أعراض الجلطة

الجلطة القلبية

تُعرف جلطة القلب]] بأنّها حدوث موت جُزئيّ في عضلة القلب نتيجة حدوث انسداد تامّ في بعض الشّرايين الموجودة في القلب والمسؤولة عن إيصال الدّم الغنيّ بالمواد الغذائيّة والأكسجين إليه، ممّا يؤّدي لحدوث موتٍ للجزء الذي يقوم الشّريان بتغذيته.

يبدأ حُدوث الجلطة القلبية عند تراكم الدّهون والكوليسترول في أحد شرايين القلب التاجيّة، حيث تتكوّن فيها اللُّويحات (بالإنجليزية: plaque) التي تُسبّب تَضيُّق الشّريان، وتُعرف هذه العملية باسم تصلُّب الشّرايين (بالإنجليزية: atherosclerosis)، عند حدوث انفجار في هذه اللُّويحات تتكوّن جلطة دمويّة حولها تُغلق الشّريان بشكل كُليّ، وتمنع تدفّق الدّم إلى عضلة القلب، فيتمّ حرمانها من المواد الغذائيّة والأُكسجين، ويُسمى ذلك بنقص التّروية (بالإنجليزية: ischemia)، ويُؤدّي نقص التّروية إلى حدوث موت في جزء من عضلة القلب الذي يُسمّى بالنّوبة القلبيّة أو احتشاء عضلة القلب.

الحالات المُعرضة للجلطة القلبية

تؤدّي بعض العوامل إلى الإصابة بمرض الشّريان التاجيّ، الذي يُسبّب الجلطة القلبية، ويُمكن السّيطرة على بعض هذه العوامل لمنع حدوث الجلطة القلبيّة بتجنّب بعض الأمور، منها:

  • التّدخين.
  • ارتفاع ضغط الدّم.
  • ارتفاع الكوليسترول في الدّم.
  • الزّيادة في الوزن والسُّمنة.
  • اتّباع نظام غذائيّ غير صحيّ (الإكثار من الأطعمة المليئة بالدّهون المُشبعة، والكوليسترول، والصّوديوم).
  • قلّة النّشاط البدنيّ.
  • ارتفاع السكّر في الّدم (مرض السكريّ).

ولكن قد تكون بعض العوامل الأُخرى التي لا يمكن السيطرة عليها أو تغييرها سبباً في حدوث الجلطة القلبيّة، مثل:

  • العُمر: يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب عند الرجال بعد سن 45، وعند النساء بعد سن 55 (بعد سن اليأس).
  • التّاريخ العائليّ للإصابة بأمراض القلب المُبكّرة: تزداد نسبة الإصابة بالجلطة عند تعرُّض الأب أو الأخ لأحد أمراض القلب قبل سن 55، أو إصابة الأم أو الأخت قبل سن 65.
  • تسمُّم الحمل: ويُصاحِب تسمُّم الحمل ارتفاعاً في ضغط الدّم، وظهور كميّات زائدة من البروتين في البول، وقد يزيد ذلك من احتماليّة الإصابة بأمراض القلب أو الجلطة القلبيّة.

أعراض الجلطة القلبية

تختلف أعراض الإصابة بالجلطة القلبيّة من شخص إلى آخر، وقد تختلف في الشّخص نفسه إذا تعرّض لأكثر من جلطة قلبيّة واحدة، قد تحدث الجلطة القلبيّة ببُطء يُصاحبها بعض الأعراض التي قد تكون خفيفة أو شديدة ومفاجئة؛ فمثلاً قد لا يُعاني بعض الأشخاص أو المُصابين بمرض السكريّ من أيّة أعراض للجلطة القلبيّة، وتُسمّى الجلطة عند غياب الأعراض بالنّوبة القلبيّة الصّامتة، وقد تكون بعض الأعراض أكثر شيوعاً عند النساء مثل: الشّعور بالتّعب والإرهاق، وضيق في التنفّس، والغثيان والقيء، وآلام في الظّهر والكتفين والفكّ.

من أعراض الجلطة القلبيّة الأكثر شيوعاً عند الرّجال والنّساء ما يأتي:

  • ألم في مركز أو يسار الصّدر، وقد يستمر لعدّة دقائق، ويُسبّب هذا الألم عدم الشّعور بالرّاحة، أو قد يكون ألماً شديداً، أو مُجرّد شعور بالامتلاء، أو الضّغط، أو قد يصِفُه المُصاب بالشّعور بانحسارٍ في وسط الصّدر.
  • ألم في الجزء العلويّ من الجسم، وقد ينتشر ليصل إلى الأسنان، والفك، والكتفين، والذّراعين، والظّهر، والرّقبة.
  • ألم المعدة، حيث يكون الألم على شكل حرقة في المعدة، أو الشّعور بالامتلاء، وعسر في الهضم.
  • ضيق التنفّس، قد يحدث عند الرّاحة، أو القيام بنشاط بدنيّ خفيف.
  • التعرّق، والجلد البارد والرّطب.
  • الشّعور بالتّعب والإرهاق دون سبب، خصوصاً عند النّساء.
  • الغثيان والقيء.
  • الدّوخة وانعدام التّفكير.
  • القلق والتّوتر.

علاج الجلطة القلبية

يُمكن للعلاج المُبكّر للجلطة القلبيّة أن يمنع الموت الجُزئيّ لعضلة القلب، والتّصرف بسرعة عند الإصابة بأوّل عَرَض قد يُنقذ حياة المريض، يتضمّن علاج الجلطة القلبيّة علاجاتٍ فوريّةً تبدأ في حال الاشتباه في حدوث الجلطة وقبل تأكيد الإصابة بالجلطة، وتشمل ما يأتي:

  • الأسبرين لمنع تخثُّر الدم.
  • النّيتروغليسارين للتّخفيف من عبء العمل على القلب، وتحسين تدفُّق الدّم عبر الشّرايين التاجيّة.
  • علاج آلام الصّدر.
  • الأُكسجين.

عند تأكيد حدوث الجلطة القلبيّة يبدأ الأطبّاء على الفور في مُحاولة إعادة تدفُّق الدّم عبر الشّرايين التاجيّة التي تمدّ القلب بالدّم، ويشمل ذلك نوعين من العلاج، وهما:

  • أدوية إذابة تخثُّر الدّم الحاصل في الشّرايين التاجيّة، ويجب إعطاؤه للمُصاب في السّاعات الأولى من الإصابة بأعراض الجلطة القلبيّة.
  • رأب الوعاء التاجيّ، وهي عملية غير جراحيّة يتم فيها توسيع التضيُّق أو فتح الانسداد الحاصل في الشّرايين التاجيّة، حيث يتم إدخال أُنبوب مرن ورفيع مُتصّل في نهايته ببالون أو بدعامة في أحد الأوعيّة الدمويّة في أعلى الفخذ حتى يتم إيصاله إلى الشّريان التاجيّ المسدود، فينتفخ البالون ويقوم بضغط اللُّويحات والجلطة الدمويّة على جدار الشّريان، وأثناء ذلك يقوم الطّبيب بوضع شبكةٍ داعمةٍ في الشّريان حتى تُساعد على إبقاء الأوعية الدمويّة مفتوحة، ومنع انسدادها خلال عدّة أشهر أو سنوات بعد العمليّة.
وقد يصف الطّبيب بعد ذلك مُثبّط الإنزيم المُحوّل للأنجيوتينسين لخفض ضغط الدّم، ومُضّادات تخثُّر الدّم، وحاصرات مُستقبلات بيتا للتّقليل من عبء العمل على القلب، والأدوية المُخفّضة لكوليسترول الدّم.

الجلطة الدماغية

تحدُث الجلطة الدماغيّة نتيجة وقف تدفُّق الدّم إلى منطقة مُعيّنة من الدّماغ، فتُحرَم الخلايا الدماغيّة في هذه المنطقة من الأُكسجين، الأمر الذي يُسبّب موتها أو توقُّفها بشكلٍ مُفاجِئ، ويُسّبب موت الخلايا الدماغيّة المسؤولة عن منطقةٍ ما من جسم الانسان بالتّأثير سلباً على عملها، فيتم فقدان قُدرات ووظائف الأعضاء التي تكون تلك المنطقة من الدّماغ مسؤولة عنها، وإنّ ما ينتج من توقُّف الدّماغ نتيجة عدم القدرة على القيام بوظائفه يُسبّب موت الخلايا العصبيّة الموجودة هناك، وبالتّالي العجز عن القيام بوظائف الدّماغ اللازمة. وتُتحدُّد الآثار النّاجمة عن السّكتة الدماغيّة بحجمها، والجُزء المُصاب بالجلطة إن كان مسؤولاً عن وظائفَ كبيرةٍ ومُهمّةٍ في الدّماغ أم لا، ومكان حدوثها، ونسبة ضرر الجُزء المُصاب من الدّماغ، فعلى سبيل المثال قد تؤدّي الجلطات الدماغيّة الصّغيرة إلى حدوث ضَعفٍ مُؤقّت في أحد الذّراعين أو السّاقين، بينما قد تُسبّب الجلطات الدماغيّة الكبيرة شللاً نصفيّاً دائماً، أو فقدان القدرة على الكلام.

أنواع الجلطة الدماغية

  • السّكتة الدماغيّة النزفيّة

(بالإنجليزية: Hemorrhagic stroke)، وهي النّوع الأقل شيوعاً، حيث إنّ 15% من السّكتات الدماغيّة هي نزفيّة، لكنّها مسؤولة عن نحو 40% من مجموع وفيات السّكتة الدماغيّة. يحدث هذا النّوع نتيجة انفجارٍ في تمدُّد الأوعية الدمويّة، أو تسرُّب الدّم من الأوعية الدمويّة الضّعيفة، يتسرّب الدّم داخل أو حول الدّماغ مُحدثاً انتفاخاً وضغطاً على خلايا الدّماغ، ممّا يؤدّي إلى موتها.

  • السّكتة الدماغيّة الإقفاريذة

(بالإنجليزية: Ischemic stroke)، يحدث هذا النّوع عند حصول انسدادٍ في أحد الأوعية الدمويّة التي تُغذّي الدّماغ نتيجة تكوُّن جلطة دمويّة فيه، ويمنع هذا الأمر وصول الدّم إلى الدّماغ، ويُعدّ ارتفاع ضغط الدّم من أهم العوامل المُسبّبة للسّكتة الدماغيّة الإقفاريّة، ويُعدّ هذا النّوع هو الأكثر شيوعاً، حيث يُشكّل 87% من مجموع السّكتات الدماغيّة. أما السّكتة الدماغيّة العابرة فهي انقطاعٌ مُؤقّت في تدفُّق الدّم إلى الدّماغ، ولا يُسبّب هذا النّوع ضرراً دائماً في الدّماغ.

أعراض الجلطة الدماغية

من أعراض الجلطة الدماغيّة ما يأتي:

  • فقدان القُدرة على النُطق أو التّثاقل في الكلام، وعدم المقدرة على الفهم والاستيعاب.
  • خدران أو شلل في جانب واحد من الجسم، وقد يُصيب الوجه أو أحد الذّراعين أو السّاقيين.
  • هبوط أحد الذّراعين عند محاولة رفعهما معاً فوق الرّأس.
  • ارتخاء في جانب واحد من الفم عند التبسّم.
  • فقدان القُدرة على المشي، والإحساس الدّائم بفقدان التّوازن.
  • فقدان أو ضعف البصر في إحدى أو كلتا العينين، فقد تُصبح الرّؤية سوداء أو غير واضحة.
  • فقدان الذّاكرة والنّسيان.
  • صداع فُجائيّ وحادّ، وقد يكون مُصحوب بالقيء أو الدّوخة.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغيّة

تزيد بعض العوامل من خطر الاصابة بالجلطة الدماغيّة، وقد ترتبط هذه العوامل بنمط الحياة، مثل:

  • التدخين.
  • زيادة الوزن أو السّمنة.
  • قِلة النّشاط البدنيّ.
  • نوعيّة الغذاء التي تُؤثّر جداً في خطر الإصابة بمرض الجلطة الدماغيّة.
  • شرب الكحول بكثرة.
  • تعاطي المُخدّرات، مثل: الكوكايين، والميثامفيتامينات.

أو قد ترتبط بالحالة الصحية للمريض:

  • ارتفاع ضغط الدّم.
  • ارتفاع الكوليسترول في الدّم.
  • مرض السكريّ.
  • انقطاع النَّفَس النوميّ (توقُّف التنفّس أثناء النّوم).
  • أمراض القلب، مثل مرض قصور القلب.
  • قد تكون مُرتبطة بالتّاريخ العائليّ للإصابة بجلطة قلبيّة أو دماغيّة، أو إذا كان عُمر المريض 55 عاماً أو أكثر.

علاج الجلطة الدماغية

يعتمد علاج الجلطة الدماغيّة على نوع الجلطة الحاصلة، فإذا كانت جلطة دماغيّة إقفاريّة يجب الإسراع في إعادة تدفُّق الدّم إلى الدّماغ، وذلك باستخدام أدوية لإذابة الجلطة الدمويّة خلال 3 ساعات من الإصابة بالجلطة، وذلك يُحسّن من فُرصة البقاء على قيد الحياة، ويُقلّل من مُضاعفات الجلطة الدماغيّة، وتشمل الأسبرين، والحُقَن الوريديّة لمُنشط بلاسمينوجين النسيجيّ.

قد يستخدم الأطباء إجراءات علاجيّة طارئة، مثل: إدخال أنبوب رفيع في أحد شرايين الفخذ لإيصال مُنشط بلاسمينوجين النسيجيّ إلى المنطقة المُصابة في الدّماغ، أو إزالة تجلُّط الدّم ميكانيكيّاً. أمّا علاج الجلطة الدماغيّة النزفيّة فيتضمّن السّيطرة على النّزيف، والتّخفيف من الضّغط الحاصل على الدّماغ.