كيفية علاج نقص كريات الدم البيضاء

كريات الدم البيضاء

كريات الدم البيضاء أو ما تُسمّى بخلايا الدم البيضاء، تُعتبر عُنصراً هامّاً في تركيب الدم، والذي يضّم أيضاً كُلاً من خلايا الدم الحمراء، والصّفائح الدمويّة والبلازما، وعلى الرّغم من أنّ خلايا الدم البيضاء تُشكّل حوالي 1٪ فقط من الدم، إلا أنّها لها تأثيرها كبير، فهي ضرورية للصحّة الجيّدة، والحماية من الأمراض. تُصنّف خلايا الدم البيضاء على أنّها الخلايا المناعية لدى الإنسان، فهي دائماً تخوض حالةً من الحرب، حيث إنّها تتدفّق خلال مجرى الدم لمُكافحة الفيروسات، والبكتيريا، وغيرها من الجراثيم، وكلّ ما هو غريب عن جسم الإنسان والتي تُهدّد صحّة الجسد بأكمله، فعندما يكون الجسم في مِحنة أو تعرّضت منطقة مُعيّنة للهجوم فإنّ خلايا الدم البيضاء تندفع مُسرعةً للمساعدة في تدمير هذه الخلايا الضّارة لوقاية الجسم من الأمراض. تُصنَع خلايا الدم البيضاء داخل نخاع العظم ليتمّ تخزينها في الدم والأنسجة اللمفاويّة، ولأن بعض خلايا الدم البيضاء لها عمر قصير يتراوح بين 1-3 أيام فإنّ نُخاع العظم يقوم بإنتاجها باستمرار.

نقص كريات الدم البيضاء

يُعرف نقص الكريات الدم البيضاء بأنّه انخفاض في عدد هذه الخلايا (WBC) من الجسم لتؤثّر مباشرة على قُدرة الجسم في مُكافحة العدوى، فخلايا الدم البيضاء الموجودة في الدّم تُساعد على درء أيّة التهابات تضرّ بالجسم، ومع انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء تزيد نسبة خطر زيادة الإصابة بالأمراض. هناك العديد من الأسباب التي يُمكن أن تؤدّي إلى نقص الكريات البيضاء، لذلك من المهم جداً استبعاد كل العوامل الكامنة وراء المرض قبل البدء بالعلاج.

العدد الطبيعيّ من الكريات البيض في الدم يتراوح بين أربعة إلى أحد عشر ألفاً في كل مليمتر مُكعّب من الدم، وقد يختلف هذا العدد من شخص لآخر، وأيضاً، بالمقارنة مع البالغين، يكون للأطفال تعداد أقلّ من هذه الخلايا اعتماداً على الجنس والعمر، ومع ذلك، تُعتبر القيمة الأقل من أربعة آلاف خلية في الملليمتر المُكعب الواحد من الدم هي نتيجة غير طبيعية، وتُعبِّر عن انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء.

أسباب نقص عدد كريات الدم البيضاء

هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء نقص كريات الدم البيضاء أهمّها ضعف إنتاج هذه الخلايا، والآتي بعض أهمّ هذه الأسباب:

  • الإصابة بفقر الدم، أو وجود مرض تليّف نُخاع العظم، أو مرض الإيدز، أو بسبب مرض الذّئبة الحماميّة، وبعض أنواع أمراض السّرطان، أو الحُمّى التيفيّة، والملاريا، ومرض السلّ، أو الإصابة بحمى الضّنك.
  • حدوث التهاب فيروسيّ في الجسم؛ فيقوم هذا الفيروس بخفض مُعدّل إنتاج كريات الدم البيضاء، وإبطاء وظيفة النخاع العظميّ.
  • أخذ بعض أنواع الأدوية؛ كمُدرّات البول، والأدوية المُضادّة للاكتئاب، والأدوية المُستخدمة لعلاج الصّداع النصفيّ، وأدوية الصَّرع، ومرض التصلّب اللوحيّ، أو المُضادّات الحيوية، أو التعرّض للعلاج الإشعاعيّ والكيميائي.
  • التّدخين.
  • النّزف الشديد نتيجة الدّورة الشهريّة أو الولادة عند النّساء، أو أيّ نزفٍ ينتج عنه نزول كميّات كبيرة من الدم.
  • بعض الاضطرابات الخلقيّة عند الولادة التي تنطوي على تقلُّص وظيفة نخاع العظم.
  • السّرطان أو الأمراض الأخرى التي تُلحِق الضّرر بنُخاع العظم.
  • اضطرابات المناعة الذاتيّة التي تُدمّر خلايا الدم البيضاء أو خلايا نخاع العظم.
  • الالتهابات الشّديدة التي تستهلك خلايا الدم البيضاء بشكل أسرع من إنتاجها.
  • مرض السّاركويد.
  • فقر الدم اللاتنسجيّ.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريّة (الإيدز).
  • فرط نشاط الطّحال، بحيث يقوم بتدمير خلايا الدم السّابق لأوانه.
  • سوء التّغذية، ونقص الفيتامينات.
  • مُتلازمة خلل التنسُّج النقويّ.

أعراض نقص كريات الدم البيضاء

يرافق نقص عدد كرات الدم البيضاء أعراض عديدة والتي تختلف تبعاً للمسبب الرئيسي الكامن وراء هذا النقص، ويمكن أن تشمل هذه الأعراض:

  • تعب.
  • الالتهابات المتكررة التي يصعب علاجها.
  • ضيق في التنفس.
  • الضعف الدائم.
  • قد تشير هذه العراض إلى وجود أمراض خطيرة قد تستوجب التماس الرعاية الطبية العاجلة إذا كان لدى المريض انخفاض هائل عدد كرات الدم البيضاء وعلامات أخرى تدل على وجود عدوى، مثل الحمى وتضخم الغدد الليمفاوية، والتهاب الحلق، أو الآفات الجلدية.

طرق علاج نقص كريات الدم البيضاء

يتمّ علاج نقص كريات الدم البيضاء بعد تشخيص الحالة من قِبَل الطّبيب بعمل فحوصات الدم وبعض الفحوصات الأخرى لمعرفة المُسبّب الرئيسي، ويتم ذلك بإدخال المريض إلى المشفى ليبقى تحت الرّعاية الطبيّة بعدف حمايته من الإصابة بأمراض أُخرى قد تُهدّد حياته. ومن أجل الوصول إلى العلاج المناسب يتمّ اتّباع الإجراءات الآتية:

  • يصف الطبيب بعض أنواع السّتيرويدات والفيتامينات لتنشيط نخاع العظم وزيادة إنتاج كريات الدم البيضاء.
  • تُستخدم العديد من العلاجات، مثل العلاج الخلويّ والعلاج الكيميائيّ، لزيادة عدد كريات الدم البيضاء، ولكن، إذا كان الاضطراب شديداً للغاية فإنّ الطبيب سيصف خليطاً مُتعدّداً من الأدوية.
  • جنباً إلى جنب مع الأدوية، يمكن للرّاحة والنّوم أن يُساعدا الجسم على زيادة عدد كريات الدم البيضاء، فالنّوم مدّة 7-8 ساعات يوميّاً يمكن أن يُنشّط الجسم، ويُساعده على إصلاح التّالف من الأنسجة، بالإضافة إلى زيادة إنتاج كريات الدم البيضاء.
  • من الممكن اللجوء إلى الطبّ البديل كالعسل، فهو فعّال جدّاً في تغذية النّخاع العظميّ الذي يقوم بدوره في إنتاج كريات الدم البيضاء، فيعوّض النّقص الذي أُصيب به الجسم.