أضرار ارتفاع الضغط
عُرفَ مرضُ ارتفاع ضغط الدم بمرض العصر، فهو القاتلُ الصامتُ الذي يفتكُ بالجسم في كثير من الحالات دون إبداء أي علامات تدلُّ عليه، فهنا مكمنُ الخطر الأول، وذلك لعدم وجود إرسالات لطلائع التنبيه الأولي التي تنذر بخطر وجوده في الجسم، لذا لا بدَّ من إيلاء هذا الجانب قدراً من الأهتمام والعناية والرعاية والمتابعة، وذلك من خلال الفحص الدوري، وأخذ القراءات اللازمة له.
يتمُّ التشخيص بارتفاع ضغط الدم في حالةِ ثبات قراءة الانقباضي والانبساطي له بما لا يقلُّ عن حدود الطبيعي، وذلك بمقدار 130/90 ملم زئبق، حيث يُعدُّ ما جاوز ذلك تشخيصاً لمرض ارتفاع الضغط، وكلما ارتفعت القراءة زادَت مخاطر آثار الضغط على الجسم.
الأضرار والمخاطر
إنَّ الجهاز الدموي منتشرٌ في كافةِ أجزاء الجسم، ويؤثر بشكل مباشرٍ على عدد من الأعضاءالحيوية في الجسم التي خلق الله سبحانه وتعالى لها قدرةً معينة على تحمل قوة دفع الدم المؤثرة في الأوعية التي تمر من خلالها وتتفاعل معها، لذا يعتبر ضررُ ارتفاع الضغط مؤثراً عاماً على كافة أنحاء الجسم، وهو يتمثل بالمخاطر الرئيسية التالية:
- يُلحقُ الضررَ بالقلب: حيث يعتبرُ الضغطُ المرتفع للدم قوةَ ممانعةٍ أكبر على القلب باتجاهِ ضخ الدم، ممَّا يجبر القلب على زيادة قوة ضخ الدم للتغلب على قوة الممانعة المعاكسة، وهذا بدوره يتعب عضلة القلب على المدى البعيد، وقد يؤدي ذلك لحدوث هبوط فيه.
- يؤثر الضغط على الأوعية الدموية الناقلة للدم، حيث يؤدي ارتفاع ضغط الدم والمُعبَّر عنه بزيادة قوة دفع الدم على الجدران الداخلية للأوعية الدموية إلى حدوث اضطرابات في بنيتها الداخلية، كحدوث تشققاتٍ مجهرية تقلِّلُ من نعومة البطانة الداخلية للجدران بشكل يتيح تعلق الدهون فيها، مسبباً بذلك: حدوث الانسدادات، والجلطات الدموية، وضعف التروية الدموية، حيث يصل منسوب غذاء خلايا الجسم من الأكسجين خاصةً بشكل دون الحدِّ المطلوب، وخاصة لعضلة القلب، حيث تصبح تغذيتها قليلةً من الأكسجين بشكل لا يكفي لقيامهِ بعملهِ على أكمل وجه، ممَّا يؤدي لحدوث ضعف عام فيه، قد يسبب على المدى البعيد حدوث نوبات قلبية تؤدي إلى الوفاة غالباً.
- يؤدّي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة الضغط على الكلى، مؤثراً بذلك على كفاءة عملها ونقص التروية عنها، ممَّا يؤدي إلى حدوث التليفات الكلوية، والتي تتطور مستقبلاً، مسببةً حدوث فشل كلوي يؤدي إلى ضمور الكلى وفشلها.
- تعتبر بعض الأعضاء الحساسة في الجسم مثل: العين والدماغ ذات تركيب جزيئي دقيقٍ ورقيق لا يتحمّلُ حدوثَ بعض الاضطرابات في الأوعية الدموية الدقيقة، فقد يؤدي الضغط المرتفعُ إلى إنفجارِ هذه الأوعية، ممَّا يؤدي إلى حدوث نزف دموي قد يسبب العمى للعين، أو يحدث ما يسمَّى بالسكتة الدماغية للدماغ الذي تقوم به وظائف الجسم كُلها، فالضرر الحاصل مثلاً في منطقة التحكم بالنطق قد يفقده بالكليةِ، وعليه عملُ باقي أعضاء وحواس الجسم.