ضغط الدم
يُعرّف ضغط الدم (بالإنجليزية: Blood Pressure) بأنّه قوة الدفع التي يتسبّب بها الدم على جدران الأوعية الدمويّة عندما يقوم القلب بضخّه ليدور في هذه الأوعية في الجسم. وتتكوّن قراءة ضغط الدم من رقمين أحدهما فوق الآخر، بالنسبة للرقم الموجود في الأعلى فهو ضغط الدم الانقباضي (بالإنجليزية: Systolic Blood Pressure)؛ وهو أقصى قيمة يصلها ضغط الدم عندما تنقبض عضلة القلب. أما بالنسبة للرقم الموجود في الأسفل فهو ضغط الدم الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic Blood Pressure)؛ وهو أقلّ قيمة يصلها ضغط الدم عندما تكون عضلة القلب مسترخية، ويتم قياس ضغط الدم باستخدام وحدة ملليميتر زئبق (بالإنجليزية: Millimetres of Mercury).
الممارسات المتبعة لخفض ضغط الدم
بحسب آخر التوصيات والقواعد الإرشاديّة لضغط الدم والتي تم نشرها في المجلة الكنديّة للقلب، فإن اتباع الممارسات الآتية تسهم في خفض ضغط الدم وخفض احتماليّة الإصابة به:
- ممارسة الرياضة التي تستدعي النشاط الحركيّ متوسط الشدة لمدة تتراوح من ثلاثين إلى ستين دقيقة لمدة أربعة أيام إلى سبعة أيام في الأسبوع؛ كالمشي، والركض، وركوب الدراجة الهوائية، والسباحة.
- الحفاظ على وزن مثاليّ؛ بحيث يتراوح مؤشّر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body Mass Index) من 18.5 كيلوغراماً/متر مربع إلى 24.9 كيلوغراماً/متر مربع، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية تقليل الوزن للوصول للوزن المثالي باستخدام عدة طرق مجتمعة تشمل العامل السلوكيّ، والنشاط الحركيّ، والتوعية التغذويّة.
- تناول الخضار، والفواكه، ومنتجات الألبان منخفضة الدّهون، والحبوب الكاملة التي تحتوي على الألياف الغذائية والبروتينات النباتيّة.
- زيادة تناول البوتاسيوم (بالإنجليزية: Potassium) في الغذاء، وذلك عند الأشخاص غير المعرّضين للإصابة بارتفاع البوتاسيوم في الدم (بالإنجليزية: Hyperkalemia)، ومن الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم الموز، والجرجير، والخس الروماني، والسبانخ، وغيرها من الخضار الورقيّة.
- تقليل استهلاك الصوديوم في الغذاء، بحيث تكون الكميّة اليوميّة هي 2000 ملليغرام.
- تقليل شرب الكحول.
- ضبط التوتر العصبي والتقليل منه.
إنّ تناول الشمندر الذي يحتوي على نسبة عالية من مادة النايتريك أوكسايد (بالإنجليزية: Nitric Oxide)، وتناول الثّوم الذي يساعد على زيادة كمية النايتريك أوكسايد في الدم يسهمان في تقليل ضغط الدم، وذلك بسبب قيام النايتريك أوكسايد بتوسعة الأوعية الدمويّة، بالإضافة إلى تناول الأسماك مثل السالمون، حيث إنّها تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدّهنية من نوع أوميغا 3 (بالإنجليزية: Omegs-3 Fatty Acids) والتي باستطاعتها أن تخفّض ضغط الدم، وتقلّل الالتهابات، وتقلّل الدهون الثلاثية، هذا بالإضافة لاحتواء سلمك السالمون المرقط على فيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D) الذي يمتلك خصائص من الممكن أن تخفّض ضغط الدم.
الأدوية المستخدمة لخفض ضغط الدم
يتم وصف واستخدام الأدوية الآتية للسّيطرة على ارتفاع ضغط الدم بحسب إرشادات الطبيب المعالج المختص:
- مدرّات البول من نوع الثيازايد (بالإنجليزية: Thiazide diuretics): مدرّات البول هي مواد تعمل على طرد الماء والصوديوم من الجسم عن طريق الكلى، وبالتالي تقلّل حجم الدم. وتعتبر مدرّات البول التي تحتوي على الثيازايد عادةً الخيار الأول من أدوية تخفيض ضغط الدم.
- حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers): تعمل هذه الأدوية على تقليل عبء العمل على القلب، وفتح الأوعية الدموية، مما يؤدّي إلى تقليل سرعة وقوة دقّات القلب. من الجدير بالذكر أنها تصبح أكثر فاعلية عند استخدامها مع نوع آخر من أدوية خفض الضغط.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors): تؤدي هذه الأدوية إلى ارتخاء الأوعية الدموية، وذلك عن طريق منعها تكوين مادة كيميائيّة طبيعيّة في الجسم تتسبّب في تضيّق الأوعية الدموية.
- حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين 2 (بالإنجليزية: Angiotensin II receptor blockers): تخفض هذه الأدوية ضغط الدم عن طريق إيقاف عمل مادة كيميائية طبيعية تتكوّن في الجسم تعمل على تضيّق الشرايين، ولا تعمل على منع تكوّن هذه المادة.
- محصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers): تساعد هذه الأدوية على ارتخاء عضلات الأوعية الدمويّة، وتقليل سرعة ضربات القلب.
- مثبّطات رينين (بالإنجليزية: Renin inhibitors): تبطّئ من إنتاج إنزيم رينين؛ وهو إنزيم يتم إنتاجه من الكلى، ويتسبّب في ارتفاع ضغط الدم.
- بعض الأدوية الإضافية الأخرى مثل حاصرات ألفا (بالإنجليزية: Alpha blockers)، وموسّعات الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Vasodilators)، وغيرها.
تشخيص الإصابة بمرض ضغط الدم
يتمّ تشخيص الإصابة بضغط الدم بعد أخذ عدّة قراءات بأوقات مختلفة، ويجب أن يكون الشّخص قد ارتاح لمدّة لا تقل عن خمس دقائق، ولا تعني ارتفاع قراءة واحدة الإصابة بضغط الدم، وبحسب آخر القواعد الإرشاديّة فإن تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم يكون عند زيادة قراءات ضغط الدم عن 140/90 ملليميتر زئبق، أما بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 فيتم تشخيصهم بارتفاع ضغط الدّم عند زيادة قراءاتهم عن 150/90 ملليميتر زئبق، وأما القراءات التي تتراوح بين 120/80 و139/89 فهي تعتبر مرحلة ما قبل الإصابة بمرض ضغط الدم، وقد تؤثر عوامل عدة في قراءات ضغط الدم كالعمر، والحالة النفسيّة، وبعض الأنشطة، والأدوية التي يتناولها الشّخص. ومن الضروريّ جداً متابعة قراءات ضغط الدم بانتظام؛ وذلك لأن ارتفاعه ليس بالضرورة أن يُحدث أعراضاً وعلامات، ولذلك يُطلَق على مرض ارتفاع الضغط القاتل الصامت.
قراءات ضغط الدّم الموصى بها
أوصت اللجنة الوطنيّة المشتركة الثامنة (بالإنجليزيّة: The Eighth Joint National Committee) بعدّة توصيات جديدة متعلّقة بارتفاع ضغط الدم، حيث تختلف هذه التوصيات في درجة قوّتها، وقد كان من ضمن هذه التوصيات؛ أن يكون علاج خفض ضغط الدم عند الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم ستين عاماً أو أكثر بهدف الوصول لقراءة ضغط انقباضيّ أقل من 150 ملليميتر زئبق وضغط انبساطيّ أقل من 90 ملليميتر زئبق، وفي عامّة الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن ستين عاماً بهدف الوصول لقراءة ضغط انقباضيّ تقلّ عن 140 ملليميتر زئبق، وضغط انبساطيّ يقلّ عن 90 ملليميتر زئبق حسب رؤية الطبيب المختص، وقد أوصت اللجنة بعدّة توصيات أُخرى تتعلّق بقراءات الضغط للأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة في الكلى أو يعانون من السكري باختلاف العمر والعِرق.
من الجدير بالذكر أنّ هذه التوصيات والتوجيهات لم تُعِد تعريف ارتفاع ضغط الدم، وما زال تعريف ارتفاع ضغط الدم المتعلق بقراءة الضغط ذات القيمة 140/90 ملليميتر زئبق والموجود في توصيات اللجنة الوطنيّة المشتركة السابعة (بالإنجليزيّة: JNC 7) مقبولاً لدى المجلس.