يعمل جسم الإنسان بواسطة نظام معقد من العمليات الحيوية التي تحدث طوال الوقت، ومن تلك الأعضاء الحيوية في الجسم البشري الغدد، ووظية الغدد الرئيسية هي إفراز مواد كيميائية مفيدة لنشاط الجسم وصحته، وتكون إفرازات تلك الغدد إما إلى مجرى الدم كالغدد الصماء التي تقوم بإفراز الهرمونات، أو إلى تجويفات داخل الجسم أو خارجه.ويحتوي جسم الإنسان على العديد من الغدد التي تعمل بشكل مستمر مثل الغدة الدرقية والنخامية وغدد اللعاب والمبيضين والخصيتين وغيرها من الغدد.والبروستاتا هي إحدى تلك الغدد التي تعتبر من أهم الأعضاء في الجهاز تناسلي الذكري، وتوجد البروستاتا في أسفل البطن ولا يمكن للإنسان الشعور بوجودها على عكس الغدد النكافية أو الليمفاوية.
تتكون البروستاتا من جزء داخلي يحيط به نسيج ليفي، ويغذي الجزئين شبكة من الأوردة والأوعية الدموية التي تسمى العنقود البروتستاتي.ووظيفة البروستاتا تعتبر الأهم في عملية التكاثر بالنسبة للذكور، حيث إن الغدة تعمل على تكوين وإفراز السائل المنوي وذلك بالإشتراك مع غدة كوبر، وهو سائل ذو أهمية قصوى للحيوانات المنوية حيث إنه يعمل على تغذيتها لأنه يحتوي على دهون فسفورية، كما أن البروتستاتا مسئولة عن إفراز السائل الذي يقوم بتخفيف لزوجة السائل المنوي بالشكل الذي يسهل من حركة الحيوانات المنوية.كما أن العنقود البروتستاتي يعمل على دفع الدم إلى العضو التناسلي الذكري مما يسبب عملية الإنتصاب التي لا تكتمل العملية الجنسية بدونها.
ويصيب البروستاتا العديد من المشاكل الصحية على مدار السنوات، تبدأ أولى تلك المشاكل مع مرحلة البلوغ، حيث يصاب العديد من المراهقين بحالات احتقان البروستاتا، ويكون السبب الرئيسي في تلك الحالة هو التغيرات الجسمانية والنفسية التي يتعرض لها المراهق وعدم وجود وسيلة لتفريغ الطاقة الزائدة في الجسم.ويمكن أن يصيب احتقان البروستاتا الذكور في أي سن من فترة البلوغ.أما الحالة الثانية الأكثر شهرة هي حالة تضخم البروستاتا، وهي حالة شائعة تصيب الرجال بعد تجاوزهم الخمسون عاماً، وتدعى تلك الحالة أيضاً بتورم البروستاتا الحميد، ويمكن علاج تلك الحالات عن طريق تناول الأدوية في أغلب الحالات ماعدا بعض الحالات النادرة التي تحتاج إلى تدخل جراحي.أما في مرحلة الشيخوخة تزيد نسبة إصابة المسنين بأورام البروستاتا التي تكون أورام خبيثة في معظم الحالات، ويتم علاجها دائياً إن تم اكتشافها في المراحل المبكرة أو كيميائياً أو اشعاعياً.ويلزم في معظم تلك الحالات التدخل الجراحي لإستئصال البروتستاتا نهائياً لضمان عدم عودة الخلايا السرطانية للتكون مرة أخرى.