سرطان القولون
سرطان القولون هو السّرطان الذي يبدأ في القولون أو المستقيم وينتشر بعدها في باقي أجزاء الأمعاء الغليظة، والتي هي الجزء السفليّ من الجهاز الهضميّ في الجسم، فبعد عملية الهضم ينتقل الغذاء من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة والقولون، حيث يقوم القولون بامتصاص الماء والمواد الغذائيّة من الفضلات ويقوم بخزن البُراز، وينتقل البراز بعدها من القولون إلى المستقيم قبل أن يُغادر الجسم.
معظم سرطانات القولون والمستقيم هي الغدية، أي أنّها سرطانات تبدأ في الخلايا التي تُنتج وتفرز المُخاط والسّوائل الأخرى، وغالباً ما يبدأ سرطان القولون والمستقيم كنموّ حميد يُسمى سليلة أو زائدة لحميّة (بالإنجليزية: polyp)، والتي قد تتشكّل على الجدار الداخليّ للقولون أو المستقيم، ومع مرور الوقت قد تُصبح هذه السّلائل الحميدة سرطانات خبيثة، لذلك، يجب إيجاد وإزالة هذه الزّوائد في البداية من أجل وقاية الجسم من سرطان القولون والمستقيم.
يُعتبر سرطان القولون والمستقيم رابع أكثر أنواع السّرطانات فتكاً بالبشر بحسب إحصائيات المُنظّمة العالميّة للصحّة عام 2012، ولكن على الوجه الآخر فقد انخفض عدد الوفيات النّاجمة عن سرطان القولون والمستقيم مع استخدام تنظير القولون، وفحوصات البُراز.
أعراض سرطان القولون
في المراحل المُبكّرة من المرض قد تكون أعراض سرطان القولون والمستقيم قليلة جدّاً، أو غير موجودة على الإطلاق، ومع تقدُّم المرض قد تزيد الأعراض في الكمّ ودرجة شدَّتِها، ولأن أعراض سرطان القولون والمستقيم في كثير من الأحيان لا تظهر حتى يتقدّم المرض إلى ما بعد المراحل الأولية، فمن المُستحسن الفحص المُنتظم لكشفها مُبكّراً، ويجب أن يكون فحص سرطان القولون والمستقيم جزءاً من الفحوصات الدوريّة لأيّ شخص فوق الخمسين من العمر، أما الأشخاص تحت سن الخمسين ولديهم تاريخ عائليّ لسرطان القولون، أو لديهم عوامل خطر أخرى، يجب عليهم التحدّث مع الطّبيب حول متى يجب البدء بالفحص المُنتظم لهذا السّرطان. تُقسم أعراض سرطان المستقيم والقولون إلى قسمين كالآتي:
أعراض سرطان القولون والمستقيم المحليّة: وهي تلك التي يكون لها تأثير مُباشر على القولون أو المستقيم، وتشمل:
- تغيُّرات في عادات الأمعاء، من إمساك، أو إسهال، أو التّناوب بينهما، ويستمر ذلك لأكثر من عدّة أيام.
- نزف أو دم مخلوط في البراز.
- انتفاخ وتشنُّجات، أو عدم الشّعور بالراحة في منطقة البطن.
- الشّعور بأن الأمعاء لا تتفرّغ تماماً مهما حاول المريض الإخراج.
- يقلّ سُمك البراز ويصبح أرفع من المُعتاد.
أعراض سرطان القولون والمستقيم الجسديّة: وهي تلك التي تؤثر على الجسم كلّه، وتشمل:
- خسارة الوزن غير المُبرّرة.
- فقدان الشهيّة غير المُبرّر.
- الغثيان والقيء.
- فقر الدم.
- اليرقان.
- الضّعف والتّعب الدّائم.
في بعض الأحيان يمكن أن يؤدّي السّرطان إلى عرقلة الأمعاء، ممّا يعمل على انسدادها لتظهر بعض هذه الأعراض:
جميع الأعراض المذكورة أعلاه يُمكن أن يتسبّب بها حالات أُخرى، فالعديد من الأمراض أقلّ خطورة من السّرطان قد تُسبّب نفس هذه الأعراض، مثل: البواسير، وأمراض الأمعاء الالتهابيّة.
الأسباب وعوامل الخطر المؤدية لسرطان القولون
السّبب الرئيس للإصابة بالسّرطان بشكل عام له غير معروف بشكل واضح، وإنّما هناك مجموعة من الظّروف التي قد تجتمع معاً مؤدّية إلى الإصابة بالسّرطان، أما بالنّسبة لسرطان القولون، فتُعتبر السّلائل هي أكثر ما يؤدّي لتكوين السّرطان، بالإضافة إلى بعضٍ من عوامل الخطر الآتية:
- العمر: على الرّغم من أنّ سرطان القولون والمستقيم قد يُصيب الأشخاص على اختلاف أعمارهم، إلا أنّ فرص الإصابة بالمرض تزداد بشكل كبير بعد سنّ الخمسين.
- الخلفيّة العرقيّة: ترتفع نسبة إصابة الأمريكيّين ذوي الأصول الإفريقيّة في الولايات المُتّحدة بهذا المرض، إضافة إلى يهود الأشكنازييّن.
- السُّمنة: زيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
- تاريخ العائليّ للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو السّلائل الحميدة: على الرّغم من أنّ الأسباب ليست واضحة في جميع الحالات، لكن وراثة الجينات، وبعض العوامل البيئيّة المُشتركة، والمزيج بين هذه العوامل من المُمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
- المُتلازمات الموروثة: إنّ اثنين من المُتلازمات الموروثة الأكثر شيوعاً ترتبط بسرطان القولون والمستقيم، مثل: مرض السّلائل الغُدِّية العائلي(FAP)، ومرض سرطان القولون اللاسليليّ الموروث (HNPCC)، وبعض المُتلازمات الأخرى، مثل: متلازمة لينش، ومتلازمة تركو، ومتلازمة بويتزجيغرز.
- النّظام الغذائيّ: إنّ الحِمية الغذائيّة التي تحتوي على نسبة عالية من اللّحوم الحمراء والمُصنّعة من المُمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى بعذ العادات السّيئة الدّارجة من أساليب طهي اللّحوم على درجات حرارة عالية جدّاً، فينتج عنها مواد كيميائيّة قد تُساهم أيضاً في زيادة خطر الإصابة بهذا المرض.
- نمط الحياة الخاملة: الأفراد الذين يعيشون نمط الحياة خاملة دون مُمارسة النّشاط البدنيّ تزيد لديهم فرصة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
- التّدخين: بعض المواد المُسببة للسرطان المُرتبطة بالتّدخين يتم ابتلاعها، وبالتّالي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
- تعاطي الكحول: شرب الكثير من الكحول وإدمانه يُمكن أن يؤدّي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
- أمراض التهابات الأمعاء (IBD): وجود مرض التهاب الأمعاء، بما في ذلك التهاب القولون التقرحيّ وداء كرون يزيد من فرص الإصابة بالمرض.
- داء السكريّ النّوع الثّاني: قد يكون هناك خطر مُتزايد للإصابة بسرطان المُستقيم في حال كان الشّخص يعُاني من السكريّ وبالأخصّ النّوع الثاني، وقد يُؤثّر أيضاً على النّتائج المُترتّبة على السّرطان في حال إصابته.
العلاج
هنالك أنواع مُختلفة من العلاج للمرضى الذين يُعانون من سرطان القولون، حيث من المُمكن استخدام أحد أنواع العلاجات الآتية، كما أنّه من الممكن استخدام أكثر من نوع علاجيّ في نفس الوقت، وهي:
- العملية الجراحيّة لاستئصال الورم وجزء من القولون حسب مدى انتشار المرض.
- استئصال الورم عن طريق التردّدات اللاسلكيّة.
- التّجميد.
- العلاج الكيميائيّ.
- العلاج الإشعاعيّ.