يعدّ قلب الإنسان من أهمّ أعضاء الجسم؛ إذ إنّه هو الذي يقوم بتزويد الجسم بالغذاء الذي يلزمه، بالإضافة إلى الأكسجين وجميع المواد التي تحتاجها الخلايا عن طريق ضخ الدّم إلى الجسم والذي يكون محمّلاً بهذه المواد المختلفة، ويعمل القلب على ضخ الدّم باستمرار إلى جميع أجزاء الجسم منذ لحظة ولادة الإنسان وحتى وفاته من دون توقفٍ على الإطلاق وبالنسب التي يحتاجها الجسم في كلّ وقت من الأوقات؛ فيزداد ضخ القلب للدّم على سبيل المثال عند ممارسة التمارين الرياضيّة، أو عند تعرّض الإنسان للخطر، ويقلّ ضخ الدّم لأجزاء الجسم المختلفة إلى أقل درجاته عند النوم على سبيل المثال.
موقع قلب الإنسان
ويعتبر القلب أحد العضلات الموجودة في جسم الإنسان، ويعدّ حجمه مساوياً لقبضة اليد تقريباً، ويوجد القلب في الجزء العلوي من جسم الإنسان وتحديداً في صدر الإنسان، فيوجد في داخل القفص الصدري الّذي يقوم بحمايته أيضاً، بالإضافة إلى الأعضاء الأخرى الموجودة في داخل القفص الصدري، فيوجد أعلى المعدة مباشرةً؛ أي في منتصف الصّدر تقريباً، ولكنّه يكون في يسار الصدر قليلاً وليس في منتصفه بالضبط، وفي بعض الحالات التي يكون سببها مشاكل خلقيّة يوجد القلب مائلاً إلى اليمين قليلاً ويعدّ السبب في ذلك غير معروف، فيكون في بعض الحالات مائلاً إلى اليمين بنفس وضعيّته التي يكون عليها في اليسار، وفي بعض الحالات الأخرى يكون معكوساً في الجهة اليمنى أيضاً؛ أي كأنّه معكوسً من مكانه الذي يجب أن يكون فيه عن طريق المرآة.
إذن، يوجد القلب تقريباً في منتصف الصدر إن أردنا القول، فيقع ما بين الرّئتين بالتحديد، ويكون القلب مائلاً إلى جهة اليسار بدرجةٍ بسيطةٍ لأن الرئة اليسرى تكون في العادة أصغر من اليمنى، وذلك كي تتيح مجالاً للقلب كي يتواجد في مكانه، فيعمل القلب من ذلك الموقع كمضخّةٍ دائمةٍ للدّم، وفي الواقع يمكننا أن نقسم القلب إلى مضخّتين إن أردنا التعبير بهذه الطريقة، فيقوم الجزء الأيسر من القلب بضخ الدّم إلى الرئتين والذي يكون محمّلاً بثاني أكسيد الكربون، ويتمّ التخلّص من ثاني أكسيد الكربون في الرئتين، وتحميل الأكسجين إلى مختلف أنحاء الجسم، أمّا الجزء الأيسر من القلب فهو الذي يقوم بضخ الدّم إلى مختلف أجزاء الجسم وحتى إلى القلب نفسه؛_ فالقلب أيضاً بحاجةٍ إلى الدّم كي يعمل كسائر العضلات الأخرى في الجسم، ويضخّ القلب أيضاً الدم إلى الدماغ، والّذي يعتبر من أهمّ الأجزاء التي تحتاج إلى الدّم في الجسم.