اصفرار العين
يُقال إنّ العَين مِرآة الصحّة؛ فمن خلِالها يُمكن التعرّف على الوضعِ الصِحيّ للإنسان بشكلٍ عام. يتكوّن الجزء الظاهر من العين من البؤبؤ؛ وهو الجزء الداكن في مركز العين، والقزحيّة؛ وهي الجُزء الملوّن في العين التي تُحيط بالبؤبؤ، والصُّلبة وهي الجزء الأبيض من العين التي تُحيط بالقزحيَة. قد يتعرّض الجسم لحالةٍ مرضيّةٍ تُسبّب اصفرار الصُلبة والقزحية وتُسمّى هذه الحالة اليرقان، (بالإنجليزية: Jaundice)، وهي تحدث عندما ترتفع نسبة مادة “البيليروبين” في الدم.
ينتج البيليروبين من تحلّل الهيموغلوبين – المكوِّن الرّئيسي لخلايا الدم الحمراء المسؤول عن نقل الأكسجين- في الكبد؛ ففي الوَضع الطبيعي ينتقل البيليروبين من الكبد إلى قناة الصفراء ومنها إلى الأمعاء ليتمّ إخراجه خارج الجسم مع البراز، أمّا إذا لم يتمكّن الجسم من التخلّص منه فإنّه يَتراكم ويُسبّب الاصفرار للجلد والعيون.
أسباب اصفرار العين
يَنتج مرض اليرقان الذي يُسبّب اصفرار العين عن عدّة اختلالات في الجسم منها:
- تليُّف الكبد: هِي حالة مَرضيّة تحدث عندما يُصاب الكبد بندوب نتيجة تراكم بروتين الكولاجين فيه، ومن أسباب تليُّف الكبد:
- تعاطي الكحول.
- تَراكم الدُّهون في خلايا الكبد.
- داء تَرسُّب الأَصبغة الدَمويَّة (بالإنجليزية: hemochromatosis)، وهُو مَرضٌ يَرتفع فيه تركيز الحديد في الدم، ويَتراكم في أنسجة الجسم.
- متلازمة ألاجيل (بالإنجليزية: Alagille syndrome): هو اضطرابٌ وراثيّ في الجهاز الهضمي.
- التهاب الكبد الفيروسي المزمن (B)، و(C)، وبشكل أقلّ التهاب الكبد (A)، و(D).
- التليُّف الكيسي.
- داء اختزان الغليكوجين؛ وهو اضطراب وراثي في التمثيل الغذائي للسُكر.
- التهاب الكبد المناعي الذاتي؛ وهو التهاب في الكبد ينتج عن رد فعل مُفرِط من الجهاز المناعي في جسم المريض ضدّ خلايا الكبد.
- تشمُّع المرارة الأوليّ، وهو مَرض ينتج عنه تدمير للقناة الصفراويِّة.
- الإصابة بالطفيليات، مثل، البلهارسيا.
- تناول بعض أنواع الأدوية مثل، ميثوتريكسات (بالإنجليزية:methotrexate).
- مرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson’s disease)، وهو خللٌ وراثيّ ناتج عن تجمّع النحاس في أنسجة الكبد.
- رتق القنوات الصفراويِّة، وهو عيب خَلْقي ينتج عنه انسداد القنوات الصفراويِّة.
- انسداد قناة المرارة (قناة الصفراء) ممّا يؤدّي إلى تراكم مادة الصفراء، وينتج انسداد المرارة عن:
- تضخُّم الغدد الليمفاويّة في بوابة الكبد.
- التهاب القنوات الصفراويّة وتضيقِها.
- تكوُّن الحصى في المرارة.
- أورام قناة الصفراء.
- تكيُّس قناة المرارة.
- نمو ديدان في قناة الصفراء ممّا يُسبّب انسدادها.
- انسداد قناة البنكرياس، وينتج عن عدّة حالاتٍ طبية منها سرطان البنكرياس.
- اضطرابات الدم، التي تؤثّر على مُعدّل إنتاج خلايا الدم الحمراء وعمرها، مثل:
أعراض اليرقان
بالإضافة إلى اصفِرار الجلد وصلبة العين توجد أعراض أخرى لمرض اليرقان منها:
- لون البراز الشاحب بسبب نقص البيليروبين.
- نزيف في المستقيم.
- ضَعف الشَهيّة وخسارة الوزن.
- الارتباك.
- آلام في البطن والرأس.
- حمّى وقشعريرة.
- لون البول الداكن.
- الشعور بحكّة في الجلد.
- الشعور بالتعب والإعياء.
- تورُّم في السَّاقين، والبَطن نتيجةً لتراكم السوائل.
- إسهال.
تشخيص اليرقان
يُمكن للطبيب تَشخيص اليرقان من خلال الفحوصات الآتية:
- فحص العلامات التي تَدلّ على الإصابة بأمراض الكبد مثل:
- وجود ورم وعائي عنكبي، وهو تجمّع دم متخثّر أو شبه متخثر تحت الجلد.
- كدمات في الجلد
- الحمامى الراحية: هي احمرار يُصيب راحة اليدين وأطراف الأصابع.
- فحص عيّنة بول للكشف عن وجود البيليروبين.
- فحص الدم ويشمل:
- تصوير الكبد بالأمواج فوق الصَّوتية.
- التصوير المَقطعي المُحوسب للكبد (CT).
- فحص خزعة الكبد.
- تصوير الكبد بالرنين المغناطيسي (MRI).
- فحص إنزيمات الكبد للكشف عن انسداد القنوات الصفراويِّة، أو التهاب الكبد.
علاج اليرقان
يَعتمد علاج اليرقان على معرفة المُسبّب للمَرض وعلاجه، وعلاج المُضاعفات التي قد تنتج عنه، وتخفيف الأعراض، ومن طرق علاج اليرقان:
- إعطاء المريض السَّوائل لتجنّب حدوث الجفاف.
- العلاج باستخدام المضادات الحيوية، والأدوية المضادّة للفيروسات.
- نقل الدم للمريض.
- الأدوية المضادّة للغثيان والقيء.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي.
- قد يلجأ الطبيب للجراحة، وزراعة كبد للمريض.
الوقاية من اليرقان
يُمكن الوقاية من اليرقان عن طريق:
- تجنّب تناول الكحول.
- الحصول على لقاح الكبد الوبائي (B) و (A).
- تجنّب الممارسات التي تتضمّن خطر انتقال التهاب الكبد (B) كممارسة الجنس دون حماية، أو تعاطي المخدرات باستخدام الحقن.
- تجنّب الأدوية والسموم التي تسبّب انحلال الدم، أو تسبّب تلف الكبد.
- تجنّب تناول المياه والأغذية الملوّثة التي قد تُسبّب الإصابة بالتهاب الكبد (A).
اصفرار العيون عند الأطفال حديثي الولادة
يُصاب بعض الأطفال في اليوم الثاني أو الثالث من الولادة باصفِرار العيون بسبب عدم نضج الكبد بما يَكفي للتخلّص من البيليروبين في الدم مما يُسبّب اليرقان، وهذا النوع من اليرقان الطبيعي يُسمّى “اليرقان الفسيولوجي”، في بعض الحالات قد ينتج اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة لأسباب مرضِّية مثل:
- تعطُّل وظائف الكبد.
- نقص الإنزيمات في الجسم.
- نزيف داخلي.
- تسمُّم الدم.
- إصابة الطفل بعدوى بكتيريّة أو فيروسية.
- تكسُّر خلايا الدم الحمراء.
- عدم التوافق بين دم الأم والطفل.
متى تجب مراجعة الطبيب
أحياناً قد يدلّ اليرقان على إصابة الطفل بأمراضٍ خطيرة أخرى، لذا يجب على الوالدين مراجعة الطبيب إذا ظهرت العلامات الآتية على الطفل:
- انتشار اليرقان باتجاه أسفل الظهر، وأسفل الركبتين.
- ازدياد عصبيّة الطفل وصعوبة تهدئته، أو على العكس، صعوبة إيقاظ الطفل.
- كثرة بكاء الطفل.
- تصلُّب عضلات الطفل، أو تقوُّس ظهره إلى الوراء.
علاج اليرقان عند حديثي الولادة
على الرّغم من أنّ اليَرقان عند الرُضَّع في أغلب الأحيان يُعدّ أمراً طبيعياً، إلا أنَّ تراكم البيليروبين قد يُسبّب ضرراً للجهاز العصبي لا يُمكن إصلاحه. يمكن علاج اليرقان عند الأطفال بتعريض الجسم للأشعّة فوق البنفسجية التي تحلّل البيليروبين إلى نواتج أخرى يُمكن للجسم التخلّص منها بسهولة، والحرص على الرّضاعة الطبيعيّة لتزويد الطفل بالسَّوائل الكافية.
للتعرف على المزيد من المعلومات حول الأسباب التي تؤدي الى اصفرار العينين.