الذبحة الصدرية
يُستخدم مصطلح الذبحة الصدريّة (بالإنجليزية: Angina Pectoris) للتعبير عن ألم الصدر المؤقت الناتج عن عملية نقص التروية لعضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial Ischemia)، ويحدث نقص التروية بسبب عدم إمداد عضلة القلب بالدم والأكسجين الكافي لأداء وظائفه؛ ففي الوضع الطبيعي يستقبل القلب حاجته من الدم وما يلزمه من الأكسجين عبر الشرايين التاجيّة، وكما هو الحال في باقي أعضاء الجسم، فإنّ ما يصل القلب متوازن مع حاجته، ولذلك تنتج حالة نقص تروية القلب عند انخفاض تدفق الدم في الشرايين التاجية، أو عند ازدياد حاجة القلب للدم والأكسجين، ويُعدّ تصلب الشرايين (بالإنجليزية: ِAtherosclerosis) أكثر أسباب الذبحة الصدرية شيوعاً، وهو حالة مرضيّة تتمثل بحدوث اضطرابٍ والتهابٍ في الخلايا المكوّنة للشرايين، بالإضافة إلى تجمّع الدهون، والكولسترول، والكالسيوم، والفضلات الخلوية في جدرانها، ولذا فإنّ المرضى الذين يُعانون من تصلبٍ ثابتٍ في الشرايين التاجية بنسبة 50% قد يُصابون بنقص تروية عضلة القلب، وبالتالي الذبحة الصدرية عند قيامهم بمجهود أو تعرضهم لضغوطاتٍ من شأنها أن تزيد حاجة القلب للدم، أما أولئك الذين يعانون من تصلب بما نسبته 90% فقد يصابون بنقص تروية عضلة القلب وبالتالي الذبحة الصدرية حتى أثناء الراحة.
أعراض الذبحة الصدرية
تُعدّ الذبحة الصدرية عرضاً بحد ذاتها، أو مجموعة من الأعراض، وليست مرضاً، ومن الضروري أخذ معلومات كاملة عن المريض، مثل عدد مرات تكرار الشعور بالذبحة الصدرية، والسؤال عن شدتها، وغيرها من المعلومات التي تُفيد في التفريق بينها وبين النوبة القلبية (بالإنجليزية: ِMyocardial Infarction)، إذ لا يختفي الألم في النّوبات القلبية، بينما يستمرّ بضع دقائق فقط في حالة الذبحة الصدرية، وأبرز الأعراض التي تظهر على المريض عند إصابته بالذبحة الصدرية ما يلي:
- الشعور بعدم الراحة في الصدر خلف عظمة القص: وقد يتمثل هذا الشعور بالضغط، أو العصر، أو الحرقة، أو الخنق، أو الثقل في هذه المنطقة.
- الشعور بألم يتركّز في رأس المعدة، أو الظهر، أو الفكين، أو الرقبة، أو الأكتاف.
- ظهور الألم نتيجةً لبذل مجهودٍ بدنيّ، أو بعد الأكل، أو التعرض للبرد، أو المرور بصدمة عاطفية.
- استمرار الألم لما يقارب 15 دقيقة، واختفاؤه بأخذ قسط من الراحة أو بتناول دواء النيتروغليسرين (بالإنجليزية: ِNitroglycerin).
- عدم تأثّر الألم بالتنفس، أو السعال، أو بتغيير وضعية الجسم.
- ضيق التنفس، والدوار في بعض الأحيان، كما قد يتعرّض المريض للإغماء، وقد يُعاني من القلق والعصبية، والتعرق بشدة، بالإضافة إلى شحوب البشرة، والشعور بالغثيان، وتسارع نبضات القلب أحياناً.
العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بالذبحة الصدرية
تزداد فرصة الإصابة بالذبحة الصدرية عند وجود عوامل من شأنها أن تُسبّب تضيّق الشرايين التاجيّة، ومن هذه العوامل ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: ِHypertension): يُعتبر ضغط الدم طبيعيّاً إذا كانت قراءة جهاز الضغط 120/80 مم زئبق، وعند ارتفاع ضغط الدم عن هذه القيمة فإنّ هذا الأمر يُحدث إجهاداً على أعضاء الجسم المختلفة، بما فيها القلب وجدران الشرايين، إذ إنّ الشرايين مُصمّمة لضخ الضغط الطبيعيّ، وعند ارتفاع الضغط عن قيمته الطبيعية تُواجه الشرايين صعوبةً في ضخ الدم ممّا يُعرّضها للتلف.
- الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالدهون والكولسترول: فمعظم الكولسترول الذي يحتاجه الجسم يتمّ تصنيعه في الكبد، إلا أنّ تناول الأغذية الغنية بالدهون المشبعة يعمل على زيادة مستوى الدهون الضارة في الجسم، إذ إنّ للكولسترول نوعَين رئيسيَين؛البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: ِLow density Lipoprotein) وهو النوع الضار من الكولسترول الذي يُسبّب انسداد الشرايين، والبروتين الدهني مرتفع الكثافة (بالإنجليزية: ِHigh density Lipoprotein) الذي يُعدّ نوعاً نافعاً.
- المعاناة من داء السكري (بالإنجليزية: Diabetes): إنّ الأشخاص الذين يُعانون من السكري غير المُسيطر عليه معرّضون لخطر الإصابة بالذبحة الصدرية، لأن السكر الزائد في الدم قادرٌ على إتلاف جدران الشرايين.
- العمر: تزداد فرصة تضيّق الشرايين بازدياد العمر، لذلك يُعتبر كبار العمر أكثر عرضةً للذبحات الصدرية.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالذبحة الصدرية أو أمراض القلب.
- عدم ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ كافٍ.
- التدخين.
علاج الذبحة الصدرية
يهدف علاج الذبحة الصدرية إلى تخفيف حدة الأعراض التي يعاني منها المصاب، وتقليل احتماليّة الإصابة بالنّوبات القلبية المستقبلية، وهناك العديد من الطرق المتّبعة في علاج الذبحة الصدرية، ومنها ما يلي:
- إجراء تغييرات في نمط الحياة: فيجب على المريض التوقف عن التدخين، والتخفيف من وزنه إذا كان يُعاني من السمنة، ويُنصح بتجنّب تناول الوجبات الكبيرة، والتقليل من تناول الأغذية الغنية بالدهون المشبعة، ويجدر التنبيه إلى ضرورة التزام مرضى السكري بالحمية المناسبة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول الأدوية: وأهم الأدوية المستخدمة في علاج الذبحة الصدرية ما يلي:
- مركبات النترات (بالإنجليزية: Nitrates): التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية، وبالتالي تحسين تدفق الدم فيها.
- الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin): الذي يمنع تكون الخثرات الدموية، ممّا يُسهل مرور الدم في الشرايين الضيّقة.
- الأدوية المضادة للتخثر: مثل دواء كلوبيدوغريل (بالإنجليزية: Clopidogrel) ودواء براسوغريل (بالإنجليزية: Prasugrel).
- حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية:Beta Blockers): التي تعمل على التقليل من معدل ضربات القلب والجهد الذي تبذله عضلة القلب، وبالتالي تخفيض ضغط الدم، كما تعمل على توسيع الشرايين.
- الستاتينات (بالإنجليزية: Statins): التي تعمل على تقليل مستوى الكولسترول في الدم.
- حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers): وتقوم هذه الأدوية بتوسيع الشرايين.
- الخضوع للإجراءات الطبية والجراحية: وأبرزها عملية رأب الشريان التاجي وتركيب الشبكات (بالإنجليزية: Angioplasty and stenting)، وكذلك إجراء عمليةٍ جراحيّةٍ لفتح مجرى جانبي للشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery bypass surgery).