كريات الدم الحمراء
كريات الدم الحمراء أو خلايا الدم الحمراء؛ هي إحدى مكوّنات الدم؛ وهي التي تعطي الدم لونه الأحمر القاني، وهي خلايا عديمة النواة لها شكل القرص وتكون مقعَّرة الوجهين، وظيفتها في الدم هو نقل الأكسجين من الرئتين إلى سائر أعضاء الجسم؛ ثم حمل ثاني أُكسيد الكربون والغازات الضارّة الأخرى من الأعضاء إلى الرئتين للقيام بإخراجها في عملية الزفير، ولأن غِشاءها مرن تستطيع المرور في الشعيرات الدموية وحتى في أضيقها.
يتمّ إنتاج كريات الدم الحمراء في النخاع الأحمر في العظام الكبيرة على عكس كريات الدم البيضاء التي يتمّ إنتاجها في نخاع العظم، وتدوم حياة الخلية الواحدة ما يُقارب المئة وعشرين يوماً ثمّ تتجدَّد، فتذهب الكريات القديمة لتتكسر في الكبد والطحال؛ وتخرج من الكبد مع العُصارة الصفراوية، والوضع الطبيعيّ لعدد كريات الدم الحمراء يكون من أربعة إلى خمسة ملايين خلية، وهي تختلف عند الرجال والنساء، فهي أقلّ عند النساء؛ حيث تبلغ في حدها الأعلى في المتوسّط 4.5 مليون، أمّا إذا زاد العدد عن هذا الحد؛ فإنه قد يكون لسببٍ مرَضي غير طبيعيّ.
ارتفاع كريات الدم الحمراء
أو ما يسمّى بكثرة الحمر، وهي زيادة مستوى خلايا الدم الحمراء في الدم وذلك بزيادة في الهيماتوكريت (الهيماتوكريت: هي نسبة حجم خلايا الدم الحمراء إلى إجمالي حجم الدم)، أو الهيموغلوبين (الهيموغلوبين: هو بروتين مسؤول عن نقل الأكسجين في الدم)، أو يكون عدد خلايا الدم الحمراء فوق الحدود الطبيعيّة لديهم ويكون التشخيص كالتالي:
- الهيماتوكريت أكبر من 48٪ لدى النساء و52٪ من الرجال.
- الهيموغلوبين أكبر من 16.5غ / ديسيلتر في النساء أو مستوى الهيموجلوبين أكبر من 18.5 غ/ديسيلتر لدى الرجال.
أسباب ارتفاع تعداد الكريات الحمراء
يمكن تقسيم أسباب كثرة الحمر إلى فئتين رئيسيتين هما: كثرة الحمر الأوليّة هو زيادة في خلايا الدم الحمراء بسبب المشاكل في عملية إنتاج خلايا الدم الحمراء، وكثرة الحمر الثانوية التي تحدث عادةً كرد فعل لعوامل أو الظروف خارجية تعزّز إنتاج خلايا الدم الحمراء وهي أكثر شيوعاً من الأولية، ومن أهمّ تلك الأسباب:
- كثرة الحمر الأولية:
- كثرة الحمر فيرا (PV): هو مرض يرتبط بطفرة جينيّة في جين JAK2، ويعتقد أنّه يزيد من حساسيّة خلايا نخاع العظم للإريثروبيوتين مع العلم أنّ كميته طبيعيّة أو حتى أقلّ من الطبيعيّة، ممّا يؤدي إلى زيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء، وفي كثير من الأحيان أيضاً تزيد مستويات أنواع أخرى من خلايا الدم (خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية) في هذه الحالة.
- كثرة الحمر العائليّة الابتدائية الخلقية (PFCP) هو مرض متعلّق بطفرة في الجين EPOR يسبّب زيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء.
- كثرة الحمر الثانوية: فعلى خلاف الأولية يكون تركيز هيرمون الإريثروبيوتين عالياً في هذه الفئة نتيجة لنقص الدم المؤكسج لفترات طويلة، أو بسبب تشوّهات في الخلايا الحمراء تضعف آلية توصيل الأكسجين للخلايا، أو بسبّب أورام تطلق هذا الهرمون بكثرة، ومن أهمّ تلك المسبّبات:
- مرض الانسداد الرئوي المزمن، وانتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
- متلازمة نقص التهوية.
- فشل القلب الاحتقاني.
- توقّف التنفّس أثناء النوم.
- ضعف تدفّق الدم إلى الكليتين.
- العيش في المناطق المرتفعة بسبب نقص كمّية الأكسجين في الجو.
- التدخين.
- سرطان الكبد.
- سرطان الكلى.
- أورام الغدة الكظرية.
- سرطان الرحم.
- بعض أمراض الكلى مثل كيسات الكلى أو انسداد الكلى.
- التعرّض لأول أكسيد الكربون بشكل مزمن حيث إنّ الهيموغلوبين لديه انجذاب أعلى لأول أكسيد الكربون من الأكسجين.
- تعرض الطفل حديث الولادة لنقص الأكسجين داخل الرحم لأيّ سبب كان.
- الجفاف: وتعتبر حالة عرضية يكون فيها عدد الكريات طبيعيّاً ولكن يكون تركيزها عالياً بسبب نقص السوائل.
- الإجهاد، ويسبب الإجهاد كثرة الكريات الحمر المعروف أيضا باسم كثرة الكريات الحمر الكاذبة أو متلازمة غيزبوك، تشاهد عند الرجال الذين يعانون من السمنة المفرطة ويتعالجون بدواء مدرّ للبول لارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر.
الأعراض والمضاعفات
يكون دم الشخص المُصاب بهذه الحالة ذا لونٍ أحمر أغمَقَ من اللون الطبيعي، ويمكن تشخيص الحالة فقط عن طريق إجراء تحليل مخبري لعينة من الدم في مختبر طبيّ معتمد، فهو يُعطي نتيجة دقيقة لعدد كريات الدم الحمراء في العيّنة ومقارنتها مع المعدل الطبيعيّ لنفس العمر والبُنية الجسميّة، وقد تظهر بعض الأعراض على الشخص، مثل: ضعف والتعب، وصداع الرأس، والحكّة، وسهولة ظهور الكدمات، وألم المفاصل، والدوخة، وآلام في البطن، أما عن المًضاعفات التي تُصاحب حالة ازدياد عدد كريات الدم الحمراء؛ فمنها الجلطات القلبية والدماغية، والذبحات الصدريّة والنقرس، قرحة المعدة وحصوات الكِلى وسرطان الدم (اللوكيميا).
العلاج
العلاج من هذه الحالة يبدو بسيطاً نوعاً ما؛ ولكنه يحتاج إلى استشارة طبيب، فيمكن أن يبدأ العلاج بالقيام بالتبرع العِلاجي بالدم، وهو أن يقوم الشخص بالتبرع بدمه ولكن لا يُستفادُ منه، فيتم إتلافه. الأسبرين أو مُمَيِّعات الدم؛ والتي تعمل على منع حدوث التجلطات في القلب والدماغ، ويمكن استعمال بعض المواد المُشِعة التي تُساعة على قتل الخلايا الزائدة والتخلّص منها، أمّا العلاج الذي لا يحتاج إلى استشارة طبيب فهو التوقّف عن التدخين عند ظهور هذه الحالة حتى لا يزيد منها. والهدف من العلاج يكون من أجل المحافظة على عدد كريات الدم الحمراء ضمن معدلها الطبيعيّ لدى الإنسان؛ وكذلك إجراء احتياطيّ لمنع حدوث التجلّطات والنزيف للإنسان المصاب.