أعراض فقر الدم

فقر الدّم

فقر الدم هو الحالة التي يفتقر فيها جسم المريض لما يكفي من خلايا الدم الحمراء الصحية لحمل الأكسجين الكافي إلى أنسجة الجسم، ويُعرّف فقر الدّم على أنّه هبوط في واحد أو أكثر من القياسات المتعلّقة بكريات الدّم الحمراء، وهي:

  • تركيز الهيموجلوبين: هو الحامل الأساسيّ لغاز الأكسجين في الدّم.
  • الهيماتوكريت أو مكداس الدّم: هو الرّاسب الدمويّ أو النّسبة المئويّة لحجم خلايا الدّم الحمراء من إجمالي حجم الدّم.
  • تعداد كريات الدّم الحمراء: هو عبارة عن عدد كريات الدّم الحمراء الموجودة في حجم معيّن معرّف مسبقاً من حجم الدّم الكليّ.

تعريف فقر الدم حسب الجنس

تعريف فقر الدّم حسب الجنس هو كما يلي:

  • الذّكور: يُعرّف فقر الدّم لدى الذّكور مع قيم أقلّ من 13.5 g/dL لتركيز الهيموجلوبين، وقيم أقلّ من 41 بالنّسبة المئويّة للهيماتوكريت.
  • الإناث: يُعرّف فقر الدّم لدى الإناث مع قيم أقلّ من 12 g/dL لتركيز الهيموجلوبين، وقيم أقلّ من 36 بالنّسبة المئويّة للهيماتوكريت.

تحتوي خلايا الدّم الحمراء على الهيموجلوبين، وهو بروتين غنيّ بالحديد، يمنح الدّم لونه الأحمر. الهيموجلوبين يمكّن خلايا الدّم الحمراء من نقل الأكسجين من الرّئتين إلى بقيّة أعضاء الجسم، ونقل ثاني أكسيد الكربون من الجسم عودةً إلى الرّئتين، بحيث يمكن إخراجه من الجسم في عملية الزّفير.

معظم خلايا الدّم، بما فيها خلايا الدّم الحمراء، يتمّ إنتاجها باستمرار في نخاع العظم، وهو عبارة عن مادّة إسفنجيّة حمراء اللون، موجودة داخل تجويفات العظام الكبيرة في الجسم. ومن أجل إنتاج الهيموجلوبين وخلايا الدّم الحمراء يحتاج الجسم إلى الحديد، ومعادن أخرى، وعندما يُعاني الإنسان من الأنيميا، فإنّ جسمه لا ينتج ما يكفي من خلايا الدّم الحمراء، إنّما يضيع الكثير منها أو يتلفها بسرعة تفوق قدرته على إنتاج خلايا دمٍ جديدة.

أعراض فقر الدّم

تتعدد أعراض فقر الدم لأن نقص الأكسجين يؤثر على جميع خلايا الجسد، وتختلف هذه الأعراض باختلاف شدة الفقر، أهم هذه الأعراض هي:

  • الشّعور بالضّعف أو الإرهاق أو التّعب العامّ.
  • صعوبة التّركيز والإحساس بـالدّوخة.
  • الأرق.
  • حصول تشنّجات في السّاق.
  • يعاني المريض من ضيق في التنفّس وصداع، خاصّةً أثناء التّمارين الرياضيّة أو بذل مجهود.
  • الجفاف وتصلّب الأظافر.
  • عدم تحمّل الجو البارد، بسبب نقص مخزون الحديد.
  • الشّعور بارتفاع في حرارة الجسم، وعدم القدرة على تحمّل الجوّ الحار.
  • إحساس المريض بخدرانٍ عامّ في جسمه خاصّةً في اليدين، أو إحساسه بوخزٍ كالإبر في جسمه.
  • اشتهاء أكل أشياء أخرى غير الطّعام، مثل: التّراب، والشّمع، والعشب، والورق، والجليد، وغيرها، وهذه الأعراض تحدث عند المريض بفقر الدّم بسبب الحاجة للحديد، ويسمّى القطا، أو شهوة الغرائب.
  • الإاصبة بمتلازمة تململ السّاقين، وهو أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون من فقر الدّم بسبب نقص كمّية الحديد.
  • حدوث الاضطرابات السلوكيّة عند الأطفال، وانخفاض الأداء المدرسيّ لدى الأطفال في سنّ الدّراسة.
  • يعاني المريض من أعراض عصبيّة أهمّها الخدران في مختلف أنحاء الجسم، وهذا في حالات فقر الدّم بسبب نقص فيتامين (ب12).
  • فقدانٍ في الذّاكرة، ولكن هذا العرض ليس دائماً بل هو قليل الظهور.
  • الاكتئاب، والهلوسة، وتغيّرٍ في الشخصيّة.
  • صعوبةٍ في النّظر، ولكن في حالاتٍ نادرة.

أعراض فقر الدّم الشّديد

  • خفقان سريع في القلب.
  • قصور في القلب، وذلك لأنّه يحاول تعويض نقص كميّة الدم اللازمة لحمل الأكسجين؛ حيث تزداد ضربات نبضه، وبذلك تكثر احتماليّة إصابته بقصور في القلب.
  • يصعوبةٍ في التنفّس، وزيادة عدد مرّات التنفّس.
  • عند القيام بالفحص السريري يُلاحظ أنّ المريض يعاني من شحوبٍ، ويتمّ معرفة ذلك عن طريق النّظر إلى ملتحمة العين، وإلى الخطوط الموجودة في باطن الكفّ.
  • التهاباتٍ في الفمّ وخاصةً منطقة اللسان.
  • عند فحص الأظافر يلاحظ وجود تشوّهاتٍ فيها، خاصّةً في حال نقص الحديد في الدّم، وتكون هشة جدّاً.
  • يُعاني المريض من اصفرار الجلد في حالة كان سبب فقر الدّم هو تكسّر الدّم.
  • وجود بعض التشوّهات في العظام، وهذا في حالة الثّلاسيميا.

تشخيص فقر الدّم

بصفةٍ عامّةٍ يطلب الأطباء عدّاً دمويّاً شاملاً في اختبارات الدّم الأوّلية في حالة تشخيص وجود فقر الدّم. والنّتائج المخبريّة تعطي عدد خلايا الدّم الحمراء، وتركيز الهيموجلوبين، والعدّادات التّلقائية، وتقوم أيضا بقياس حجم خلايا الدّم الحمراء، عن طريق قياس التّدفق الخلوي، وهو شيء مهم في التّمييز بين أسباب فقر الدّم. وهناك أربعة معايير يتمّ قياسها عند إجراء فحصٍ لفقر الدّم وهي:

  • عدد كريات الدّم الحمراء.
  • تركيز الهيموغلوبين.
  • الحجم الكرويّ الوسطيّ.
  • متوسط قطر كرات الدّم الحمراء.
  • إذا لم يتمّ الوصول إلى التّشخيص، فإنّ فحص النّخاع العظميّ يتيح الفحص المباشر للخلايا الحمراء.

عوامل اختطار فقر الدّم

العوامل الّتي ترفع خطر الإصابة بفقر الدم وتشمل:

  • اتباع نظام غذائي منخفض في الحديد، والفيتامينات، والمعادن.
  • فقدان الدم من عملية جراحية.
  • الأمراض المزمنة أو الخطيرة، مثل أمراض الكلى، والسرطان، والسكري، والتهاب المفاصل، وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، ومرض التهاب الأمعاء (بما في ذلك مرض كرون)، وأمراض الكبد، وفشل القلب، وأمراض الغدة الدرقية.
  • تاريخ عائلي لأمراض فقر الدم الوراثية، مثل فقر الدم المنجلي أو الثلاسيميا.

أنواع فقر الدّم الشّائعة

هذه أهم أنواع فقر الدم وأكثرها انتشاراً:

  • فقر الدّم النّاجم عن نقص الحديد (Iron deficiency anemia): السّبب لحدوثه هو نقص الحديد في الجسم، ذلك أنّ نُخاع العظم يحتاج إلى الحديد من أجل إنتاج الهيموجلوبين. وإن لم يكن تزويد الحديد كافياً، فلن يستطيع الجسم إنتاج كميّة كافية من الهيموجلوبين لخلايا الدم الحمراء.
  • فقر الدّم النّاجم عن نقص الفيتامينات (Vitamin Deficiency Anemia): يحتاج الجسم إلى حمض الفوليك (Folic acid) وإلى فيتامين (Vitamin B12)، لإنتاج كميّة كافية من خلايا الدّم الحمراء الصّحيحة، فالنّظام الغذائيّ الذي ينقصه أحد المركّبات الغذائيّة الحيويّة يمكن أن يؤدّي إلى خفض إنتاج خلايا الدّم الحمراء. وعلاوةً على هذا، فثمّة أشخاص لا تتمتّع أجسامهم بالقدرة على امتصاص فيتامين B-12 بشكلٍ فعّال.
  • فقر الدّم كعرض لمرض مزمن: العديد من الأمراض المزمنة، مثل السّرطان، والإيدز، ومرض النّقرس، وأمراض التهابيّة مزمنة أخرى، بإمكانها التّأثير على إنتاج خلايا الدّم الحمراء، والتّسبب بالتّالي بفقر دم مزمن. كما يمكن أن يؤدّي فشل الكلى أيضاً إلى فقر الدّم.
  • فقر الدّم النّاجم عن مرض في نخاع العظم: إنّ العديد من الأمراض، مثل ابيضاض الدّم أو اللوكيميا، يمكنها أن تؤدّي إلى نشوء فقر دم، والتّأثير على نخاع العظم.
  • فقر الدّم النّاجم عن انحلال الدّم (Hemolysis): هذه المجموعة من أنواع فقر الدّم تتطوّر عندما يتم إتلاف خلايا الدّم الحمراء بسرعة تفوق قدرة نخاع العظم على إنتاج خلايا دم جديدة.

مضاعفات فقر الدّم

لفقر الدم عدة مضاعفات، وتختلف باخلاف المسبب وبشكل عام، هذه أهم المضاعفات التي يجب الانتباه لها:

  • فرط التّعب، ففي حالات فقر الدّم الصّعبة من الممكن أن يشعر المريض بالتّعب، لدرجة تمنعه من القيام بواجباته اليوميّة البسيطة جداً، إذ يكون متعباً جدّاً، ويصعب عليه اللعب أو العمل.
  • ضرر في الأعصاب، حيث يعتبر فيتامين B 12 ضروريّاً وحيويّاً، ليس فقط لإنتاج خلايا الدّم الحمراء السّليمة، وإنما أيضاً لعمل جهاز الأعصاب بشكل سليم.
  • تغيّرات في الحالة الإدراكية، حيث يؤدّي النّقص في فيتامين B 12 إلى التأثيرعلى عمل الدّماغ الطبيعيّ.
  • الموت، فهناك أنواع معيّنة من فقر الدّم التي تنتقل بالوراثة، مثل فقر الدّم المنجليّ، قد تسبب مضاعفات طبيّة حادّة، تشكل خطراً على الحياة. وفقدان كمّيات كبيرة من الدّم خلال فترة زمنيّة قصيرة يؤدّي بصورة عامةٍ إلى فقر الدّم، والذي قد يكون قاتلاً في هذه الحالة.

علاج فقر الدّم

كل نوع من أنواع فقر الدم له أسلوب علاجي خاص به وذلك كالتالي:

  • علاج فقر الدّم النّاجم عن فقر الحديد: يتمّ علاج فقر الدّم من هذا النّوع في أغلب الحالات بواسطة تناول مكمّلات (مضافات) الحديد.
  • علاج فقر الدّم النّاجم عن فقر الفيتامينات: هو نوع صعب من فقر الدّم، تتمّ معالجته بواسطة حقن تحتوي على فيتامين B 12، وقد يستمرّ ذلك في بعض الحالات مدى الحياة.
  • علاج فقر الدّم المصاحب للأمراض المزمنة: ليس هنالك علاج معيّن لهذا النّوع من فقر الدّم.
  • علاج فقر الدّم النّاجم عن مرض في نخاع العظم: يتراوح علاج فقر الدّم النّاجم عن هذه الأمراض المتعدّدة، بين تناول أدوية إلى المعالجة الكيماويّة، وحتى زرع نخاع عظم.
  • علاج فقر الدّم النّاجم عن انحلال الدّم: يشمل علاج فقر الدّم النّاجم عن انحلال الدّم الامتناع عن تناول أدوية معيّنة، ومعالجة العدوى المرافقة، وتناول أدوية كابتة للجهاز المناعيّ، والذي يهاجم خلايا الدّم الحمراء.
  • علاج فقر الدّم المنجليّ: ويشمل علاج فقر الدّم من هذا النّوع مراقبة ورصد مستويات الأكسجين في الجسم، وتناول مسكّنات للآلام، وتناول السّوائل، بالشّرب أو عن طريق التّسريب، لتخفيف الآلام، ولمنع ظهور مضاعفات.

الوقاية من فقر الدّم

تكون معظم حالات فقر الدّم غير قابلة للمنع، ولكن بالإمكان منع ظهور فقر الدّم النّاجم عن فقر الحديد، أو فقر الدّم النّاجم عن فقر الفيتامينات، بواسطة التّغذية المتوازنة والمتنوّعة، والتي تحتوي على:

كذلك المواظبة على تناول أغذية غنيّة بالحديد، وخاصّة بالنسبة للأشخاص ذوي الأجسام الّتي تحتاج إلى كمّيات كبيرة جدّاً من الحديد، كالأطفال الّذين يستهلكون الحديد بكميّات كبيرة في فترة النّمو، والنّساء الحوامل، والنّساء في سنّ الخصوبة. ومن المهمّ جداً تزويدهم بكمّيات كافيةٍ من الحديد خاصّة للأطفال، والنّباتيين، والذين يركضون لمسافات طويلة. بالإضافة إلى كلّ ذلك على الجميع إجراء فحوصات دمّ عامّة مرّة خلال عدّة سنوات، بحسب توصيات الطّبيب للاطمئنان، ولتجنّب حصول فقر الدّم.

حقائق عن فقر الدم

فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يجب تذكرها عن فقر الدم:

  • على الصعيد العالمي، ويؤثر فقر الدم ما يقدر ب 1.62 بليون شخص، وهذا يمثل 24.8٪ من سكان العالم.
  • أطفال ما قبل المدرسة معرّضون بشكل كبير لفقر الدم، مع ما يقدر بـ 47٪ من الأطفال يعانون من هذا المرض.
  • يوجد حاليا أكثر من 400 نوع من فقر الدم الّتي تم تحديدها.
  • نقص الحديد هو النوع الأكثر شيوعاً من أمراض الدورة الدموية في جميع أنحاء العالم.
  • الأطعمة الغنيّة بالحديد لمكافحة فقر الدم تشمل اللحوم والأسماك، وبلح البحر والمحار.
  • لا يقتصر فقر الدم على البشر فيمكن أن يؤثر على القطط والكلاب.
  • يمكن للأفراد الذين لديهم شكل خفيف من فقر الدم، أن يبقوا بدون أعراض.