الغدة الدرقية من الغدد الصماء ( أي أنَّها لا تحتاج قناة لتفرز هرموناتها عبرها فهي تفرزها في الدَّم مباشرة ) المهمة جداً لجسم الإنسان ، حيث أنَّها تتحكم بعمليات الأيض في الجسم . و هي تقع أمام القصبة الهوائية و تتخذ شكلاً يشبه شكل الفراشة ، و تفرز هرموني : ( الثيروكسين و هو الهرمون الفعال ، و ثلاثي أيودو ثيرونين و هو الذي يتم تخزينه ليتحول فيما بعد إلى هرمون الثيروكسين ) . و يحدث أن تتعرض هذه الغدة لتضخم لسبب أو لآخر( سنوضحها لاحقاً ) فتنتفخ و تبرز في منطقة الرقبة فتبدو و كأنَّ كرة عالقة في الرقبة ، مع العلم أنَّ الغدة الدرقية غير بارزة أو ظاهرة في الوضع الطبيعي .
أسباب تضخم الغدة الدرقية :
أولاً : نقص اليود في الجسم ، حيث أنَّه يمكن الحصول عليه عن طريق الغذاء فهو متواجد في ملح الطعام . و اليود يستخدم من أجل تصنيع هرمونات الغدة الدرقية فهم يدخل في تركيبها وكما تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود من أجل تفعيل هذه الهرمونات و بالتالي فهي مهمة جداً ، فهرمون الثيروكسين ( الهرمون الفعال ) الذي يحتوي على أربع ذرات من اليود ينتج عن ارتباط ثلاثي أيودو ثيرونين الذي يحتوي على ثلاث ذرات من اليود بذرة يود آخرى فيتم تفعيله .
ثانياً : خلل في تصنيع و إنتاج خلايا الغدة الدرقية لهرموناتها ، و بالتالي فإن الهرمون المسؤوول عن تنشيط الغدة الدرقية يزداد إفرازه إلى الغدة الدرقية نتيجة إنخفاض مستوى هرمون الثيروكسين الموجود في الدَّم ، و بالتالي فإن الغدة تتضخم نتيجة ذلك .
ثالثاً : وجود ورم سرطاني في الغدة الدرقية ، أو نمو العقد عليها .
رابعاً : بعض الأمراض : كالتهاب الغدة الدرقية ، مرض هاشيموتو ( و هنا يقوم جهاز المناعة بمهاجمة و إستهداف الغدة الدرقية ) ، مرض جريفز ( و هو من الأمراض المناعية الذاتية أيضاً حيث يستهدف جهاز المناعة أجزاء معينة من الغدة الدرقية فيتسبب بفرط إفراز هرموناتها و بالتالي تضخم الغدة الدرقية ) ، و غيرها .
خامساً : عوامل آخرى كالحمل و بعض أنواع الأدوية المستخدمة .
أعراض تضخم الغدة الدرقية : هناك العديد من الأعراض لحدوث الغدة الدرقية ، و ليس بالضرورة أن تجتمع كلها أو أن تظهر جميعها و من هذه الأعراض :
أولاً : وجود تضخم عند الرقبة و هو من أكثر الأعراض وضوحاً .
ثانياً : الشعور بتضيق في منطقة الحلق ، و قد يتبعه صعوبة في البلع و قد يتبعه أيضاً صعوبة و ضيق بالتنفس .
ثالثاً : بحة في الصوت.
رابعاً : سعال .
طرق العلاج : يعالج الطبيب تضخم الغدة الدرقية إعتماداً على المسبب حيث تختلف طرق العلاج بإختلاف السبب ، فمثلا يكمن إمداد الجسم باليود في حالة كان نقص اليود هو السبب ، و في حالة كان المسبب هو نقص إفراز هرمون الثيروكسين فيمكن التعويض بإعطاء الجسم مادة الثيروكسين ، أما إذا كان السبب هو زيادة الإفراز يمكن تثبيط إفراز الغدة إعتماداً على المسبب من الامراض التي ذكرناها سابقاً .