جسم الإنسان هو من أصعب التركيبات الحيّة على وجه الأرض، لما يحتويه من أجهزة تعمل طوال الوقت بانتظام وتناغم حتى يكون الإنسان في أفضل حال، فكلّ الأجهزة الموجودة في جسم الإنسان تعمل بشكلٍ متكامل، وكلّ جهاز يكمل عمل غيره من الأجهزة، ومن أمثلة الأجهزة الموجودة في أجسامنا الجهاز العضلي، والجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، والجهاز الدوراني، ومن أهمّ الأجهزة التي تنظّم عمل الأجهزة الباقية هو جهاز الغدد الصمّاء.
جهاز الغدد الصمّاء
هو عبارة عن جهاز يوجد داخل جسم الإنسان، يتكوّن من عدد كبير من الغدد؛ بحيث تعمل كل غدّة من هذه الغدد بإفراز هرمون خاص بها، وينتقل هذا الهرمون عبر الدم إلى باقي خلايا الجسم، وتتميّز الغدد الموجودة في هذا الجهاز بأنّها تفرز الهرمونات مباشرة في الدم دون الحاجة إلى وجود قنوات ولذلك تمّت تسميتها بالغدد الصماء، عكس الغدد الخارجيّة التي تفرز هرموناتها من خلال قنوات.
الغدد المكوّنة لجهاز الغدد الصمّاء
لكلّ غدة من الغدد الصماء وظيفة مهمة في جسم الإنسان، وهذه الغدد هي:
- الغدة الصنوبريّة : سميت بالصنوبرية لأنها تشبه مخروط الصنوبر الصغير، وتوجد هذه الغدّة داخل الدماغ، وتقوم بإفراز هرمون ميلاتونين الذي يعمل على تنظيم نمط النوم والاستيقاظ لدى الإنسان.
- الغدة النخاميّة: هي غدّة بحجم حبّة البازلاء، وتوجد في منطقة تحت المهاد، ولعلّها من أهمّ الغدد الصماء كونها تسيطر على معظم الأنشطة الحيوية في الجسم، وكذلك لسيطرتها على باقي الغدد الصماء.
- الغدّتان الكظريتان: كلّ غدة من هذه الغدد تقع فوق الكلية، ومهمّتها إفراز هرمون ليساعد الإنسان على التكيّف في الحالات الطارئة.
- الغدد جارات الدرقيّة: تقع هذه الغدد خلف الغدة الدرقيّة ( التي سنتكلم عنها لاحقاً) وتتّصل بها، وعددها أربع غدد، ومهمّتها تنظيم مستوى أيونات الكالسيوم في الجسم، وتتحكّم في انقباض العضلات ونقل السيّالات العصبيّة.
- الغدّة الدرقية: من أهم الغدد الصمّاء، وهي التي سنخصّها بالذكر في حديثنا.
الغدّة الدرقيّة
هي إحدى الغدد الصمّاء، تقع تحت البلعوم وأمام القصبة الهوائيّة، لونها بني محمر، وشكلها يشبه الفراشة الّتي تفتح جناحيها، وتحتوي هذه الغدّة على خلايا تدعى بالخلايا الكيسيّة، وهي المسؤولة عن إفراز هرمونات الغدة الدرقيّة ( الثايروكسين وثلاثي يودوثيرونين )، ومهمّتها تنظيم معدّل عمليات الأيض والتحكّم في ترسيب أيونات الكالسيوم في العظام، وتعزيز النموّ الطبيعيّ للجهاز العصبي.
لكن في بعض الأحيان قد تتعرّض الغدة الدرقية إلى بعض المشاكل أو الاختلالات، مثل: قصور الغدة الدرقية. ويمكن تعريف قصور الغدة الدرقيّة بأنّه عبارة عن حالة مرضيّة تصيب الإنسان بسبب نقص في إفراز هرمونات الغدة الدرقيّة.
أعراض قصور الغدة الدرقيّة
نجد عادةً الأشخاص المصابين بالغدّة الدرقية تظهر عليهم الأعراض والعلامات التالية:
- ضعف في الشهيّة لكن مع زيادة واضحة في الوزن.
- الإصابة بالإمساك المزمن.
- حدوث مشاكل في التفكير؛ بحيث يصبح الإنسان بطيء التفكير وتضعف قدرته على الاستنتاج.
- الاكتئاب والحزن الشديد والبكاء دون سبب.
- الشعور بضعف عام وبآلام في عضلات الجسم، وحدوث تقلّصات فيها.
- يشعر المريض باختلال توازنه أثناء الحركة.
- يشعر المريض بالآلام في الصدر وسرعة في التنفّس، كما يعاني من التهابات صدريّة.
- يصاب المريض بفقر الدم المزمن.
- عدم تحمّل البرد.
- يشعر المريض باستمرار وكأنّ هنالك وخز إبر في جسمه.
- يلاحظ المريض فقدان جزءٍ من شعره، خاصّةً مقدمة الرأس والجزء الخارجي من الحاجبين.
- تورّم في رقبة المريض، وكذلك إصابته بشحوب عام.
- الإصابة ببطء في النبض.
- يلاحظ بأنّ جلده أصبح جافاً وبارداً وسميكاً.
- بالنسبة للسيدات فإنهنّ يعانين من اضطرابات في الدورة الشهريّة.