الدم
تحتوي أجسامنا جميعها على سائل أحمر لزج يستطيع الجريان في جميع أنحاء الجسم ألا وهو الدم؛ فالدّم يُلقّب بسائل الحياة لوظائفه الهامة التي يقوم بها داخل الجسم للحفاظ على حياته، فهو الّذي يعمل على نقل الأكسجين والمواد الغذائية لكل خلية موجودة في الجسم حتى تستطيع القيام بمهامها على أكمل وجه، وهو الّذي ينقل كلّاً من ثاني أكسيد الكربون والفضلات الناتجة عنه إلى أجهزة الإخراج حتى يقوم الجسم بالتخلص منها.
ويعمل الدم كجهاز مناعي لاحتوائه على كريات الدم البيضاء التي تهاجم الأجسام الغريبة داخل الجسم وتتخلّص منها، والدم لا يسير في الجسم بشكلٍ عشوائي؛ بل إنّه يسير في الأوعية الدموية التي تُنظّم سريانه ليصل إلى جميع أنحاء الجسم؛ بحيث يسري الدم داخلها بضغطٍ معين يُدعى ضغط الدم، فما هو ضغط الدم ؟ هذا ما سنتعرّف عليه من خلال هذا المقال.
ضغط الدم
ضغط الدم هو عبارة عن تلك القوة التي يدفع بها الدم جدران الأوعية الدمويّة التي يسري داخلها حتى يستطيع الانتقال من مكانٍ لآخر داخل الجسم، ويعدّ إحدى العلامات الحيوية الهامة داخل الجسم كونه يشير إلى صحة القلب والأوعية الدموية؛ بحيث إنّ القلب يقوم بضخ الدم عبر الأوعية الدموية، ليقوم الدم بدوره بدفع جدران الأوعية الدموية ليشكل ضغطاً عليها، ومن خلال معرفة قياس ضغط الدم تتمّ معرفة مدى صحة القلب والأوعية الدموية، ويقاس ضغط الدم بوحدة المليمتر الزئبقي.
يُقسم ضغط الدم إلى قسمين، وهما ضغط الدم الانقباضي، وضغط الدم الانبساطي؛ بحيث إنّ ضغط الدم الانقباضي يشير إلى مقدار ضغط الدم عندما تنقبض عضلة القلب، أما ضغط الدم الانبساطي فهو الذي يشير إلى مقدار ضغط الدم عندما تنبسط عضلة القلب، ويستخدم هذان المقداران للتعبير عن ضغط الدم بشكل عام؛ بحيث يتم أخذ القيمتين على شكل كسر، ليشكّل ضغط الدم الانقباضي بسط هذا الكسر، وهو دائماً ما يكون ذا القيمة الأعلى، بينما يُشكّل ضغط الدم الانبساطي مقام هذا الكسر، وهو دائماً ما يكون أقل قيمة من ضغط الدم الانقباضي.
وفي الوضع الطبيعي يتراوح مقدار ضغط الدم الانقباضي ما بين 12 إلى 139 مليمتر زئبقي، أمّا قيمة ضغط الدم الانبساطي فهي تتراوح بين 80 إلى 89 مليمتر زئبقي، أمّا بالنسبة لمقدار ضغط الدم في الحالة المثالية بشكل عام فهو 120/80 مليمتر زئبقي، ففي حال ارتفعت هذه القيمة يصبح الإنسان في مرحلة الضغط المرتفع، بينما إذا انخفضت فإنّه سيدخل في مرحلة ضغط الدم المنخفض، وفي كلتا الحالتين فإن الإنسان سيتعرّض إلى مشاكل صحيّة جراء ارتفاع الضغط أو انخفاضه، لذا يجب دائماً الحفاظ على ضغط الدم ضمن قيمته المثالية.