جسم الإنسان هو الهبة الّتي وهبها الله عزّ وجل للإنسان، ونفخ فيه من روحه، فخلق جسمه في نظام بديع لا يمكن لعقل بشري أن يتخيّله، فجعل فيه العديد من الأجهزة التي تعمل ليل نهار بانتظام وتناغم ودون توقّف لبقاء هذا الجسد على قيد الحياة، ومن الأجهزة الموجودة في جسم الإنسان هو الجهاز الدوراني والذي يتمثّل بالقلب.
القلب
هو عبارة عن عضلة مجوّفة لا يتجاوز حجمها حجم كف اليد، توجد في منتصف القفص الصدري مع ميلانها إلى اليسار منه قليلاً، وخلف عظمة القص، ومهمّة هذه العضلة ضخ الدم من خلال انقباضها وانبساطها إلى جميع أنحاء الجسم عن طريق الأوعية الدموية، ونبض القلب مهم جداً لبقاء الأنسجة والخلايا الموجودة داخل جسم الإنسان على قيد الحياة، فكلّ نبضة من نبضات القلب تضخّ الدم المحمّل بالأكسجين الضروري لعمليّة والتنفس والمواد الغذائية اللازمة لتزوّد الخلايا بها، وبعد الانتهاء من ذلك يحمل الدم ثاني أكسيد الكربون والفضلات إلى القلب ليقوم بتصريفها والتخلّص منها، ويمتاز القلب بانتظامه؛ حيث إنّه لا ينبض بشكل عشوائي؛ بل على العكس إنّ نبضه يتمّ في نظام غاية في الدقة والتناغم.
وتوقيت نبضات القلب منظّم وثابت، ومن المستحيل أن يتغيّر إلّا بوجود اختلالات معيّنة تؤثّر على هذا النظام المتناغم، فقد تصبح نبضات القلب أبطأ أو أسرع من المعدل الطبيعي، لكن ما يهمنا في هذا المقال هو التسارع في نبضات القلب.
أعراض تسارع نبضات القلب
الشّخص الّذي يصيبه تسارع في نبضات القلب يعاني من الأعراض التالية:
- الشعور بآلام في الصدر.
- حدوث خفقان في القلب.
- الشعور بالدوخة.
- الإحساس بكتمة في النفس.
أسباب تسارع نبضات القلب
يرجع السبب في التسارع بنبضات القلب إلى:
- التعرّض إلى الضغوطات النفسيّة والتي تعمل بدورها على تنبيه الدماغ لتحفيز إفراز هرمون الأدرينالين بشكل أكبر من الغدّة الكظريّة، وذلك كردّ فعل على هذه الضغوطات، ممّا يؤدّي إلى رفع ضغط الدم، وبالتالي حدوث تسارع في نبضات القلب.
- نقص كميّة الحديد في الدم، ممّا يؤدّي إلى حدوث ضعف الدم، وبالتالي تقلّ كمية الأكسجين الواصلة إلى باقي الخلايا، لذلك يعمل القلب بمضاعفة عمله لتعويض النقص الحاصل في كميّة الأكسجين، مما يؤدّي إلى تسارع نبضاته.
- حدوث انخفاض في ضغط الدم، مما يضعف الدورة الدموية، وهذا يؤدّي إلى نقصان كمية الدم المحمّلة بالأكسجين الواصلة إلى باقي الخلايا، الأمر الذي ينبّه القلب لمضاعفة جهده، وبالتالي حدوث تسارع في نبضاته.
- وجود مشاكل في القلب نفسه، ومن أبرزها تضخّم القلب، والّذي يعتبر مسبّباً ونتيجة في آن واحد؛ فهذا التضخّم ناتج من العوامل التي ورد ذكرها في السابق، ويؤدّي تضخم القلب إلى تسارع نبضاته.
- الإفراط في بذل المجهود البدني يزيد من حاجة الجسم إلى الأكسجين، وبالتالي سيتسارع القلب ليعوّض النقص الحاصل في كميّة الأكسجين في الجسم.
- الإصابة بالسعال المزمن والحساسية.
- وجود مشاكل في الأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم.
- أحياناً قد يتسارع نبض القلب بشكل طبيعي نتيجةً للتعرّض لبعض المواقف العاطفيّة والمؤثرة.