من مكتشف الضغط الدموي

مكتشف الضغط الدموي

ضغط الدم هو من الأمور اللاإراديّة التي تحصل في الجسم، وهي تعني علمياً قوة دفع الدم في جدران الأوعيّة الدمويّة في الجسم، والتي من خلالها ينتقل إلى كلّ أنسجة الجسم ليقوم بتغذيته وتغذية كلّ أعضاء الجسم، والتي تعرف بما يسمّى الدورة الدمويّة في جهاز الدوران في الجسم، والتي تقسم إلى قمسين؛ الدورة الدمويّة الصغرى وقد اكتشفها العالم العربيّ المعروف ابن النفيس، والدورة الدمويّة الكبرى وقد اكتشفها وليام هارفي. حيث إنّ الدورة الدمويّة في الجسم تبدأ بانقباض عضلات القلب ليمتلاً بكميات جديدة من الدم، ثمّ ينقبض مرّة أخرى دافعاً شحنات من الدم خلال الشريان الأبهر إلى بقية شرايين جسم الإنسان، وهكذا.

الشريان الأبهر مهمّ جدّاً في عملية الدورة الدمويّة في الجسم، حيث إنّه يعمل على إحداث ضغط قويّ على جدار الشريان، فيتمدّد خلال الإنبساط القلبيّ، ويعود لوضعه الطبيعي!ّ بعد ذلك، حيث إنّه يضغط على الدم ممّا يساعد في اندفاعه في كل شرايين الجسم الأخرى، وفي حالة انقباض القلب يسمّى الضغط آنذاك الضغط الإنقباضيّ، فيما يسمّى بـ الضغط الإنبساطيّ عند انبساط القلب والشريان، وفي الحالات الطبيعيّة يكون الضغط الإنقباضيّ أعلى من الضغط الإنبساطيّ، حيث تتم قراءة الضغط بالكسر، كأن يكون على سبيل المثال 70/110، فالقيمة الأعلى تمثل قيمة الضغط الإنقباضيّ، بينما القيمة السفلى تمثّل قيمة الضغط الإنبساطيّ. وقد اكتشفه ستيفن هانس في عام 1733م.

قياس ضغط الدم

يقاس ضغط الدم في الجسم بوحدة المليميتر زئبق، وفي الحالات الطبيعيّة والراحة والإسترخاء يكون القياس الطبيعيّ لضغط الدم الإنقباضيّ للإنسان البالغ ما بين 90 إلى 140 مليمتر زئبقيّ، بينما يكون الضغط الإنبساطيّ ما بين 60 إلى 90 مليمتر زئبقيّ، والمعدلّ المتوسط الطبيعي الأفضل يكون 80/ 120، ويقاس ضغط الدم باستخدام الأجهزة الإلكترونيّة لقياس ضغط الدم، وكذلك الجهاز اليدويّ وهو الأفضل والأدق. وهناك أهميّة بالغة في متابعة ضغط الدم الطبيعي للجسم، حيث إنّ زيادة الضغط الدموية أو نقصانه تؤديان إلى مشاكل صحيّة قد تتفاقم لتؤثر على باقي أعضاء جسم الإنسان، ومن هنا قد يصاب الإنسان بمرضان متعاكسان نتيجة حدوث خلل في الضغط الدمويّ، هما: ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض ضغط الدم.

ارتفاع ضغط الدم

  • تعريف ارتفاع ضغط الدم في الجسم: هو المرض المسمّى بـ القاتل الصامت، وذلك لأنّه قد يؤدّي إلى تدمير أعضاء جسم الإنسان دون أن يدري الإنسان بذلك لعدم وجود أعراض واضحة لارتفاع ضغط الدم في الجسم. وارتفاع ضغط الدم هو من أشهر وأكثر الأمراض الحديثة، وهي مرتبطة بالأمراض القلبيّة، وأمراض الأوعية الدمويّة، وأمراض الكلى. نستطيع أن نعتبر أنّ الضغط مرتفع إذا كان قياس الجهاز يشير إلى ما هو فوق المعدّل الطبيعي – أي أكثر من 80 / 120 مليميتر زئبقيّ -، وذلك نتيجة لحدوث خلل في إحدى العوامل الأساسية في الجسم والتي تتحكّم بهذا الضغط، فإمّا يكون لأمراض تصيب القلب والأوعية الدمويّة كتصلّب الشرايين أو انسدادها مثلاً، وكذلك لأمراض تصيب الجهاز العصبيّ في الجسم، أو أمراض في الجهاز البوليّ كالفشل الكلويّ مثلاً، أو أمراض في الأجهزة الهرمونيّة في الجسم والغدد الصمّاء.
  • بعض من الأعراض التي تساعد في اكتشاف ارتفاع ضغط الدم: عادة يصعب على المريض اكتشاف ارتفاع ضغطه، لكن هناك بعض العلامات والأعراض التي تساعد في ذلك كالشعور بضيق النفس في بعض الأحيان، والصداع الشديد، والشعور بالدوخة، والخمول، والشكوى من نزيف الأنف، ومن طنين الأذن، ومن اضطراب الرؤية، هذا بالإضافة أيضاً إلى بعض الأعراض المشابهة للإصابة بمشاكل في القلب كسرعة خفقانه، أو الأعراض المشابهة للإصابة بإلتهابات المجاري البوليّة، واحمرار البول كذلك.

* أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع ضعط الدم: من أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى ارتفاع الضغط السنّ حيث تزيد مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بعد عمر الثلاثين، كما أنّ الجنس يلعب دوراً في ذلك فالذكور معرّضون لذلك أكثر من النساء الذين ما زالوا في مرحلة الطمث والدورة الشهريّة والتي تقلّل من خطر الإصابة فيه، بعكس انقطاع الدورة الشهريّة لدى المرأة والتي تصبح أكثر عرضة من الرجل بعد انقطاع الطمث للإصابة بإرتفاع ضغط الدم. وكذلك فإنّ بعض الأعراق معرّضة أكثر من غيرها للإصابة بهذا المرض لعوامل وراثيّة كإفريقي أمريكا. ومن الأسباب المؤديّة أيضاً إلى ارتفاع ضغط الدم تناول أدوية تسبّب في ارتفاع نسبة الدهون في الدم، وكذلك فإنّ العادات السيئة التي قد يمارسها الإنسان تكون سبباً وعاملاً أساسياً في ذلك، منها التدخين، والسمنة، وتناول الأطعمة الدهنيّة، وعدم ممارسة الرياضة، وشرب الخمر، عدا عن عدم تناول الأطعمة الصحيّة كالخضار، والفواكة، وكذلك فإنّ التوتر النفسي والضغط البدنيّ سبباً في ذلك. كما أنه أيضاً يلعب التاريخ الصحيّ للمريض والعوامل الوراثيّة دوراً في ذلك، بالإضافة إلى إصابة المريض بأمراض أخرى يكون ارتفاع الدم من أعراضها، كالسكري، والفشل الكلويّ، وأمراض الغدد الصمّاء، ومشاكل تصلّب الشرايين، وغيرها.
* العلاج وطرق تفادي تفاقم المشكلة: بعد اكتشاف ارتفاع ضغط الدم من خلال عدّة فحوصات يقوم بها المريض، كقياس ضغط الدم باستخدام جهازه، وعمل تخطيطات كهربيّة للقلب، وعمل صور أشعّة للصدر، بالإضافة إلى تحاليل الدم يجب على المريض أن يلتزم بالخطّة العلاجيّة لئلا تتفاقم المشكلة، وتؤثر على أعضاء الجسم المهمّة كالقلب، والكلى. ويكون ذلك بتعديل نمط الحياة لنمط صحيّ مثاليّ، وذلك بتنظيم الطعام وتناول الأكل الصحيّ المحتوي على البوتاسيوم، والبعيد عن الكوليسترول والدهون والأملاح، وزيادة تناول الفواكة والخضار، وممارسة التمارين الرياضيّة، وتخفيف الوزن، والبعد عن التدخين والخمر، ومحاولة الترفيه عن النفس والحصول على الراحة والإسترخاء، وقد يتطلب ذلك في بعض الحالات أن يلجأ المريض إلى الإلتزام بأدولة معينة تساعد في خفض الدم إلى النسبة الطبيعيّة.

انخفاض ضغط الدم

لا يعتبر انخفاض ضغط الدم عرضاً خطيراً كارتفاعه، وهناك الكثير من الأعراض التي تشير للإصابة به كفقدان الوعي، والشعور بالعطش والجفاف، والإصابة بالدوار، وعدم القدرة على التركيز، واضطراب في الرؤية، كما أنّ المريض قد يعاني من الغثيان، وتكون بشرته شاحبة، بالإضافة لأعراض أخرى. ومن أسباب انخفاض ضغط الدم الإستلقاء لفترة طويلة، كما أنّ الحمل يعدّ من أهمّ مسببات انخفاض الدم، وكذلك فإنّ نقص كمية الدم في الجسم وضعفه سبب في ذلك أيضاً. بالإضافة إلى ما سبق، فإنّ هناك علاجات لبعض الأمراض وأدوية تكون مسبباً أساسياً في خفض ضغط الدم كمرض باركنسون، وأدوية الإكتئاب، وغيرها، كما أنّ إصابة القلب بمشاكل هو عامل أساسيّ لانخفاض ضغط الدم، وحدوث خلل في الغدد الصمّاء، وكذلك فإنّ نقص التغذية وسوءها أحد المسببات.

أخيراً، فإنّ كثيراً من الناس في هذه الأيّام يلجأون إلى الطبّ البديل والأعشاب في محاولة حلّ مشاكل الضغط سواء ارتفاعه أو انخفاضه من خلال هذه الطرق، كأن كتناولالبصل، والثوم، وزيت الزيتون، وزيت كبد الحوت، وكذلك لعشبة البردقوش، بالإضافة إلى غيرها والتي تساعد في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعيّ. هذا بالإضافة إلى أنّ سماع القرآن الكريم يهدّأ من نفس الإنسان وتوتره ويخفّف من حدّه تعصّبه وهذا له أثر كبير في الحفاظ على ضغط الدم بمعدله الطبيعيّ.