مرض السرطان
يعرف مرض السرطان بأنه مجموعة من الأمراض ذات الخلايا العدائيّة التي تتميّز بنموها وانقسامها غير المحدود، وتنتشر هذه الخلايا إلى الأنسجة المجاورة السليمة، وتدمرها، أو تنتقل إلى أنسجة بعيدة من خلال عمليّة تسمى النقليّة، والناتجة بسبب مجموعة من العوامل التي قد تكون جسميّة داخلية أو خارجيّة مكتسبة، ومن الممكن علاج نسبة جيّدة من هذه السرطانات في حال الكشف المبكر عنها سواء كان ذلك بالعمليّات الجراحيّة أو الإشعاعيّة أو المعالجة الكيميائيّة، وفي سطور موضوعنا التالي سنعرفكم عن علاقة الوراثة بمرض السرطان.
هل مرض السرطان وراثي
هناك مجموعة من العوامل الإكلينيكيّة أو بعض الخواص للمرض التي تظهر بشكلٍ كبير في حالات السرطان الوراثي، وفي حال توفر عامل أو أكثر في فرد من أفراد العائلة، فعندها يتوقع الطبيب المختص ظهور سرطان وراثي، وتكون العوامل على النحو التالي:
- ظهور المرض في عمر مبكر لدى الأفراد في العائلة، حيث إنّ مرض سرطان الثدي الوراثي يظهر عند متوسط عمر خمسة وأربعين عاماً، في حين يظهر هذا المرض في الحالة غير الوراثيّة بنسبة 3% فقط.
- ظهور أكثر من نوع سرطان في نفس المريض، ويكون بهذه الحالة سرطان متعدد، ويظهر هذا النوع في الحالات الوراثيّة بنسبة خمسين بالمئة، أمّا في الحالات غير الوراثيّة فيشكل نسبة 3% فقط.
دليل أنّ الوارثة سبب في الإصابة بالسرطان
تشكل الوراثة أحد العوامل المهمة التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان وفقاً لما أثبتته الدراسات والتجارب على الحيوانات، وهناك بعض العائلات التي تصاب ببعض الاضطرابات والأمراض تكون فرصتها بالإصابة بالسرطان أكبر كزوائد القولون التي تمهد للإصابة بسرطان القولون، ولذلك نجدّ عدداً كبيراً من أفراد العائلة الذين لديهم قولون مغطى بهذه الزوائد التي تتحوّل فيما بعد إلى سرطان قولون، وهذا ما يفسر أنّ أفراد هذه العائلة يحملون جينات السرطان في خلاياهم.
هناك بعض التغييرات الكيماويّة الحيويّة الطارئة على الكروموسومات التي تكون مرتبطة بالإصابة بالسرطان، وهناك أفراد يصابون بأنواع السرطان المختلفة، والتي تكون غير مرتبطة بوجود تغييرات كيماويّة، وهنا يأتي دور الجينات الوراثيّة الحاملة للعوامل التي تسبب الإصابة بالسرطان.
الوراثة وسرطان الجلد
يحدث سرطان الجلد نتيجة التعرّض لأشعة الشمس، ولذلك كلما كان لون البشرة داكناً زادت مقاومته لتأثير الأشعة، ويشار إلى وجود نوع سرطان للجلد يسمى بميلانوما الذي يعتبر مدمراً ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعوامل الوراثيّة، وهناك أيضاً مرض نيوروفيبروما التي تؤدي إصابة الفرد به إصابة خمسين بالمئة من إخوته أو أولاده، ويرتبط هذا النوع بظهور سرطانات أخرى؛ كسرطان المخ، وأعصاب العين، والأذن بنسبة عشرة بالمئة.
الوراثة وسرطان الطفولة
هناك علاقة بين العوامل الوراثيّة والإصابة بسرطان الأطفال، حيث أثبت التجارب العلميّة أنّ احتماليّة حدوث السرطان عند الأطفال الذين لديهم إخوة مصابون تزيد، ومن أكثر الأنواع المرتبطة بالأطفال سرطان العين الذي يصيب الشبكيّة وسرطان الدم.
الوراثة وسرطان المبيض
ترتبط العوامل الوراثيّة ارتباطاً وثيقاً لدى السيدات اللواتي يعانين من سرطان المبيض، وخاصةً إن كان لديهن أخوات مصابات بهذا النوع أو أمهات يتم فحصهنّ دوريّاً، ويجب الإشارة إلى أنّه من الأفضل إزالة المبيض بعد انتهاء فترة الخصوبة لدى المصابات بهذا النوع.