هو أحد أنواع الهرمونات الستيرويدية التي تنتج بشكل طبيعي في الفقاريات و بعض الحشرات؛ أي أنه مركب عضوي مؤلف من أربع حلقات يتم تصنيعها بشكل أساسي من مركب الكولسترول. ويندرج تحت مسمى الإستروجين مجموعة من المركبات الكيميائية مثل: إسترادايول، إسترون، إسترايول، التي لها دور مهم في عملية التكاثر. يعتبر الإسترادايول المركب الأكثر انتاجا خلال سنوات الخصوبة، بينما يظهر دور الإسترايول خلال فترة الحمل، والإسترون خلال سن اليأس.
ينتج هرمون الإستروجين طبيعيا عند الذكور والإناث، لكن يتم انتاجه بشكل أكبر عند الإناث؛ فيتم إنتاجه بكمية كبيرة من المبايض (من الجريب الذي يحوي البويضة، و من الجسم الأصفر)، والمشيمة و بكمية أقل من الغدد الكظرية والكبد و الثدي والأنسجة الدهنية، بينما ينتج بشكل رئيس عند الذكور من الخصيتان، لذا يعتبر من الهرمونات الجنسية الأنثوية. و لأن معظم انتاج الإستروجين يكون من المبايض والمشيمة، فإن إنتاجه يقل عند النساء اللواتي دخلن سن اليأس.
بعد انتاج هرمون الإستروجين من مصانعه يتم ضخه في الدم، فيجري مع الدم في الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية ليصل الى جميع الخلايا في الجسم. و يتم نقل الإستروجين في الدم بطريقتين: كهرمون مرتبط مع بروتين ناقل، و أيضا كهرمون حر غير مرتبط. حيث ينتقل الإستروجين الحر عبر الغشاء البلازمي للخلايا ليصل إلى المستقبلات الخاصة به في سيتوبلازم الخلايا وبالتالي حدوث الاستجابة المرجوة بإفراز البروتينات خارج الخلايا لتصل إلى المكان المطلوب، بينما يدخل الهرمون المرتبط مع البروتين الناقل إلى داخل النواة ليتحكم بانتاج البروتينات اللازمة للجسم من خلال التأثير على المادة الوراثية من خلال زيادة انتاجها أو تقليله.
للهرمون الإستروجين دور هام في ظهور الصفات الجنسية الأنثوية، سواء الرئيسية أو الثانوية، بينما لا يظهر دوره بشكل واضح عند الرجال، لكن يعتقد أن له علاقة بالتأثير على أعداد الحيوانات المنوية. ويظهر تأثير الإستروجين في الإناث ليس فقط على الأثداء والرحم، بل أيضا على العظام والكبد والعقل والأنسجة الأخرى. فيتحكم بسماكة بطانة الرحم ونضج البويضات وحدوث الإنقباضات في الرحم عند الحيض أو الإنجاب، و خفض درجة الحموضة في المهبل وبالتالي تقليل العدوى البكتيرية المهبلية، و نمو العظام (يدا بيد مع فيتامين دال والكالسيوم و المعادن والهرمونات الأخرى، فتنتج هشاشة العظام عند نقصان مستويات هرمون الإستروجين)، ومظهر الجلد (فنقصه يؤدي إلى ترهل الجلد وظهور علامات الشيخوخه)، و مستويات الكولسترول في الجسم (حيث يزيد نسبة الكولسترول الجيد والدهون الثلاثية ويخفض نسبة الكولسترول السئ في الدم بزيادة انتاج الإستروجين). كما يؤثر على الرغبة الجنسية عند النساء، و يتحكم بإنتاج الحليب من الثديين.
تتسبب فترة الحيض، وفترة النفاس، و انقطاع الدورة الطمثية (سن اليأس)، و متلازمة تكيس المبايض المتعدد، والتمارين الرياضية الشديدة بانخفاض مستويات الإستروجين في الجسم. و لعلاج هذا النقص يلجأ الأطباء إلى العلاج بأقراص الإستروجين الصناعية (ذات تصنيع كيميائي) وهي ما تندرج تحت مسمى أقراص منع الحمل، أو باتباع نظام غذائي يحوي على بدائل الإستروجين ذات الأصول النباتية، مثل النباتات الغنية بالفلافونويد (بشكل خاص مركبات الأيزوفلافونويد) و بخاصة البقوليات، و النباتات الغنية بمركبات الستيلبين، مثل العنب والفراولة و التوت البري. لكن المشكله تقع بتحفيز الأقراص الصناعية لنمو أورام سرطانية، تتكون في الغالب في الثديين. لذا يجب أخذ الحيطة والحذر من هذه الأقراص ومراعاة التاريخ المرضي في العائلة قبل وصفها وتناولها. وعدم تناولها لفترات طويلة، و القيام بالفحص الشهري المنزلي للثديين من قبل المريضة.