ضغط الدم
ضغط الدم هو مقياسٌ لمدى مقاومةِ تدفّق الدم خلال جدران الشرايين، أما انخفاضُ أو هبوطُ ضغط الدم فهو حالةٌ يكون فيها ضغط الدم الشريانيّ منخفضاً، أي أنّه يصبح أقلّ من المعدّل الطبيعيّ، وفي معظم الأحيانِ لا يُعتبر ذلك حالةً مرضيّة إذا لم يتسببْ بأعراض، أو لم يكن هناك حالة مرضيّة مصاحبةً له مثل أمراض القلب.
يقاس ضغط الدم في على شكل بسط ومقام، حيث يعبّر الرقمُ العلويّ عن مقدار مقاومة الأوعية الدمويّة لتدفّق الدم في حال انقباض عضلة القلب ويسمى الضغط الانقباضيّ، ويعبّر الرقم السفليّ عن مقدار المقاومة في حال ارتخاء عضلة القلب بين النبضة والأخرى ويسمّى الضغط الانبساطيّ.
ضغط الدم الطبيعيّ هو 120/80 أو ما يقارب ذلك، تظهر أعراض انخفاض ضغط الدم بشكل جليّ عندما يكون ضغط الدم أقلَّ من 90/60، وهذا سيؤدي إلى حرمان الدماغ وغيره من الأعضاء الحيويّة المهمّة في الجسم من التزوّد بالكميّات اللازمة من الأكسجين والمواد الغذائيّة، مما قد يُؤدّي إلى ظهور بعض المشاكل الصحيّة.
أسباب انخفاض ضغط الدم بشكل عام
تختلفُ أسباب انخفاض ضغط الدم، فمنها ما هو طبيعيّ ناتجٌ عن نمط حياة الشخص أو طبيعة جسمه، وهناك غير الطبيعيّ، ويكون عرضاً لمرضٍ معيّن، أو نتيجة لبعض الأدوية وغيرها، وتتعدد أسباب هبوط الضغط، فهنالك ما يقاربُ الأربعين سبباً، وسيستعرض هذا المقال أهمّ تلك الأسباب.
- هبوط ضغط الدم الانتصابيّ، وهو هبوط الضّغط بشكل مفاجئ عند الوقوف بشكل سريع.
- فورة الحساسيّة القاتلة، وهو ردّ فعل عنيف يقوم به جهازُ المناعة ضدّ أحد مثيرات الحساسيّة، فيهبط الضغط بشكل مفاجئ وخطير.
- الجفاف، عدم شرب ما يكفي من السوائل لتعويض مقدار ما يفقده الجسم من السوائل، عن طريق التعرّق وغيره.
- صدمة نقص حجم الدم، وهي حالة مرضية مهدّدة لحياة المريض، والتي تنتجُ عن نقص أكثر من عشرين بالمئة من حجم الدم أو سوائل الجسم؛ نتيجة لتعرض للنزيف بشكل كبير، سواء نزيف داخليّ أو خارجيّ، أو الحروق الشديدة.
- أمراض الغدد الصّماء في الجسم، مثل أمراض كسل الغدة الدرقيّة، ومرض أديسون.
- الحمل؛ لأنّ الدورةَ الدموية تتوسع بسرعة خلال فترة الحمل، وهو شيءٌ طبيعيّ؛ حيث يعودُ الضغط لوضعه الطبيعيّ بعد الولادة.
- انخفاض السكّر في الدم (بالإنجليزية: hypoglycemia).
- أمراض عضلة القلب، مثل: عدم انتظام ضربات القلب، والذبحات الصدريّة، واحتشاء عضلة القلب، وغيرها.
- التعرّض للحرارة كضربة الشّمس، أو الاستحمام بماء ساخن جداً؛ لأنّ هذا يؤدي إلى تجمّع الدم بالأطراف وتحت الجلد بعيداً عن الأعضاء الحيويّة.
- نقص المعادن والأملاح في الجسم، مثل: نقص فيتامين ب12، وحمض الفوليك، والحديد يمكن أن يسبّب حالةً لا ينتج فيها الجسمُ لا ينتج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)، مما يتسبّب في انخفاض ضغط الدم.
- التهاب الدم الحادّ.
- الوراثة، حيث يكون ضغط الدم عند بعض العائلات منخفضاً بالوراثة.
- بعض الأدوية، مثل أدوية ارتفاع الضغط، وبعض أدوية مضادّات الكآبة، والأدوية المدرّة للبول.
- الخثرة الرئويّة.
- بعض الأمراض العصبيّة، مثل مرض باركينسون.
- غشي التبوّل، وهو هبوط الضغط مؤقتاً، وفقدان الوعي بسبب التبوّل، وعادة ما تحدث لكبار السن نتيجةً لإفراز بعض الهرمونات.
- التقيّؤ والإسهال الشديدين.
- النوبة الوعائية المبهميّة، وهي حالة ينخفض فيها الضغط، ويقلّ بها نبض القلب؛ بسبب التعرض لبعض المواقف التي تثير المشاعر لدى الشخص، مثل الحزن الشديد أو الأخبار الصادمة.
- هبوط الضغط بعد تناول الطعام نتيجة لاستهلاك الجهاز الهضمي لكميّة كبيرة من الدماء في عمليّة الهضم.
- التعرض لبعض أنواع السموم، مثل الأسيتون والكلور.
- بعض الأمراض البكتيريّة، مثل التيفوئيد والطاعون.
- بعض أنواع السرطانات، مثل سرطانات الغدة النخاميّة.
- يعرف بمتلازمة شاي-دريغر(بالإنجليزية: Shy-Drager): وهذا اضطرابٌ يسبّب ضرراً تدريجيّاً في النظام العصبيّ اللاإرادي الذي يسيطر على الوظائف اللاإراديّة، كضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، والتنفس، والهضم.
- فرط شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة.
أنواع انخفاض الدم
هناك الكثير من تقسيمات أنواع انخفاض ضغط الدم، ولم يتم تحديدها بشكل موحّد، ولكن أغلبهم يدعمون المبدأ نفسه في التصنيف، وهذا أحد التصنيفات الشاملة تقريباً، وهي:
- انخفاض ضغط الدم الحادّ والشديد، ويكونُ الانخفاض مفاجئاً، ويعتبر مهدّداً لحياة المريض.
- انخافض ضغط الدم الوضعيّ أو ضغط الدم الانتصابيّ: عادة ما يحصل عند الوقوف المفاجئ بعد الاسترخاء أو الجلوس، وينتشر بشكل كبير بين كبار السن ممّن تجاوز الـ 65 من عمره، وله عدة أسباب:
- الجفاف ونقص الغذاء.
- الإرهاق الشديد.
- فقدان الدم بصورة مفرطة أثناء الحيض.
- اضطرابات الجهاز العصبيّ المركزيّ.
- اضطرابات القلب والأوعية الدمويّة.
- انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام: يؤثّر على البالغين ومعظمهم من كبار السن، ويحدث ذلك نتيجة تدفّق كميّة كبيرة من الدم إلى الجهاز الهضميّ بعد تناول الطعام.
- انخفاض ضغط الدم البُنيَويّ: وهو انخفاض الضغط بشكل دائم ومزمن، دون معرفة السبب الرئيسيّ وراء هذا المرض.
أعراض انخفاض ضغط الدم
تتعدّد أعراض انخفاض الضغط، فمنها ما يكونُ معيقاً لنشاطاتِ الحياة اليوميّة، ومنها ما يكونُ مزعجاً فقط، وهي:
- الشعور بالدوار أو الإغماء.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- القيء والتعب.
- الشعور بالعطش أكثر من المعتاد.
- ضبابيّة الرؤية.
- برودة الجلد ورطوبتها.
- ضعف التركيز وقلّة الانتباه.
العلاج
يكونُ علاج انخفاض ضغط الدم بعدّة إجراءات من تغيّر نمط الحياة، وعلاج المسبّب الرئيسيّ للمرض، وهذه بعض النصائح والعلاجات لتجنّب الأضرار الناتجة من انخفاض الضغط، والسيطرة عليها:
- إضافة المزيد من الملح في النظام الغذائيّ الخاصّ بك بعد مراجعة واستشارة الطبيب.
- الحصول على السوائل عن طريق الوريد.
- تغيير أو التوقف عن تناول الأدوية التي تساعد في انخفاض ضغط الدم.
- شرب المزيد من المياه.
- تجنب شرب الكافيين.
- شرب كميّات مناسبة من العصائر المفيدة.
- ممارسة الأنشطة الرياضيّة.
- تغيّر وضعيّات الجسم بهدوء.
- تجنّب الشدّ وإرهاق الجسد فوق طاقته.
- بعض الأدوية، مثل فلودروكورتيزون، وميدودرين، ولا تؤحذ هذه الأدوية إلا باستشارة الطبيب.
- الجلوس ووضع الرأس بين الركبتين، يساعد ذلك على إرجاع ضغط الدم إلى وضعهِ الطبيعيّ.