ما هي أسباب سرطان الدم

مقدمة

في مجتمعاتنا تجد العديد من الأمراض المنتشرة بشكل كبير، ولكل منها تأثيرها على المجتمع عامة والمصابين خاصة، وقد انتشر في العقود الأخيرة مرض خطير الذي بحث فيه العلماء والمختصون وقد أعجزتهم قدراتهم العلمية عن محاربة هذه الآفة، وقد سُميَ هذا المرض بسرطان الدم، ولازال البحث قائمًا في محاولة إيجاد أي حل جذري لهذا المرض الخبيث، فماذا يعني مرض السرطان وما أسبابه؟ وما هي أعراضه؟ وهل له أنواع؟ وكيف يتم التعامل مع هذا المرض؟

التعريف

مرض سرطان الدم: هو مرض خبيث أول ما يصيب أصغر وحدات بناء الدم “الخلايا” المتركزة في نخاع العظم، وينتج المرض من نمو غير مكتمل لعدد كبير من الخلايا داخل النخاع، فيبح هناك عدد كبير من الخلايا غير الناضجة، ومن هنا ينبع ضعف النخاع العظمي القيام بوظيفته وهي إنتاج الخلايا، والفئة المصابة بهذا المرض غير محددة فهو عرضة لجميع المراحل العمرية.

أنواع السرطان

أولاٌ حسب تقدم المرض فهناك نوعان:

  1. سرطان يصيب الخلايا الليمفية الحاد: وهو من أخطر أنواع السرطانات، والأكثر شيوعاٌ، وينتشر لدى الأطفال من سنتين إلى خمس سنوات، والذكور عرضة لهذا المرض اكثر من الإناث، ويمثل هذا النوع ما نسبته ثمانين بالمئة من مجمل الأنواع.
  2. سرطان يصيب الخلايا الليمفية المزمن: ويعتبر هذا النوع قليل الانتشار، وخصوصاٌ عند الأطفال.

ثانياٌ: حسب نوع الخلايا المصابة فهناك أيضاٌ نوعان:

  1. ابيضاض اللمفاويات: وهذا النوع يهاجم خلايا الدم الليمفية التي تعمل على صنع النسيج اللـيمفي، الذي يعتبر المركب المركزي في الجهاز المناعي، وهو متواجد في العديد من مناطق الجسم.
  2. الابيضاض النقوي: وهذا النوع يهتم بمهاجمة خلايا الدم النقوية التي تتواجد في النخاع الشوكي، وهذه الخلايا هي نفسها الخلية التي سوف تصبح خلايا دم حمراء، بيضاء، وصفائح دموية.

الأسباب

في حديثنا عن أسباب الإصابة بمرض سرطان الدم، جدير بالذكر أن هذا المرض ليس له أي سبب معروف، واضح، وله دلالات على أرض الواقع، بل إن العلماء والمختصون لم يتوصلوا لسبب واحد مجمع عليه، ولكن هناك العديد من الدلالات والتأشيرات التي قد تزيد من فرصة الإصابة بهذا المرض، وهذا تقريباٌ ما أجمع عليه جمهور العلماء والأطباء المختصون، ومن هذه الدلائل:

  1. مواد كيميائية: حيث تلعب دوراٌ كبيراٌ في إصابة خلايا الدم بالأمراض المزمنة، وليس على قدر سرطان الدم وضعف إنتاج الخلايا فحسب، وهي المواد التي يتعرض لها الأشخاص في حياتهم اليومية من كحول، أدوية، والنفط بجميع مشتقاته، فهي لا تعتبر سبباٌ رئيساٌ في تكوين مرض السرطان، فيعتبرها الأطباء عامل محفز.
  2. عامل الوراثة: فمرض السرطان بما أنه ينتقل عن طريق الدم، فمن المتاح وصوله عبر الأجيال جيلاٌ بعد جيل، والأمثلة على هذه الأمراض أمراض البلاهة المنغولية فهو ليس ذا سبب صريح وواضح فهو عبارة عن خلل في شريط الكروموسومات في الخلايا الوراثية؛ فلا علاقة لأي عامل خارجي بانتقال هذا المرض، فما يجري على هذا المرض يتم تطبيقه على سرطان الدم.
  3. بعض أنواع الفيروسات: وجد العلماء والأطباء بعض الملاحظات الخطيرة مثل أن الفايروس المسبب لمرض التهاب الكبد الوبائي، له علاقة وطيدة جداٌ بضعف وخلل نمو الخلايا الدموية والصفائح، ويسبب تورم في الخلايا الليمفية، ويعود السبب في ذلك إلى ضعف في المناعة العامة للجسم والقلة والضعف في إنتاج خلايا تي المنشطة، ومن الأمثلة الأخرى فيروس من نوع آخر، يسبب مرضاٌ خبيثاٌ بالدم يدعى “أ-تي-تي-ل” ويكثر وجود هذا الفايروس في غرب أفريقيا، واليابان، ومناطق البحر الكاريبي.
  4. الدخان: فقد أثبتت البحوث بأن معظم مرضى السرطان هم من الأصل مدخنين، فللسجائر علاقة وثيقة بالمرض، فهو يعتبر من المسببات الأساسية لضعف إنتاج الخلايا بشكل متكامل.
  5. أمراض دم منتهية بالسرطان: هناك بعض الأمراض التي تكون مثبطة الفعالية، ومع مرور الزمن يتحول هذا السرطان غير الضار لسرطان خبيث، ومن أمثلة هذه الأمراض فقر الدم غير النسيجي، تكسر خلايا الدم الحمراء، وخلل في إنتاج الخلايا الليميفة المؤقت.
  6. العلاج باستخدام الليزر: فهناك بعض السرطانات، تكون ساكنة دون أي مفاعل لانتشار عدم إنتاج الخلايا بشكل متكامل، وتظهر على الجلد بهيئة تورم بسيط، فيعتقد معظم الناس أنه التهاب أو ما شابه دون علمه بأنه سرطان فيسارع لإزالته باستخدام الليزر، بعد فشل محاولات الجراحة، ومن هنا يبدأ انتشار المرض في كافة أنحاء خلايا الدم، مع العلم أنه يمكن السيطرة على هذا النوع باستئصال المنطقة المصابة وما قد ألحقت به الضرر، وبهذا ينتهي السرطان من خلايا الدم نهائياٌ.

رغم دراستنا لجميع الأسباب المذكورة، وعلى الرغم من اقترابها إلى الواقعية، إلا أن جمهور العلماء والأطباء وكافة المختصون والباحثون في هذا المجال، إلى عدم التصريح بسبب مباشر لهذا المرض، لهذا يتساءل كافة المصابون بهذا المرض، لماذا أُصِبْنَا بهذا المرض؟ ونفس السؤال يطرحه الأطباء، وبالنهاية على كل منا أن يقي نفسه الوقوع في مثل هذه الأمراض، حتى وإن كانت مجهولة الأسباب، فدرهم وقاية خير من ألف قنطار علاج.

الأعراض التي توجد في حملة المرض

في حين دراستك لأعراض مرض كسرطان الدم، ستجد نفسك أمام أعراض يواجهها الناس كافة، بشتى أنواع الأمراض المختلفة فأعراض السرطان تتقاطع تقاطعاٌ كبيراٌ مع العديد من الأمراض، مثل مرض الانفلونزا، التهاب الكبد الوبائي، السل، وفشل نخاع العظم، ومن أمثلة الأعراض على هذا المرض هي ارتفاع في درجات الحرارة، تورم في بعض مناطق الجسم، طفح جلدي ناتج عن نزيف تحت الجلد، الضعف العام والانهيار البدني، شعور بالدوران أي الدوخة، وضيق في التنفس، وقد أجمع جمهور المختصون والعلماء على أن هذه العلامات وجدت في كل الحاملين للمرض، فيصعب التمييز بينهم وبين من هم مصابون بمرض آخر.

كيفية الوقاية من المرض

لا يوجد أي وسيلة صريحة للوقاية من هذا المرض الخبيث، فهو غير معروف الأسباب ولكننا يمكن اتباع بعض الإرشادات ومنها:

  1. اجتناب أكل المواد الدهنية والتي بها نسبة دهون عالية، مع مراعاة السعرات الحرارية.
  2. الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على ما يسمى بالألياف.
  3. المحافظة على الاستمرار في تناول الفواكه والخضروات على الدوام لما فيها من فوائد، كما وتحتوي على بروتينات مفيدة.
  4. الابتعاد عن المواد المحضرة باستخدام الفحم، كما واجتناب التدخين السلبي.
  5. مراعاة استخدام البروتينات اللازمة عند المرأة الحامل خلال فترة الحمل.

العلاج

يعتمد العلاج في مثل هذا النوع من الأمراض على نوعه، فهناك نوع يصيب بعض أجزاء الجسم ولا ينتشر بشكل كامل في جميع الخلايا الدموية فلا يمكنه أن يصل لسائر الأنسجة والأعضاء في الجسم، وهنا يتم التعامل بالجراحة، وإزالة الجزء المصاب نهائياٌ من الجسم وفي مثل هذه الحلات قد يحتاج الأطباء لإجراء عملة تجميلية بعد عملية الاستئصال؛ لأنه قد يصاب المريض بسرطان في مناطق حساسة قد تعرضه للإحراج فقد يصاب في منطقة الوجه مثلاً.
أما النوع الثاني، فتكون الإصابة مباشرة في النخاع المكون للخلايا، فإن كان الخلل في المركز الرئيسي لإنتاج الخلايا فيصعب على الأطباء التعامل مع هذا النوع، فيتم إعطاء المريض فيتامينات مقوية، ومضادات للبكتريا والفيروسات إذا تم الكشف عنها جراء الفحص المخبري، ويحرص أن يوضع المريض في بيئة نظيفة خالية من أي مسبب أو مهيج أو مساعد للمرض.

وفي ظلال الحديث عن موضوع كالسرطان يجدر بنا القول، أن هناك تجاري نقدم لها الاحترام، ولكن النسبة العظمى فيها كانت تبوء بالفشل، وهي محاولة استبدال نخاع العظم بشكل كامل، إلا أن هناك عدد قليل جدا من الحلات انتهت بالنجاح، وقد تعافى أصحابها مصحوباٌ بقليل من الأعراض التي قد تضعف البنية البدنية ولكن دون إنتاج خلايا غير مكتملة النمو، أما في الحديث عن تجنب الإصابة بالمرض فخلاصة القول في هذا الموضوع أنه مرض مجهول السبب ولكن المتفق عليه أن جميع مصابي المرض لهم أعرض متشابها ويمكننا تجنب ما يقودنا لمثل هذه الأعراض عن طريق اتباع الوسائل المتبعة أعلاه، بالإضافة إلى اتباع تعليمات وارشادات النظافة العامة، فبها نضمن السلامة الصحية الدائمة.