جرثومة المعدة
جرثومة المعدة أو الملوية البوابية (باللاتينية: Helicobacter pylori) هي بكتيريا تسبب التهاباً مزمناً في المعدة والإثني عشر، وهي سبب شائع للإصابة بالقرحة، وتسبب هذه البكتيريا القرحة عن طريق غزو بطانة المعدة وإنتاج مواد سامة.
علاج جرثومة المعدة
يجب معالجة الأشخاص الذين تكون نتائج فحوصاتهم إيجابية لإصابتهم بجرثومة المعدة، ويجب التأكيد على أهمية إكمال المريض وصفة العلاج كاملة وإعلامه عن الأعراض الجانبية للأدوية الموصوفة.
أما عن الطريقة المتبعة لعلاج الإصابة بجرثومة المعدة؛ فتكون بالعلاج الثلاثي أو الرباعي، أما العلاج الثلاثي؛ فيكون عن طريق استعمال مثبطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton Pump Inhibitors)، إلى جانب استخدام المضاد الحيوي أموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin) والمضاد الحيوي كلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin)، وهذا العلاج يستخدم مرتين في اليوم، لمدة عشر أيام إلى أسبوعين، أما العلاج الرباعي فيكون باستخدام أحد أدوية مثبطات مضخة البروتون، وبسموث سبساليسيلات (بالإنجليزية: Bismuth Subsalicylate) إلى جانب المضاد الحيوي مترونيدازول (باللاتينية: Metronidazole)، والمضاد الحيوي تيتراسايكلن (بالإنجليزية: Tetracycline)، ويتم أخذ هذا العلاج لمدة أسبوع.
من الأمثلة على مثبطات مضخة البرتون التي يمكن استعمالها في حالات الإصابة بجرثومة المعدة ما يأتي:
- لانسوبرازول (بالإنجليزية: Lansoprazole).
- إيزوميبرازول (بالإنجليزية: Esomeprazole).
- بانتوبرازول (بالإنجليزية: Pantoprazole).
- رابيبرازول (بالإنجليزية: Rabeprazole).
يمكن كذلك استخدام حاصرات مستقبلات الهستامين 2 (بالإنجليزية: H2 blockers) للتقليل من أحماض المعدة، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
- رانيتيدين (بالإنجليزية: Ranitidine).
- فاموتيدين (بالإنجليزية: Famotidine).
إلى الآن، لم تثبت الدراسات أنّ الطعام الذي يتناوله الشخص يلعب دوراً في الحماية من الإصابة أو يسبب القرحة عند الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة، إلا أنّ الأطعمة الحارّة، والتدخين، وشرب الكحول يمكن أن تزيد من سوء حالة القرحة، وتمنعها من الشفاء بالشكل الصحيح. لا ينصح باستخدام دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) التي تنتمي إلى مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: (Non-steroidal Anti-Inflammatory Drug (NSAID)، وينصح باستبدالها بالأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، ويجب تقليل الضغوظات الحياتية أو تجنبها قدر الإمكان. أمّا بالنسبة للقاح؛ فقد تمّ تطوير لقاح ضدّ جرثومة المعدة لكنه لا يزال قيد البحوثات وليس متوفّراً للاستعمال البشريّ في الوقت الحاليّ.
أعراض جرثومة المعدة
غالباً، لا يظهر أعراض أو علامات مرضية عند إصابة الشخص بجرثومة المعدة، لكن ربما تظهر الأعراض الآتية على المريض:
توجد أعراض معيّنة التي إن ظهرت فيجب على المريض مراجعة الطبيب في الحال، وهي كالآتي:
- ألم حادّ ومستمر في البطن.
- صعوبة في البلع.
- أن يكون لون البراز أسوداً أو يصاحبه دم.
- قيء أسود أو يصاحبه دم، أو قيء يشبه ثفل القهوة.
عوامل خطر الإصابة بجرثومة المعدة
هناك عدة عوامل خطر قد تؤدي إلى إصابة الشخص بجرثومة المعدة، منها ما يأتي:
- العيش في مكان مكتظ؛ فالعيش في منزل يعيش فيه العديد من الأفراد يزيد من فرصة إصابة الشخص بجرثومة المعدة.
- العيش دون وجود إمدادات موثوقة من المياه النظيفة والجارية.
- العيش في البلدان النامية، حيث تكون ظروف المعيشة المزدحمة وغير الصحية أكثر شيوعاً، مما يسبب زيادة فرصة الإصابة.
- العيش مع شخص مصاب بجرثومة المعدة.
مضاعفات الإصابة بجرثومة المعدة
قد تؤدي الإصابة بجرثومة المعدة إلى حدوث المضاعفات الآتية:
- الإصابة بالقرحة الهضمية، حيث إنّ 10% من المصابين بجرثومة المعدة ستتطور حالتهم إلى قرحة هضمية (بالإنجليزية: Peptic Ulcer) والتي تعني إصابة بطانة المعدة أوأسفل المريء أو الأمعاء الدقيقة بالقرحة، وإلى جانب جرثومة المعدة، هناك أسباب أخرى تؤدي للإصابة بالقرحة الهضمية، منها التناول المتكرر للأسبرين، والآيبوبروفين، والعقاقير المضادّة للالتهابات، وتزداد خطورة الإصابة بالقرحة الهضمية نتيجة استخدام هذه العقاقير إذا كانت المريضة أنثى أو لدى الأشخاص الذين تجاوز عمرهم الستين عاماً، ويمكن أن يؤدي العلاج الإشعاعي إلى الإصابة بالقرحة الهضمية، كذلك التدخين، والإسراف في شرب الكحول، والإصابة بسرطان المعدة.
- يمكن أن تتطور حالة الشخص المصاب بجرثومة المعدة وتؤدي إلى التهاب بطانة المعدة، وذلك بسبب دور جرثومة المعدة بحدوث تهيج في المعدة.
- سرطان المعدة، حيث إنّ الإصابة بجرثومة المعدة يُعدّ عامل خطر قوي للإصابة بسرطان المعدة.
تشخيص جرثومة المعدة
يتم تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة عن طريق عدة فحوصات وهي كما يأتي:
- فحص الدم: يمكن أن يكشف فحص الدم عن الإصابة الحالية بجرثومة المعدة أو الإصابة بعدوى سابقة بهذه الجرثومة،
- فحص الزفير باليوريا: يستند فحص الزفير باليوريا (بالإنجليزية: Urea breath test) على قدرة جرثومة المعدة على تكسير اليوريا إلى ثاني أكسيد الكربون والذي يتم امتصاصه من المعدة والتخلص منه عن طريق التنفس. يتمّ تزويد المريض بكبسولة عن طريق الفم تحتوي على اليوريا مصنوعة من نظائرالكربون. إذا كان المريض مصاباً بجرثومة المعدة يتم الكشف عن وجود جزيئات الكربون في تنفس المريض الذي يتم جمعه في كيس وفحصه من قبل الطبيب بجهاز خاص، ويعد هذا الفحص أفضل من فحص الدم للكشف عن الإصابة الحالية بجرثمة المعدة. من الممكن أن تؤثر بعض الأدوية كالأدوية المضادة للحموضة مثل مثبطات مضخة البوتون، أو المضادات الحيوية، أو البسموث سبساليسيلات على نتيجة الفحص، لذلك يجب التوقف عن أخذ هذه الأدوية قبل أسبوع أو أسبوعين من إجراء الاختبار، مع العلم أنّه يمكن أن يخضع الأطفال والبالغين لها الفحص.
- فحص البراز: يعدّ اختبار مستضدّ البراز (بالإنجليزية: Stool antigen test) أحد الفحوصات المستخدمة في الكشف عن إصابة الشخص بجرثومة المعدة، ويعتمد هذا الفحص على وجود مستضدّات مرتبطةً بإصابة الشخص بجرثومة المعدة، وكما في اختبار التنفس؛ فإن نتيجة الفحص يمكن أن تتأثر ببعض العقاقير كمثبطات مضخة البروتون والبسموث سبساليسيلات، لذا على المريض التوقف عن أخذ الأدوية قبل إجراء الفحص، ويعدّ كذلك أفضل من فحص الدم للكشف عن الإصابة الحالية بالجرثومة.
- تنظير الجهاز الهضمي العلوي (Upper endoscopy exam): يقوم الطبيب بإدخال أنبوب طويل مرن موصول بكاميرا صغيرة ومنظار من الفم، ثم الحلق، فالمريء، فالمعدة، فالإثني عشر، ويكشف وهذا الإجراء عن وجود أيّ أمور غير طبيعيّة في الجهاز الهضمي العلويّ، بالإضافة إلى أخذ عينة من الأنسجة الهضمية.
الوقاية من جرثومة المعدة
للوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة، يجب أن يهتم الشخص بنظافته الشخصية في المقام الأول للتقليل من نقل عدوى الإصابة بجرثومة المعدة من شخص لآخر، خاصةً الأشخاص المسؤولين عن إعداد الطعام سواءً في المنزل أو في الأماكن العامة، إضافة إلى ذلك، يجب الاهتمام برفع مستويات المعيشة الأساسية وتوفير المياه النظيفة للسكان؛ إذ يعمل هذا على تقليل فرص الإصابة بجرثومة المعدة.