إرتفاع ضغط العين ( glucoma ) من أمراض العين التي قد تتسبب بفقدان البصر ما لم يتم إكتشافها و معالجتها بطريقة صحيحة . تعتبر العين نافذة الدماغ فهي ترسل كل ما يحدث أمامها على هيئة تيارات أو نبضات عصبية عبر العصب البصري إلى الدماغ حيث يتم تميزها هناك . و إذا حدث و ارتفع ضغط العين و لم يتم إكتشافه و معالجته فإن ذلك قد يتسبب بحدوث تلف دائم للعصب البصري فلا يعود قادراً على إيصال هذه التيارات إلى الدماغ و بالتالي يقفد المريض نعمة الإبصار بالعين المصابة .
و العين بوضعها الطبيعي تكون على هيئة كرة و السبب بذلك هو وجود سائل يتم إفرازه في داخلها و يسمى بالخلط المائي ( Aqueous humour ) ، و حتى تحافض العين على المعدل الطبيعي للسائل داخل العين تقوم بتصريف هذا السائل إلى الدم عبر قنواتٍ صغيرة . ما لم يتم إخراج هذا السائل إلى الدم من داخل العين فإن ذلك يتسبب بارتفاع ضغط العين . و يطلق على مرض إرتفاع ضغط العين ( glucoma ) بمصطلح شعبي و هو ( المياه الزرقاء ) , و تسميته بهذا الإسم يُعد خاطئاً حيث أنَّ المياه الموجود داخل العين ليست زرقاء ، و لربما جاءت التسمية من معنى كلمة ( glucoma ) حيث أنَّها تعني عند الإغريق ( الشلالات الزرقاء ) . و لا بُدَّ أن ننوه إلى أنَّ إرتفاع ضغط العين شيء و إرتفاع ضغط العين شيءٌ آخر فلا علاقة لأحدهما بالآخر .
و علاج إرتفاع ضغد العين ( glucoma ) قد يتطلب إستخدام القطرات التي تخفف من إرتفاع ضغط العين ، استخدام الحبوب التي تخفف من إرتفاع ضغط العين ، و إستخدام أشعة الليزر أو إجراء عملية جراحية لتصريف السائل في بعض الحالات .
استخدام قطرات العين التي تخفف من إرتفاع ضغط العين و لعدة مرات في اليوم لها تاثير جيد على ضغط العين ما دامت استخدمت بالشكل الصحيح و بالعدد الكافي و هو علاج دائم لا يجب إيقافه أو التهاون فيه . و قد يضطر الطبيب لإجراء عملية للعين او إستخدام الليزر في بعض الحالات مع الإستمرار بإستخدام القطرات و / أو الحبوب الموصوفة . و لا بُدَّ أن نذكر أن هدف العلاج هو التخفيف من إرتفاع ضغط العين و منع حدوث تلف إضافي للعصب البصري .