ما هي أعراض كيس الشعر

كيس الشعر

كيس الشّعر أو ما يُسمّى بالنّاسور العُصعصيّ أو النّاسور الشعريّ (Pilonidal cyst)، وهو كيس ينشأ داخل الجلد ويحتوي على أوساخ الجلد بالإضافة إلى الشّعر، ويظهر في معظم الحالات عند أسفل الظّهر. يتكوّن كيس الشّعر عادةً عندما تَخترق شعرة ما الجلدَ وتنغرس فيه. وعند حدوث الالتهاب يُصبح الخراج النّاتج عنه مُؤلماً جدّاً. وقد يتمّ علاجه إمّا بصنع ثقب صغير فيه وتصريف السّوائل منه، أو بإجراء عمليّة جراحيّة لإزالته.

يُصيب كيس الشّعر الرّجال أكثر من النّساء، كما أنّ هناك إمكانيّة تِكرار الإصابة به، ويكون الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلةٍ أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بكيس الشّعر. ولم يُعرَف حتّى الآن سبب أكيد وراء ظهور كيس الشّعر، إلّا أنّ مُعظم الحالات تمّ تفسيرها بأنّ كثرة تعرّض المنطقة المُصابة، أسفل الظّهر، للضّغط وللاحتكاك، كالذي يحصل لسائقي الدرّاجات أو لمن يلبسون ملابسَ ضيّقةٍ، فيُجبَر الشّعر عندها على اختراق الجلد تحته.

يُعامِل جهازُ المناعة الشّعرةَ على أنّها جسم غريب، وتظهر ردّة فعله عبر تكوين كيسٍ حولها، ويُعلِّل ذلك التّفسير أيضاً الحالات التي يظهر فيها كيس الشعر في مناطق غير مُعتادة، كالحلّاقين عندما يظهر عندهم بين الأصابع لازدياد الضّغط والاحتكاك في هذه المنطقة.

أعراض كيس الشعر

لا يختبر مُعظم المرضى المُصابون بكيس الشّعر أيّة أعراض تُذكر عدا عن تورُّم المنطقة المُصابة إذا لم يتعرّض للالتهاب، وعندها تبدأ العديد من الأعراض بالظّهور. أمّا أبرز هذه الأعراض التي يشعر بها المُصاب فهي على النّحو الآتي:

  • انتفاخ المنطقة المُصابة بكيس الشّعر: ففي مُعظم الحالات، وقبل حدوث الالتهاب، يشعر المَرضى بوجود انتفاخٍ أو تورُّم صغير في منطقة أسفل الظّهر، أو ما يُسمّى بالعجز، وقد يتقشّر الجلد فوق كيس الشّعر أحياناً.
  • الإحساس بألم شديد أسفل الظّهر: ويُعدّ ذلك أبرز الأعراض التي تدلّ على التهاب كيس الشّعر. يشعر المريض بهذا الألم في مُعظم الأوقات تحديداً عند الجلوس أو ارتداء ملابسَ ضيّقةٍ.
  • احمرار واحتقان الجلد المُحيط بكيس الشّعر: ويحدث ذلك كعلامة من علامات الالتهاب.
  • ظهور خرّاج وإفرازاتٍ من كيس الشّعر: ويُصاحب ذلك عادةً رائحةٌ كريهةٌ بسبب ما يحتويه الخرّاج من الشّعر وفضلات الجلد والدّم.
  • تكوين قنوات أُخرى جديدة لكيس الشّعر: ويظهر ذلك على شكل ثقوب في الجلد.
  • بروز الشّعر من الكيس المُلتَهِب.
  • ارتفاعٌ طفيف على درجة حرارة جسم المريض.

العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بكيس الشّعر

هنالك العديد من العوامل التي قد تُعرّض صاحبها وبشكلٍ أكبر للإصابة بكيس الشّعر، إذ تُشير الدّراسات إلى ازدياد نسبة الإصابة ضمن الذّكور خصوصاً من هم في مُقتبل العمر أو أقلّ من 20 عاماً. ويكون الأشخاص العاملون في وظائفَ مُعيّنةٍ تُلزم الجلوس لفترات طويلة أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بكيس الشّعر. ومن عوامل الخطورة أيضاً ما يمكن تجنُّبه للعمل على تقليل فرصة الإصابة بكيس الشّعر؛ كزيادة الوزن، عندها يُنصَح المريض بالحفاظ على الوزن المثاليّ، وكذلك أسلوب الحياة الخالي من الأنشطة الرياضيّة. وقد أشارت الدّراسات إلى تعرُّض من يمتازون بزيادة الشّعر على أجسادهم أكثر من غيرهم للإصابة بكيس الشّعر، لذلك يُنصَحون عادةً بحلق المنطقة المُعرّضة للإصابة والمُحافظة على نظافتها. كما لوحظ ازدياد تلك النّسبة عند من يملكون شعراً خشناً.

علاج كيس الشعر

لا يُجدي استخدام المُضادّات الحيوية نفعاً عند الإصابة بكيس الشّعر، ولذلك هنالك العديد من الطّرق الجراحيّة المُتبّعة لعلاجه. أمّا أبرز هذه الطّرق فهي على النّحو الآتي:

  • عمل ثقب في كيس الشّعر وتصريف السّوائل داخله: ويُعتبر ذلك الحل الأمثل للتخلّص من كيس الشّعر الذي يظهر لأوّل مرّة. وتتضمّن هذه الطّريقة أيضاً إزالة بُصيلة الشّعر ومن ثمّ وضع ضمّادات من الشّاش داخل التّجويف النّاتج عن العمليّة. وهي عمليّة بسيطة يُمكن إجراؤها والمريض تحت تأثير التّخدير الموضعيّ فقط، ولكنّها قد تُشكّل إزعاجاً للبعض؛ إذ تُلزم المريض بتغيير الضمّادات بشكلٍ مُستمرّ لحين شفاء الجرح، وقد تستمر هذه العمليّة لبضعة أسابيع.
  • إجراء ما يُسمّى بعمليّة التّوخيف: وهي طريقة جراحيّة يضمن من خلالها الأطبّاء تصريف السّوائل من مختلف أنواع الدّمامل، منها كيس الشّعر، دون الحاجة لاستخدام ضمّادات الشّاش. ولا تحتاج هذه الطّريقة أيضاً إلّا لتخدير موضعيّ لإجرائها، ومن فوائدها أنّها تُقلّل حجم وعمق الجرح النّاتج، إلّا أنّها تَلزم وقتاً طويلاً للشّفاء قد يصل إلى ستّة أسابيع، كما يجب أن يكون الطّبيب مُتمرّساً في إجرائها.
  • هنالك طريقة أخرى تتمّ بعمل ثَقب أو فَتحة في كيس الشّعر ومن ثمّ تصريف السّوائل داخله، والعمل على إغلاق الجرح فوراً بعد العمليّة دون الحاجة إلى ملء التّجويف النّاتج بالضمّادات، إلا أنّ فرصة تكرار الإصابة بكيس الشّعر كبيرة بعد اللّجوء إلى هذه الطّريقة.