لجأ الإنسان منذ القدم إلى تفسير ما يطرأ عليه من تغييرات وتفسير كل شيء من الظواهر المحيطة به، ففسر بعضها تفسيراً صحيحاً وكثيراً ما لجأ إلى الأسطورة لتفسير بعضها الآخر، خاصة مع عدم وجود إمكانيات البحث العلمي التي تمكنه من دراسة الظواهر بشكل مفصل، ومع تطور الإنسان وتراكم الخبرات البشرية وصنع تاريخ بشري متعاقب من البحث والمحاولة وصلنا إلى نتاج إنساني علمي يمكننا من دراسة معظم الظواهر ومعرفة خصائصها، وأسبابها، وتجلياتها، فردس بنو البشر الطبيعة المحيطة بهم، وأسسوا لعلم النبات، والأرض، والحيوان، والفضاء، وكل ما لاحظوه خلال حياتهم بشكل عام أو متخصص وبالطبع لازال هناك الكثير من الأسرار التي لم نعلم تفسيرها بعد ولكننا على طريق الكشف والتعلم والدراسة . بينما لازال البعض قد يعزو بعض ما يلاحظه للأسطورة أو يرجئها لأسباب غير مدركة ، حتى وأن بعض هذه الأمور قد اكتشفها العلم منذ زمن ولكن تأخر بعض الشعوب عن مواكبة هذا التطور جعلها تعيش في زمن سابق قد تم عبوره بالفعل . في الوطن العربي خاصة لا نزال نرجئ الكثير من الأمور التي لا تعلن تفسيرها رغم سهولة الوصل للتفسير بقليل من البحث، إلى الماورائيات وذلك لعدة أسباب أهمها أن هذا الوطن عانى الكثير من النكبات بحيث لم يستطع من مواكبة التقدم العلمي العالمي فظل يحتفظ بما كان يعتقد به قبل زمن كتراث ثقافي يلجأ إليه عند الحاجة .
وأهم عناصر هذا التراث عند كل الشعوب وبخاصة عند العرب وجود الأسطورة ونسبها لمعتقد ثابت ، أو ربطها بمعتقد مقدس كي لا يتم رفضها ، رغم عدم علاقتها بهذا المعتقد . وهناك الكثير من الظواهر التي تنسب لعادات وخرافات متعارف عليها أبسط هذه الظواهر مثلاً ” رفة العين ” التي تعتبر لدى العبر نذير شؤم، أو إشارة لأن هناك شيء ما طارئ سيحدث . بينما بقليل من البحث لا يتعدى الدقائق سيجدون أن هذه الحالة متعلقة بالصحة، بحيث أن جسم الإنسان يتعرض لحالة رفة العين في حال نقص الظاقة في الجسم، واشارة من الجسم بأن عليه أن يزود جسده بغذاء يمنح الطاقة، كأن يأكل قطعة من الشوكولا أو بعض الأطعمة المحتوية على السكريات . وكذلك فإنّه في بعض الأحيان يحصل موقف قد يشعر الإنسان أنه رآه من قبل فقاموا بتفسير ذلك بأن شريط حياة الإنسان يمر عليه وهو جنين وما هذا إلا تذكر لمشهد ما من الشريط الذي عرض عليه . بينما تفسيرها العلمي أن السيال العصبي الذي ينقل رسالة المشهد للدماغ يتأخر بضع ثواني ، يكون الإنسان قد رأي بها المشهد لكن الدماغ لم يترجمه بنفس سرعة رؤيته وبالتّالي عند وصول رسالة الترجمة من الدماغ يشعر الإنسان أنّه رآه قبلاً ولكنه بالحقيقة رآه قبل ثوان فقط .