أبو دغيم
يُعرف مرض أبو دغيم باسم مرض النّكاف، وهو مرض مُعدٍ ناتج عن الإصابة بعدوى فيروسيّة، تحديداً بفيروس يُسمّى روبولافيروس؛ إذ ينتشر هذا الفيروس عند الاقتراب من المريض، أو عبر اللّعاب، أو الإفرازات الأنفيّة عن طريق السّعال أو العطس. يُؤثّر هذا المرض بشكل أساسيّ على الغدد النُكافيّة؛ وهما زوج من الغدد اللعابيّة تقعان على جانبيّ الوجه، ويُشكّل انتفاخ هذه الغدد المُصابة العلامة الفارقة لهذا المرض. بالإضافة إلى ذلك، قد يصيب مرض أبو دغيم أعضاء أخرى من الجسم، ولذلك، في بعض الحالات، قد ينتج عن الإصابة به العديد من المضاعفات، كالتهاب السّحايا، والتهاب الخِصيتين، والتهاب البنكرياس.
يُعتَبر أبو دغيم مرضاً محدوداً ذاتيّاً، أي أنّه من الأمراض التي لا بد أن تأخذ مجراها، وتستمرّ لفترة مُعيّنة قبل أن تختفي وينتهي تأثيرها حتّى دون اللّجوء للأدوية، ولذلك لا وجود لعلاج مُحدّد لمرض أبو دغيم، وسيتمرّ لفترة زمنيّة قصيرة نسبيّاً قد تصل إلى 10 أيّام، يُعاني فيها المريض من الأعراض المُصاحبة له. تكثر الإصابات بهذا المرض في أواخر فصل الشّتاء وبداية فصل الرّبيع، وقد شهدت نسب الإصابة بمرض أبو دغيم انخفاضاً ملحوظاً منذ بدء استخدام المطعوم الخاصّ به بشكل مُنتظم، ويُعَدّ مطعوم أبو دغيم جزءاً من المطعوم الثلاثيّ MMR الذي يتكوّن من مطعوم الحصبة والحصبة الألمانيّة إلى جانب أبو دغيم.
أعراض مرض أبو دغيم
قد لا يُعاني بعض مرضى أبو دغيم من أيّة أعراض تُذكَر، أو قد يشعر البعض بها بشكل بسيط، وتظهر الأعراض عادةً خلال أسبوعين أو ثلاثة بعد التعرّض للفيروس، وغالباً ما يُعاني البالغون من أعراض أكثر شدّة من تلك التي يختبرها الأطفال. أمّا الأعراض المُصاحبة لمرض أبو دغيم فهي على النّحو الآتي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، ويكون هذا الارتفاع طفيفاً في مُعظم الحالات.
- الإحساس بالتّعب والإعياء، وقد يكون مصحوباً بالشّعور بآلام في مُختلف عضلات الجسم.
- فقدان الشهيّة للطّعام، وقد يُعاني المريض كذلك من الغثيان والاستفراغ.
- الشّعور بآلام حادّة في الرّأس.
تظهر هذه الأعراض عادةً خلال اليومين الأوَليّن من المرض، أمّا في اليوم الثالث فيبدأ تأثير المرض على الغدد أبو دغيميّة، فتلتهب وتتورّم، وهذا ما يحصل في قرابة 95% من حالات مرض أبو دغيم. ونتيجة لهذا الالتهاب، غالباً ما يُعاني المريض من أعراض أخرى؛ فقد يشعر بآلام في الأذن أو الفم، أو قد يُصاب بالتهاب الحلق، أو قد يُعاني من صعوبة في البلع، أو من آلام عند المضغ.
تجب مُراجعة الطّبيب عند الشّعور بأعراض قد تدلّ على الإصابة بمُضاعفات مرض أبو دغيم أو على شدّة المرض، كالشّعور بآلام شديدة في الرّأس، أو تشنّج الرّقبة، أو الشّعور بألم في البطن أو الخِصيتين.
علاج مرض أبو دغيم
باعتبار مرض أبو دغيم ناتج عن عدوى فيروسيّة فإنّه لا يستجيب للمُضادّات الحيويّة أو لأنواع الأدوية الأخرى، ولذلك لا جدوى من تناولها، ويبقى العلاج المنزليّ الذي يقتصر على اتّباع إجراءات من شأنها تخفيف الأعراض المُصاحبة له ريثما يأخذ المرض مجراه وينتهي تأثيره. أمّا الإجراءات المنزليّة لعلاج مرض أبو دغيم فهي على النّحو الآتي:
- التزام الرّاحة التامّة في المنزل، وعدم الذّهاب إلى العمل أو المدرسة، وعزل المريض عن باقي أفراد العائلة؛ وذلك لمنع العدوى من الانتشار، إذ يبقى المريض مصدراً للعدوى لفترة زمنيّة قد تصل إلى أسبوع كامل بعد ظهور الأعراض.
- استخدام الضمّادات الدّافئة أو الباردة؛ وذلك لتخفيف ألم وانتفاخ الغدد اللعابيّة.
- تناول الأدوية المُسكّنة للألم والخافضة للحرارة التي تُصرَف عادةً دون وصفة طبيّة، كتلك المُحتوية على مُركّب أسيتامينوفين، أو دواء أسبرين للبالغين فقط، إذ يُمنَع استخدامه من قبل لأطفال، بالإضافة إلى إمكانيّة اللّجوء إلى مُضادّات الالتهاب اللاستيرويديّة، مثل دواء أيبوبروفين، وذلك للتّخفيف من حدّة الأعراض قدر المُستطاع.
- الحرص على تناول كميّات كبيرة من الماء، وذلك لمنع الإصابة بحالة الجفاف النّاتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم. يُنصَح المرضى كذلك بعدم تناول الحمضيّات أو عصائرها؛ إذ تُحفّز على إفراز اللّعاب، ممّا يُرهِق الغدد اللعابيّة المُصابة بالالتهاب، وبالتّالي ازدياد الشّعور بالألم فيها.
- تجنّب تناول الأطعمة صعبة المضغ، والاستغناء عنها بتناول الحساء والمأكولات الخفيفة، مثل البطاطا المهروسة.
- والجدير بالذّكر أنّ مُعظم الأشخاص المُصابين بمرض أبو دغيم ستوُلِّد أجسامهم مناعةً دائمةً ضدّ المرض، وبالتّالي لن يُصابوا به مرّةً أُخرى.
مضاعفات مرض أبو دغيم
قد ينتج عن مرض أبو دغيم العديد من الأعراض، ومع أن هذه الأعراض نادرة الحدوث، إلّا أنّها قد تكون شديدةً وقد تُشكّل خطراً على حياة المريض إذا ما تُركت دون علاج. بالإضافة إلى التهاب الغدد أبو دغيميّة، قد يُسبّب هذا المرض التهاب العديد من أعضاء الجسم، كالدّماغ والأعضاء التناسليّة. أمّا أبرز مُضاعفات مرض أبو دغيم فهي على النّحو الآتي:
- التهاب الخصيتين: ويُصاب به الذّكور البالغين، ويُسبّب انتفاخ إحدى الخصيتين أو كليهما، بالإضافة إلى الشّعور بآلام فيهما، ونادراً ما يُسبّب الإصابة بالعقم.
- التهاب البنكرياس: ويُسبّب هذا الالتهاب المُعاناة من الغثيان أو الاستفراغ، بالإضافة إلى الشّعور بآلام في الجزء العلويّ من البطن.
- التهاب الدّماغ: قد يُؤدّي إلى الإصابة باختلالات عدّة على مستوى الجهاز العصبيّ ويُهدّد حياة المريض. وقد ينتج عن مرض أبو دغيم التهاب السّحايا كذلك.
- فقدان السّمع: وهو من المُضاعفات النّادرة لمرض أبو دغيم؛ إذ يُؤثّر على القوقعة المسؤولة، والموجودة في الأذن الداخليّة. عادةً ما يكون فقدان السّمع دائماً، ويُصيب إحدى الأذنين أو كلتيهما.
- التهاب المبيضين أو الثّديين: على الرّغم من الآلام المُصاحبة لالتهاب المبيضين، إلّا أنّه نادراً ما يُسبّب العقم.
- تُشير بعض الدّراسات إلى ارتباط إصابة المرأة الحامل بمرض أبو دغيم بازدياد فرص إجهاضها للجنين.