أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بنعمة البصر، حيث يستطيع الإنسان التواصل مع العالم الخارجي من خلال العينين، ومن خلال حاسة البصر، ولكن البعض يفقد هذه الحاسّة بسبب حادثة ما فلا يستطيع الرؤية بعدها، أو قد يولد الإنسان وهو محروم من هذه النعمة الغالية، ولكن يعاني البعض الآخر من ضعف في القدرة على النّظر، فلا يستطيع رؤية الأشياء بصورة واضحة كالأشخاص العاديين، في هذه الحالة يعاني الإنسان من طول النّظر أو قصر النّظر، وهي حالات ضعف النّظر .
أولاً : قصر النّظر :
وهي إحدى حالات ضعف النّظر، حيث لا يستطيع الإنسان رؤية الأشياء البعيدة عن العين، وذلك لأن الصورة تتكون أمام الشبكية، وبالتالي يقوم الطبيب المختص بعمل نظارة طبية خاصة تكون العدسة فيها مقعرة بحيث تعمل على تكوين الصورة على الشبكية، مما يتيح للإنسان الرؤية بصورة طبيعية كالأشخاص العاديين .
ثانياً : طول النّظر :
وهي الحالة الثّانية من حالات ضعف النّظر، وفي هذه الحالة لا يستطيع الإنسان رؤية الأشياء القريبة منه، لأن الصورة تتكون خلف الشبكية، وبالتالي يقوم الطبيب المختص بعمل نظارة طبية تكون العدسة فيها محدبة تعمل على تحميع الصورة على الشبكيّة، ما يتيح للشخص رؤية الأشياء القريبة بوضوح تام .
يمكن علاج حالات ضعف النّظر من خلال استخدام النظارات الطبية، ولكن استخدام النظارات الطبية يعني تحسن النّظر عند الأطفال فقط تحت سن العشرين، أما بعد سن العشرين فلا تفيد النظارة سوى في تحسين الرؤية، حيث ان درجات النّظر لا تتحسن من خلال ارتداء النظارة الطبية، مع التطور في الطب الحديث وظهور ما يعرف بتقنية الليزر، بدأ الأطباء بتسخير هذه التقنية من أجل تحسين النّظر للوصول إلى الحالة الطبية، فأصبح الأطباء يقومون بعملية الليزر أو الليزك أو الألتراليزر، والتي تستغرق لمدة دقائق معدودة، وبعد ذلك يتحسن النّظر ليصل إلى الدرجات العليا، كالأشخاص الطبيعين تماماً .
غالباً ما تبدأ مرحلة ضعف النّظر عند الأطفال، فقد تلاحظ الأم حدوث ظاهرة الحول على عيني طفلها، الأمر الذي يجعلها تشعر بأن طفلها يعاني من ضعف النّظر، وغالباً ما تلاحظ أن الطفل يحاول تصغيير فتجة عينه ليرى جيداً، أو أن يعاني الطفل من الترميش بصورة سريعة فلا يتعدى الزمن بين الرمشة والأخرى سوى أقل من ثانية، وتكون متتالية، كما أن العين الضعيفة تكون مرهقة، ومن الأفضل أن يقوم الآباء بالإهتمام بأبنائهم من ناحية النّظر من خلال الزيارة المستمرة لطبيب العيون المختص كل فترة من أجل الإطمئنان على درجة نظر الأطفال، لأن إكتشاف ضعف النّظر مبكراً وفي سن صغيرة يساعد على تحسين النّظر ووصوله إلى درجات أفضل .