الذئبة الحمراء
عندما يقول الناس مرض “الذئبة” (بالإنجليزية: lupus) فإنهم بذلك يقصدون مرض الذئبة الحمامية أو الذئبة الحمراء الجهازية (بالإنجليزية: Systemic Lupus Erythematosus) إلا أن لهذا المرض أنواعاً أخرى. ويعدّ مرض الذئبة مرضاً التهابياً مزمناً ويحدث بنسبة أكبر عند النساء وغالباً ما يبدأ في العمر الإنجابي للمرأة. يُعد مرض الذئبة أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يتم إنتاج أجساد مضادة غير طبيعية في الدم،ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المرض يؤثر في عدة أجهزة في جسم الإنسان. في الحقيقة لا يوجد سبب معيّن لمرض الذئبة، إلا أن هناك مجموعة من العوامل الجينية والهرمونية والبيئية والمناعية قد تكون وراء الإصابة به، أما العوامل البيئية فتشمل العدوى الفيروسية والبكتيرية والتعرض المفرط لأشعة الشمس والإجهاد النفسي الشديد، كما أن هناك بعض الأدوية التي تُسبب أعراضاً مشابهة لأعراض الذئبة؛ مثل دواء هيدرالازين (بالإنجليزية: Hydralazine) الذي يُستخدم لخفض ضغط الدم، ودواء بروكايناميد (بالإنجليزية: Procainamide) والذي يُستخدم في حال عدم انتظام دقات القلب، ومن الجدير بالذكر أنّ ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين بسبب الحمل قد يؤدي إلى تفاقم أعراض مرض الذئبة.
علاج الذئبة الحمراء بالطب البديل
يمكن أن يستفيد مرضى الذئبة من الطب البديل، والذي يُسمّى أيضاً الطب التكميلي، ولكن لا بد من استخدام هذه العلاجات مع الأدوية التقليدية، وعلى المريض استشارة الطبيب قبل البدء بالعلاج التكميلي؛ إذ يكمن دور الطبيب في إخبار المريض ما إن كانت هذه العلاجات ستتداخل مع الدواء التقليديّ وما يترتب على العلاج التكميلي من مخاطر وفوائد. وتشمل العلاجات التكميلية والبديلة في علاج الذئبة ما يلي:
- هرمون ديهيدرو إيبي أندروستيرون (بالإنجليزية: Dehydroepiandrosterone): حيث إنّ المكملات التي تحتوي على هذا الهرمون من شأنها أن تساعد على التقليل من جرعة الستيرويدات التي يتناولها المريض لتحقيق الاستقرار في الأعراض عند بعض المرضى المصابين بالذئبة.
- زيت السمك (بالإنجليزية: Fish oil): حيث تحتوي مكملات زيت السمك على أحماض أوميغا3 الدهنيّة التي قد تكون مفيدة للأشخاص المصابين بالذئبة، ولكن ما زلنا بحاجة مزيد من الدراسات في هذا المجال، ومن الجدير بالذكر أنّ الآثار الجانبية لمكملات زيت السمك تشمل الغثيان، والتجشؤ، ومذاق السمك في الفم.
- فيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D): فهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنّ الأشخاص المصابين بالذئبة قد يستفيدون من فيتامين د التكميلي.
- كما ينصح مريض الذئبة أن يقوم بالآتي كي يتعامل مع أعراض الذئبة ويقلل نوبات المرض:
- مراجعة الطبيب بانتظام، بدلاً من زيارة الطبيب فقط عند حدوث الأعراض، إذ إنّ زيارة الطبيب بانتظام تقلل حدوث الانتكاسات، وتمكّن المريض من مناقشة العوامل التي تؤثر في حالته الصحية؛ كالإجهاد، والنظام الغذائيّ، وممارسة التمارين الرياضيّة، وبهذا تقل مضاعفات المرض.
- الحصول على الراحة الكافية، حيث إنّ المصابين بالذئبة يعانون من تعبٍ وإنهاكٍ مستمر لا يشبه التعب العادي، وقد لا تكون الراحة حلّاً له، ولكن لا بدّ من إسداء النصح للمريض بأخذ قسط وفير من الراحة ليلاً، وأكثر من قيلولةٍ خلال النهار.
- ارتداء ملابس واقية من أشعة الشمس كالقبعة، والقمصان ذات الأكمام الطويلة، والسراويل الطويلة؛ لأنّ الأشعة فوق البنفسجية يمكنها أن تحفّز المرض، ويُنصح عند الخروج تحت الشمس باستخدام واقيات الشمس ذات عامل الوقاية الشمسيّ 55 على الأقل.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ تساعد على الحد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية والحد من الاكتئاب.
- الامتناع عن التدخين، إذ يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتفاقم آثار الذئبة على القلب والأوعية الدموية.
- تناول نظام غذائي صحي، كالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، مع الأخذ بعين الاعتبار الأطعمة المحظورة في حال وجود أمراض أخرى.
علاج الذئبة الحمراء بالأدوية
يعتمد علاج الذئبة على العلامات المرضيّة والأعراض التي يعاني منها المريض، ويتطلب ذلك نقاشاً دقيقاً مع الطبيب لمعرفة الفوائد والمخاطر الخاصة بالأدوية المستخدمة، ولمتابعة ما إن كان العلاج بجرعاته يحتاج شيئاً من التخفيف أو الزيادة. وأكثر الأدوية شيوعاً في السيطرة على الذئبة هي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs (NSAIDs): يمكن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي لا تحتاج لوصفة طبية، مثل نابروكسين الصوديوم (بالإنجليزية: Naproxen sodium) وإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)؛ إذ تحدّ من الألم والتورّم والحمى المرتبطة بالذئبة. أما مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ذات المفعول الأقوى فلا يمكن استخدامها دون وصفة طبيّة. ومن الآثار الجانبية لهذه الأدوية إمكانية حدوث نزيف في المعدة، ومشاكل في الكلى، وزيادة خطر الإصابة بمشاكل القلب.
- الأدوية المضادة للملاريا (بالإنجليزية: Antimalarial drugs): الأدوية التي تُستخدم عادة لعلاج الملاريا، مثل هيدروكسي كلوروكين (بالإنجليزية: Hydroxychloroquine) قد تساعد أيضاً على السيطرة على الذئبة. من الآثار الجانبية لهذه الأدوية اضطرابات المعدة ونادراً ما تُسبّب تلفاً في شبكية العين.
- الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids): حيث يمكن للبريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) وأنواع أخرى من الكورتيكوستيرويدات أن تتصدّى لالتهابات الذئبة، ولكن غالباً ما تنتج آثاراً جانبية طويلة الأمد؛ بما في ذلك زيادة الوزن وسهولة حدوث الكدمات للجلد، إضافة إلى ترقق العظام وارتفاع ضغط الدم والسكري وزيادة خطر العدوى. وتزيد احتمالية هذه الآثار بزيادة الجرعة وطول فترة العلاج.
- الأدوية المثبطة للمناعة (بالإنجليزية: Immunosuppressants): قد تُفيد هذه الأدوية في الحالات العسيرة من المرض، ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ دواء الآزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine)، ميكوفينولات (بالإنجليزية: Mycophenolate)، ليفلونوميد (بالإنجليزية: Leflunomide) وميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate). الآثار الجانبية المحتملة قد تشمل زيادة خطر العدوى، تلف الكبد، وانخفاض الخصوبة، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، كما تم صناعة دواء أحدث اسمه بيليموماب (بالإنجليزية: Belimumab)، ومن شأن هذا الدواء أن يقلل أعراض الذئبة عند بعض المرضى، وتشمل الآثار الجانبية له الغثيان والإسهال والحمى.
أعراض الذئبة الحمراء
تختلف شدة ومدة وكيفية ظهور الأعراض التي يعاني منها مرضى الذئبة من شخص لآخر؛ فقد تظهر العلامات والأعراض فجأة أو قد تتطور ببطء، وقد تكون خفيفة أو شديدة، وقد تكون مؤقتة أو دائمة، ولا بد من الإشارة إلى أنّ حدة المرض تكون خفيفة في معظم المصابين، هذا وإنّ الأعراض تشتدُ وتصبح أكثر ضراوةً لفترة معينة، ثم يمرّ المصاب بفترات طويلة دون معاناةٍ تُذكَر.
يعاني المريض من أعراض معينة تخص الجهاز المصاب بالالتهاب من مرض الذئبة، أما عن العلامات والأعراض الأكثر شيوعاً:
- الإرهاق العام والتعب.
- الحمّى.
- آلام المفاصل وتصلبها وانتفاخها.
- ظهور طفح جلدي على شكل فراشة على الوجه بحيث يغطي الخدين وجسر الأنف.
- ظهور بقع جلدية تزداد سوءاً عند التعرض لأشعة الشمس (حساسية للضوء).
- تحوّل أصابع اليد والقدم إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند تعرضها للبرد أو خلال الفترات المجهِدة والمتعبة، وتسمى هذه الظاهرة ظاهرة رينود (بالإنجليزية: Raynaud’s phenomenon).
- ضيق في التنفس.
- ألم في الصدر.
- جفاف العَينين.
- الصداع، والارتباك، وفقدان الذاكرة.