك اليومية في النوم في ساعة معينة واستيقظ في نفس الساعة يومياً.
- التنفس الجيد، فإن التنفس العميق يمد القعل بكمية كبيرة من الأكسجين، وهي من أفضل الطرق للحفاظ على الذاكرة، وتتم بأخذ نفس عميق من الأنف حتى يمتلئ البطن والرئتين مع إطباق الفم والعد لخمس ثوانٍ، ثم إخراج الهواء برفق من الفم ليس دفعة واحدة، تمارس هذه العملية لمدة خمس دقائق وستشعر براحة وزوال التوتر والقلق وبالتالي يساعد في الحفاظ على الذاكرة.
- التمارين الرياضية اليومية بانتظام، تعمل على تزويد العقل بالطاقة والأكسجين اللازم لتحسين الذاكرة والتقليل من التوتر والضغوطات.
- المحافظة على وجبة الإفطار الضرورية في الصباح، فهي تعد الوقود اللازم لتحريك العقل وتمده بسكر الجلوكوز الذي ينشط الذاكرة ويحميها.
- الأغذية الصحية المتوازنة، يفتقر بعض الناس للنظام الغذائي المتكامل بالتالي يؤدي لحدوث بعض المشكلات في الذاكرة حيث أن الذاكرة تتأثر بنوع الطعام الذي يتناوله الإنسان، فهناك أغذية متخصصة لتنشيط الذاكرة مثل، (الزعتر- مغلي النعناع- السمك الغني بزيوت الأوميجا- المسكرات الغنية بالزيوت)، فجميع هذه الأطعمة تقي الذاكرة وتحميها من الخرف والزهايمر بعيداً عن المواد الغذائية المشبعة بالدهون التي تسدد المسامات وتسبب الكوليسترول، كما ان هناك الأغذية التي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة مثل الفواكه والخضار تحمي الذاكرة وتحافظ عليها وتقلل من الإصابة بالأمراض، وتناول الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من البروتين اللازم لتغذية العقل مثل أنواع الطيور وأهمها الدجاج المسلوق منزوع الجلد يحمي الذاكرة بشكل كبير ويمدها بالبروتين اللازم، وهناك أعشاب من محال العطارة تحتوي على كميات من الزيوت اللازمة لتنشيط الدورة الدموية مثل (إكليل الجبل والزعرور) الذي يحفز الجهاز العصبي ويقوم بمكافحة التشتت الذهني وضعف الانتباه، وهناك أيضاً الشاي الأخضر المشروب المفضل لدى الكثيرين يساعد في التذكر إذا ما شرب كل نهار لبعض المعلومات خلال اليوم.
- شرب كميات كافية من الماء وقلة الماء يسبب مشاكل في كل الجسم وأهمها النشاطات الدماغية لذا يجب شرب ثمانية أكواب ماء يومياً.
- التدخين من أهم أسباب الخلل في الذاكرة لأنه يضعف النشاط الدماغي من خلال غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتلف الخلايا الدماغية؛ لهذا يجب التقليل من التدخين أو الإقلاع عنه مطلقاً للحفاظ على ذاكرة سليمة ونشاط الدورة الدموية بشكل سليم.
- ضعف السمع يؤثر بشكل كبير على خلل الذاكرة، كما أنك تلاحظ مشاكل الكبر في السن تبدأ في صعف السمع الذي يؤدي لبعض الحالات أمراض كالزهايمر والتآكل في الدماغ.
- مارس رياضة الاسترخاء، وتكون بسماع شيء مهدئ للأعصاب والتنفس العميق والصمت مثل رياضة (اليوغا)، تساعد على تنشيط الذاكرة والحفاظ عليها.
- مد الجسم بالفيتامينات اللازمة لتقوية الدم والأكسجين والحديد في الجسم وهذه الفيتامينات المضادة للأكسدة مثل (فيتامين A وفيتامين C وفيتامين E) الذين يساعدون في نقل الأكسجين جيداً مما يساعد في صفاء الذهن وعدم شروده.
جميع هذه الخطوات تمد الإنسان بذاكرة محمية من التدهور الصحي واتباع مثل هذه الخطوات يجعلها أقوى وأفضل.