كيفية علاج سرطان الدم

تعريف سرطان الدم

يُسمّى سرطان الدم بأسماء أخرى، منها ابيضاض الدم واللوكيميا، ويتكوّن هذا السرطان في خلايا الدم البيضاء عادة، ويعتبر سرطان الدم من السرطانات المكوّنة في الأنسجة المسؤولة عن عمليّة إنتاج خلايا الدم، وتشمل الجهاز اللمفي ونخاع العظم.

تتميّز خلايا كريات الدم البيضاء بمحاربة أنواع العدوى، وما ينتج عنها من ملوّثات مختلفة، وتنمو هذه الكريات بصورة صحيحة عموماً، حيث إنّها تنقسم على حسب حاجة الجسم، وينتج نقي العظم كمية ضخمة من خلايا الدم البيضاء غير السليمة، في حال إصابة الشخص بسرطان الدم، بحيث لا تؤدي وظيفتها بشكلها المطلوب.

بعض الأشخاص يسودهم شعور القلق والرهبة والتوتر في حين تلقيهم خبر تشخيصهم بمرض سرطان الدم، ولكن يعتبر هذا المرض من الأمراض التي يمكن علاجها في حال التشخيص المبكّر والمتابعة الدقيقة، ومع ذلك يعتبر علاجه من العلاجات المعقّدة لاختلاف أنواعه، وعدم تكونه على شكل كتل واضحة ليتم إزالتها، وكذلك سرعة انتشاره في الجسم.

تصنيفات مرض سرطان الدم

يتم تصنيف سرطان الدم على حسب سرعة تقدّمه وعلى نوعية الخلايا المصابة كما يلي:

  • حسب وتيرة التقدّم: يعتمد تصنيف هذا المرض على وتيرة تقدّمه، وينقسم إلى:
    • ابيضاض الدم الحاد: تعتبر خلايا الدم في هذه المرحلة غير متطوّرة وما زالت في البداية، في حين أنّ هذه الخلايا ليس لديها القدرة على العمل بوظيفتها، وتنقسم هذه الخلايا بسرعة قصوى، لذا فإنّ المرض يتطوّر بسرعة فائقة، ويتطلّب هذا النوع علاجاً شديداً وقويّاً، وعلى المريض البدء بالعلاج فوراً.
    • ابيضاض الدم المزمن: وهو السرطان الذي يبني نفسه بصورة بطيئة ومزمنة، لذلك يبقى متخفّياً لفترات طويلة بدون ظهور أية أعراض على الشخص المصاب، لحين تجمعه بشكل كبير لتبدأ الأعراض بالظهور كما في السرطان الحاد.
  • حسب نوع الخلايا المصابة: أما التصنيف الثاني فيستند إلى نوع خلايا الدم المصابة، حيث يتكون نخاع العظم من عدة أنواع متمايزة من الخلايا الجذعيّة تنتج جميع |أنواع خلايا الدم]]، فمنها ما ينتج الخلايا الليمفاويّة البيضاء (خلايا B,T) ومنها ما ينتج الخلايا النقوية التي تتمايز في ما بعد لتنتج خلايا الدم [[مكونات الدم|البيضاء والحمراء والصفائح الدمويّة، وتصنف كالآتي:
    • الابيضاض اللمفي: يهاجم هذا النوع الخلايا الليمفاوية في نخاع العظم.
    • الابيضاض النقوي: يهاجم هذا النوع الخلايا النقويّة داخل نخاع العظم.

علاج مرض سرطان الدم

هذا السرطان يختلف كلياً عن أنواع السرطانات الأخرى، حيث لا يستطيع الطبيب المعالج للحالة استئصال ورم السرطان والتخلص منه بالعلاج المباشر أو بالجراحة، ولهذا فيعتبره العلماء من الأنواع المرضيّة المُعقّدة وليس من السهل علاجها، ويعتمد هذا على عدة عوامل وأهمها نوع المرض ودرجة انتشاره في أعضاء الجسم، وسن المريض، والوضع الصحي للمريض.

اللوكيميا الحادة تحتاج إلى أن تعالج على الفور، ويهدف علاج اللوكيميا الحادة لتثبيط وإيقاف النمو السرطانيّ، وعندما تتوقف الأعراض ولا يكون هناك أي دليل على وجود المرض، قد تستمر العلاجات لفترة أطول لمنع حدوث انتكاس للمريض، ويعتبر هذا النوع من سرطانات الدم التي يمكن علاجها والشفاء التام منها.

أما مرضى سرطان الدم المزمن الذين لم تظهر الأعراض عليهم بعد فقد لا تتطلب حالتهم العلاج الفوري، ومع ذلك ينبغي عمل فحوصات متكررة حتى يعرف الطبيب كيفية سير المرض وتطوره، وعند ظهور الأعراض يبدأ العلاج للتحكم في المرض وأعراضه، ولكن من النادر جداً الشفاء من هذا النوع من السرطانات.

معظم المرضى الذين يعانون من اللوكيميا يتم علاجهم عن طريق العلاج الكيميائيّ وهو استخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانيّة اعتماداً على نوع سرطان الدم، فقد يتلقى المريض دواءاً واحداً أو مزيجاً من اثنين أو أكثر من الأدوية، وقد يستخدم بعض العلاجات الأخرى، مثل: زرع نخاع العظام (BMT)، أو تلقي العلاج الإشعاعي والعلاج البيولوجي معاً أو أحدهما، وفي بعض الحالات، قد تكون عمليّة جراحيّة لإزالة الطحال جزءاً من خطة العلاج.

العلاج الكيماوي

الأدوية المضادة للسرطان تعطى عن طريق الحقن الوريدي أو تؤخذ عن طريق الفم لتدخل مجرى الدم وتؤثر في خلايا السرطان في معظم أجزاء الجسم، ومع ذلك هذه الأدوية غالباً لا تصل إلى الخلايا في الجهاز العصبيّ المركزيّ نظراً لأنهّا توقفت عند حاجز الدم في الدماغ(BBB)-هذا حاجز وقائي يتكون من شبكة من الأوعية الدموية التي تصفي الدم الذاهب إلى المخ والحبل الشوكي- وللوصول إلى خلايا السرطان في الجهاز العصبي المركزي، يستخدم الأطباء الحقن النخاعي (إينتراثيكال)، ففي هذا النوع من العلاج يتم حقن الأدوية المضادة للسرطان مباشرة في السائل الدماغي النخاعي.

يتم إعطاء العلاج الكيميائي في دورات: فترة علاج تليها فترة استرداد، ثم علاج آخر الفترة، وهلمّ جراً، وفي بعض الحالات قد يأخذ المريض هذه العلاجات خارج المشفى كالعيادات خارجية في المستشفى أو في مكتب الطبيب، أو في المنزل وذلك استناداً إلى نوع الدواء وحالة المريض الصحيّة العامة، ويستخدم العلاج الإشعاعي جنباً إلى جنب مع العلاج الكيميائيّ لبعض أنواع اللوكيميا فتعمل أشعة الطاقة العالية على إتلاف الخلايا السرطانيّة ومنعها من النموّ.

العلاج الإشعاعي

يمكن إعطاء العلاج الإشعاعيّ لسرطان الدم بطريقتين: الأولى يوجّه الطبيب الإشعاع إلى منطقة محددة من الجسم حيث توجد مجموعة من خلايا اللوكيميا، مثل الطحال أو الخصيتين، والأخرى الإشعاع الذي يوجّه للجسم كله، ويسمى تشعيع كل الجسم، ويستخدم عادةً قبل عملية زرع نخاع العظام.

العالج البيولوجي

العلاج البيولوجي هو شكل من أشكال علاج اللوكيميا المعتمدة على العلاج بالمواد التي تؤثر في استجابة النظام المناعيّ للإصابة بالسرطان ويُعدّ الإنترفيرون شكلاً من أشكال العلاج البيولوجي الذي يستخدم ضد بعض أنواع اللوكيميا.

زراعة الخلايا الجذعيّة

بعض المرضى الذين يعانون من سرطان الدم قد يلجؤوا لزرع الخلايا الجذعية، فيسمح لمريض اللوكيميا التعامل مع جرعات عالية من العقاقير، والإشعاع، أو كليهما، حيث تدمر الجرعات عالية خلايا سرطان الدم وخلايا الدم العادية في نخاع العظام، ثمّ يتلقى المريض خلايا جذعية صحية من خلال أنبوب مرن يتم وضعه في أحد الأوردة كبيرة في منطقة الرقبة أو الصدر، فتنتج خلايا الدم الجديدة من هذه الخلايا الجذعيّة.

أعراض سرطان الدم

تختلف أعراض هذا المرض بحسب نوع سرطان الدم، ومع ذلك فهناك أعراض شائعة، منها:

  • نزول في الوزن مع فقدان الشهية لتناول الطعام.
  • الإرهاق الشديد باستمرار، والوهن.
  • الارتعاش أو الحمى.
  • تكرار العدوي لدى المريض.
  • الانتفاخ المفاجئ للغدد اللمفاوية، والتضخّم في الطحال أو الكبد.
  • ظهور علامات على شكل كدمات، أو حدوث نزيف.
  • الشعور بضيق التنفّس أثناء المجهود البدنيّ، أو صعود السلالم.
  • نزيف موضعي من خلال ظهور البقع الحمراء على الجلد.
  • غزارة العرق، خصوصاً في الليل.
  • الشعور بآلام، والتحسّس من العظم.
قد يتغاضى الكثير منا عن هذه الأعراض، باعتقاده أنّها أعراض إنفلونزا أو مرض آخر تشبه أعراضه أعراض سرطان الدم، وتتعلّق شدة الأعراض بكمية خلايا الدم البيضاء غير السليمة وأماكن وجودها.

أسباب ظهور مرض سرطان الدم

في الواقع يعتبر مرض سرطان الدم من الأمراض الخفيّة، وإلى الآن لم يجد العلماء سبباً حقيقيّاً لهذا المرض، ولكن على ما يبدو أنّ هذا المرض يتكاثر ويتطوّر، نتيجة لعوامل وراثيّة مع عوامل بيئيّة.

مرض سرطان الدم الحاد يحدث بسبب هيجانٍ وعدم انتظامٍ داخل خلية أو مجموعة من خلايا الدم البيضاء، حيث إنّها تفقد تسلسل الحمض النووي الريبي منزوع الأكسجين (DNA)، بحيث لا تتطور ولا تتمايز هذه الخلايا أبداً، وإنّما تعيق وتعرقل عمل الخلايا السليمة بتراكمها، وبهذا تجهض عمليّة الإنتاج للخلايا السليمة.

يهاجم سرطان الدم المزمن الخلايا المتطوّرة، حيث إنها تتكاثر ببطء، ولهذا لا يشعر المريض بأعراض المرض إلا متأخراً، ولكن للأسف يكون مرضاً قاتلاً، ولا زالت آلية عمله أمراً مجهولاً لدى المختصين.

في نهاية المطاف، يعمل هذا على نقص الخلايا السليمة وتعطيل عملها وبهذا تكثر الإصابة بالمرض والنزيف الزائد، وفقر الدم، وينتشر المرض في أعضاء الجسم، مما يؤدي للوفاة وعادة يكون بسبب فقدان الدم أو التعرض للعدوى.

تشخيص حالة مرض سرطان الدم

في العادة، يتم تشخيص حالات المرض بالصدفة أثناء فحص الدم الروتيني قبل ظهور أيّة أعراض على المريض، وفي حال وجود الأعراض يخضع المريض لعدد من الفحوصات، منها:

  • فحوصات الدم.
  • فحوصات جسمانية.
  • فحوصات لتكون الخلايا.
  • فحوصات نخاع العظام.
  • فحص لنمط ظاهريّ مناعيّ.
من المحتمل إجراء عدد من الفحوصات المختلفة للتأكد من تشخيص حالة المريض وتحديد نوع سرطان الدم ومدى انتشاره، فأنواع هذا المرض تصنّف في مستويات حسب شدة الخطورة وانتشار المرض، وهذا التحديد وتصنيف نوع المرض يساعد الطبيب على تحديد برنامج العلاج المناسب لمرض سرطان الدم الموجود في الجسم.

عوامل الاختطار

تتعدد العوامل التي تزيد نسبة الإصابة ببعض من أنواع سرطان الدم (اللوكيميا)، وهي:

  • الوراثة: هناك بعض العوامل الوراثية، قد تؤثر سلباً وتعمل على ظهور المرض، فتم الاكتشاف أنّ بعض الأمراض الوراثيّة تتفاعل وتثير مشكلة المرض، مثل متلازمة داون، فيزيد احتماليّة الإصابة بالمرض.
  • معالجة مرض السرطان: بعض الأشخاص الذين تعرّضوا للعلاج بالطرق الكيميائيّة أو عن طريق العلاج الإشعاعي، لأمراض سرطانية أخرى معرّضون أكثر للإصابة بمرض سرطان الدم، بعد مرور عدد من السنوات على العلاج.
  • التعرّض للإشعاعات أو لمواد كيماويّة معينّة: تعرض بعض الأشخاص لمستوى حادّ من الإشعاعات الخطيرة، مثل الذين نجوا من الانفجارات الذرية والمفاعلات النووية في الحروب، فهم معرّضون للإصابة بشكل كبير، أو التعرّض للمواد الكيماويّة من دخان التبغ، والوقود وغيرها، ويعمل على ارتفاع احتماليّة الإصابة بالمرض.
عموماً ليس كلّ من تعرّض لتلك المخاطر، يصاب بالمرض، وليس كلّ مصاب بالمرض تعرّض لهذه المخاطر.