الغدد الصماء
يُعتبر جهاز الغدد الصمّ (بالإنجليزية: Endocrine System) أحد أهمّ الأجهزة التي تتحكّم بوظائف الجسم المختلفة كالنموّ، والحركة، والتكاثر، بالإضافة لدوره بتنظيم عمليات الأيض. ويتكون جهاز الغدد الصمّ من مجموعة من الغدد الصّماء التي تُفرز عدداً من الهرمونات، حيث تنتقل هذه الهرمونات عبر الدّم لكافّة أنسجة الجسم، وتُفعّل الأنسجة المُستَهدفة كي تقوم بالوظيفة الخاصّةِ بها. ومن أبرز هذه الغدد ما يأتي:
- الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزية: Thyroid gland): توجد الغدّة الدرقيّة في المنطقة الأمامية السفلية من الرقبة، ويتراوح طولها من 12-15مم، وتمتدّ من الفقرة العنقية الخامسة وحتّى الفقرة الصدرية الأولى، وتفُرز هرمون الثيروكسين (بالإنجليزية: (Thyroxine (T4) وهرمون ثلاثي يود الثيرونين (بالإنجليزية: (Triiodothyronine (T3)، إذ تُنظّم هذه الهرمونات عمليّات الأيض، والنموّ، والتطوّر، بالإضافة إلى دورها في تعزيز دورة تخليق الجلوكوز (بالإنجليزية: Gluconeogenesis)، وزيادة إنتاج البروتينات.
- الغدد الجار درقيّة (بالإنجليزية: Parathyroid glands): وهي مجموعة غُدد توجد بالقرب من الجانب الخلفي للغدّة الدرقية وتُشبه حبّات الفول، وهي أربع غُدد تقوم بإفراز هرمون الغدّة الجار درقيّة الذي يحافظ على توازن نسب الكالسيوم في الجسم.
- الغدّة الصنوبرية (بالإنجليزية: Pineal gland): وهي عبارة عن غدّة صغيرة تقع في وسط الدماغ، وتُفرز هرمون الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin) الذي يعمل على ضبط إيقاع الساعة البيولوجية بالجسم، وهناك مجموعة من الأبحاث تُجرى لمعرفة الوظائف الأخرى التي تقوم بها هذه الغدّة، إذ تُبيّن بعض الدراسات تأثّر الصحّة النفسية للشخص بانخفاض إفراز هرمون الميلاتونين.
- البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreas): وهو عضو يقع في الجزء العلوي الأيسر من البطن وتحديداً خلف المعدة، ويُقسم إلى قسمين رئيسيّين تبعاً للغدد التي يحتويها، وهما:
- غُدد خارجيّة الإفراز: وتُشكّل هذه الغدد نحو 95% من البنكرياس، وتعمل على إفراز الإنزيمات الهاضمة للكربوهيدرات، والدهنيات، والبروتينات.
- غُدد صماء: وتتمثّل هذه الغدد تحديداً بجُزُر لانغرهانس (بالإنجليزية: Islets of Langerhans)، حيث تعمل على إفراز هرمونيّ الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) والجلوكاجون (بالإنجليزية: Glucagon) اللّذين يتحكّمان بنسبة السكّر في الدّم.
- الغدّة النُخاميّة (بالإنجليزية: Pituitary gland): تقع الغدّة النُخاميّة في تجويف عظمي داخل الجُمجمة يُدعى السّرج التُركي (بالإنجليزية: Sella turcica)، وتُقسم إلى قسمين أحدهما أماميّ والآخر خلفيّ، حيث يتميّز كلُّ قسم بنوعية الهرمونات التي يفرزها، ومن أشهر الهرمونات التي تُفرزها الغدّة النُخاميّة الخلفيّة هرمون الأوكسايتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) وهرمون الفاسوبريسين (بالإنجليزية: Vasopressin)، أمّا بالنسبة للغدّة النُخاميّة الأماميّة فهي تُدعى الغُدّة الرئيسيّة وذلك لإفرازها مجموعة كبيرة من الهرمونات التي تتحكّم بوظيفة غُدَدٍ أُخرى.
- الغدد التناسليّة (بالإنجليزية: Gonads): وتُمثّل الخصيتين عند الذُّكور، والمبايض عند الإناث، وتقوم بإفراز هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، وهرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen).
- الغدّة الكظريّة (بالإنجليزية: Adrenal gland): وتُعرف أيضاً بالغدّة الفَوق كلويّة لأنها تقع فوق كلّ من الكلية اليُسرى واليُمنى، وتمتاز الغدّة الكظريّة بشكلها المُثلثيّ، وتُنظّم هرموناتها عمليات الأيض بالجسم، بالإضافة لمحافظتها على توازن نسبة الماء والأملاح في الدمّ، ومن أبرز هرموناتها هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) الذي يعمل على زيادة نسبة السكّر في الدّم.
العوامل المؤثّرة في وظائف الغدد الصماء
إنّ الغدد الصماء تعتمد في زيادة إفرازها أو إنقاصه على آلية التغذية الراجعة، أي كلّما ازداد إفرازُ هرمونٍ معيّنٍ بكميّاتٍ أكثر من حاجةِ الجسم تقومُ بعضُ الغدد بإرسال إشاراتٍ للغدّة المسؤولة عن إفراز هذا الهرمون لتقومَ بتقليل إفرازه حتى يصل إلى مستواه الطبيعيّ، إلّا أنّ هناك مجموعة من العوامل التي تؤثّر في إفراز الهرمونات أو إيصالها مما ينعكس بالتأثير سلباً في الوظائف المسؤولةِ عن تنشيطها، ومن أبرز الأسباب ما يأتي:
- العمر: بالرغم من عدم تأثّر الغدد الصّماء بالتقدّم في العمر عند معظم الناس، إلّا أنّ هناك عدد من التغييرات التي قد تحدث عند البعض كاختلاف كمية إفراز أوتحلّل الهرمونات، بالإضافة لاختلاف استجابة الأنسجة المستهدفة للهرمون.
- وجود الأمراض: يتأثّر نشاط الغدد الصماء بالأمراض المزمنة تحديداً، إذ يُمكن أن يرتفع مستوى بعض الهرمونات نتيجةَ وجودِ خللٍ في عمليّة التحلّل التي تحدث في الكلى والكبد بشكلٍ رئيسيّ.
- الإجهاد: يُفرز هرمون الكورتيزول بشكلٍ أكبر عند تعرّض الإنسان للإجهاد الذهنيّ أو البدنيّ، وفي حال عدم استجابة الغدّة الكظريّة لهذه الإجهادات يُمكن أن تكون حياة الإنسان في خطر.
أبرز الأمراض المرتبطة بالغدد الصماء
تنتجُ معظم أمراض الغدد الصماء نتيجةَ ارتفاع مستوى الهرمونات أو نقصانه بالدّم عن المستوى الطبيعي، ممّا يُسبّب اضطراباً بوظائف الجسم المختلفة، ومن أبرز هذه الأمراض ما يأتي: