هبوط ضغط الدّم
لا يُعدّ هُبوط ضغط الدّم مُشكلةً كبيرةً بحدّ ذاته، غير أنّ الانخفاض الشّديد في الضغط قد يُشير إلى وجود مُشكلةٍ أخرى قد تؤدّي إلى اضطرابات شديدةٍ في القلب وفشل في الأعضاء كونه يمنع الأُكسجين والمواد الغذائيّة من الوصول إلى الأعضاء المهمة في الجسم. يُعرف هبوط ضغط الدّم بارتباطه بما يُسمّى بالصّدمة (بالإنجليزيّة: shock)، وهي حالةٌ مهدّدةٌ للحياة.
أعراض هبوط ضغط الدّم
عادةً ما يَتَصاحب هبوط ضغط الدّم مع أعراض مُتعدّدة، منها:
- الدّوار.
- ألم الرأس.
- الإغماء وآلام الصدر؛ وهو عرض من أعراض الذّبحة الصّدرية.
- الأزمة القلبيّة الناجمة عن عدم كفاية ضغط الدّم لإيصال الدّم للشّرايين التاجيّة.
- عدم قُدرة الكلى على التّخلص من المُخلّفات والفشل المُتسارع في الكلى والكبد والقلب والرّئة والدّماغ.
يُذكر أنّ هناك حالةً تُعرف بهبوط ضغط الدّم الانتصابيّ (بالإنجليزية: Orthostatic Hypotension) تحدُث عندما يَقف المصاب أو يجلس بشكلٍ سريعٍ، وتتضمّن أعراضها التالي:
- الغثيان.
- الشعور بالضعف.
- ألم الصدر.
- احتمالية السقوط.
يُذكر أنّ لهذه الحالة العديد من العِلاجلات، منها صُنع تغيّرات في النّظام الحياتيّ تتضمّن الآتي:
- شُرب الكثير من السّوائل، أهمّها الماء.
- الوقوف ببطء.
- عدم وضع ساق على ساق.
- زيادة مقدار الوقت الذي يُقضى بالجلوس إن كان الشخص لم يتحرّك لمدّةٍ طويلةٍ نتيجةً لحالةٍ مَرضيّةٍ.
- تناول وجباتٍ صغيرةٍ ومُنخفضة الكربوهيدرات.
أمّا إن كان هناك دواءٌ مُسبّبٌ لهبوط ضغط الدّم الانتصابيّ فإنّ الطّبيب قد يُغيّره أو يُعدّل جرعته للتخلّص من هذه الحالة.
الهدف من علاج هبوط ضغط الدّم
يَعتمد علاج هبوط ضغط الدّم على نوعه وشدّة أعراضه وعلاماته. إنَّ الهدف وراء العلاج هو إعادة ضغط الدّم لوضعه الطبيعي وإزالة الأعراض والعلامات التي يؤدّي إليها، وتعتمد الاستجابة للعلاج على سنّ المُصاب وقوّته وصحّته العامّة.
يُذكر أنَّ الشّخص السليم الذي لديه انخفاضٌ في ضغط الدّم من دون أعراضٍ وعلاماتٍ لا يحتاج لعلاجاتٍ، أمّا مبدئيّا؛ فعلى المصاب بالأعراض والعلامات الاستلقاء فوراً رافعاً قَدميه عن مستوى القلب، أمّا إن لم تزل الأعراض والعلامات مباشرةً فَيَجب عِندها اللجوء إلى المُساعدة الطِبيّة.
أسباب وعلاج هبوط ضغط الدّم
تتضمّن الحالات التي تسبب هبوط ضغط الدّم الآتي:
- الجفاف: والّذي يعدُّ شائعاً بين مُصابي الغثيان والتّقيؤ والإسهال والإفراط في ممارسة التّمارين الرّياضيّة؛ حيث إنّ ذلك يُبعد الدّم عن الأعضاء ويُحوّله إلى العضلات، وتُفقَد الكثير من السّوائل عند الإسهال والتقيؤ، خُصوصاً إن لم يكن الشّخص يَحصل على كميّاتٍ كافيةٍ من السوائلَ لتعويض تلك المفقودة، ومن أسباب الجفاف الأخرى فرط التعرّق، وارتفاع درجات الحرارة، وضربات الشمس.
- الأشخاص المُصابون بجَفافٍ بسيط قد يُصابون فقط بالعَطش وجفاف الفم، أمّا الجفاف المتوسّط إلى الشّديد؛ فهو قد يُسبّب هبوط ضغط الدّم الانتصابيّ، ويُشار إلى أنّ الجفاف الشّديد أو المُطوّل قد يفضي إلى ما يُعرف بالصّدمة والفشل الكلويّ وزيادة أحماض الدّم وفقدان الوعي وحتّى الوفاة.
- النّزيف المتوسّط إلى الشّديد: فهو يَستنفد وبسرعة دم المصاب، ممّا يُؤدّي إلى هُبوط ضغط الدّم أو هبوط ضغط الدم الانتصابي. يحدث النّزيف لعدة أسباب، منها التّعرض لإصابةٍ ما أو لجرحٍ ناجمٍ عن عمليةٍ جراحيةٍ أو نتيجةً لمشاكل في الجهاز الهضميّ، منها التقرّحات الهضميّة والأورام، وفي بعض الحالات قد يكون النّزيف شديداً جداً مِمّا يُسبّب الصّدمة والوفاة السّريعة.
- الأعراض الالتهابية الشّديدة في الأعضاء الدّاخلية: منها التهاب البنكرياس الحاد؛ فهو قد يُسبّب ترك السّوائل للجسم للدخول للأنسجة المُصابة حول البنكرياس وتجويف البطن، ما يُفضي إلى تركيز الدّم وتقليل حجمه.
- ضعف عضلة القلب: فهو قد يُسبّب فشل القلب ويُقلّل من مقدار الدّم الذي يَضخّه. واحدٌ من أسباب ضعف عضلة القلب هو موت جزءٍ كبيرٍ من تلك العضلة نتيجةً لنوبةٍ قلبيةٍ، ويُشار إلى أنّ هناك حالاتٍ أخرى قد تضعف قدرة القلب على ضخّ الدّم، منها استخدام الأدوية المضرّة بالقلب والتهاب عضلة القلب وأمراض صمّامات القلب.
- التهاب غلاف القلب: هو قد يُسبّب تَجمّع السّوائل خلال غلاف القلب، ما يؤدّي إلى الضّغط على القلب، الأمر الذي يُفضي إلى الضّغط على القلب وحصر قدرته على التّمدد والامتلاء وضخ الدّم.
- تباطؤ ضربات القلب، فهو يُقلّل من مِقدار الدّم الذي يَضخّه القلب، غير أنّ هذه الحالة لا تُسبّب هبوط ضغط الدّم دائماً.
- الحساسيّة المفرطة:هي حالة حسّاسة قد تفضي في بعض الأحيان إلى الوفاة، وقد تنجم هذه الحالة عن الحساسيّة ضد البنسلين واليود الوريديّ المُستخدم في صور الأشعة السينية والفستق ولسعة النّحل، وفضلاً عن هبوط ضغط الدّم فإنّ هذه الحالة تُسبّب أعراضاً أخرى، منها صفير الصّدر الناجم عن تَضيّق المجرى الهوائيّ وانتفاخ الحلق وصعوبة التّنفُّس.
- استخدام بعض الأدوية، منها:
- الأدوية التي تُبطئ ضربات القلب.
- مدرّات البول.
- الأدوية التي تُعالج ارتفاع ضغط الدّم.
- المسكّنات المخدّرة.
- الحمل: كون الدورة الدموية تتمدّد وتُحدث تغيّراتٍ هرمونيّة تفضي إلى توسّع الأوعية الدمويّة ما يؤدّي إلى هبوط ضغط الدّم. يبدأ ضغط الدّم بالهبوط في وقت مبكر من الحمل، ويُصبح في أقلّ مستوياته في بعض الأحيان في منتصف الثّلث الثّاني منه.