يصدف أن يكون الإنسان خالي البال متفرغ، ليس وراءه أي عمل، ويجلس وحيداً، ولا يجد ما يشغل نفسه به، فيرخي أذنه لأصوات أعضائه الداخلية وبالتحديد يراقب خفقان القلب، ثم يشعر أن قلبه ينبض بسرعة، ويتساءل هل هذه الدقات المتسارعة طبيعية لما يخفق بهذه السرعة، ثم يقتل تساءله، وحين يعاود أعمال روتينه اليومي، قد يقف للحظة أو لحظتين مستمعاً إلى صوت دقاته المتسارعة، ثم يراوده القلق والخوف، فيتوجه سريعاً إلى عيادة القلب ويسارع في إجراء الفحوصات، ثم حين تكون نتائج فحوصاته سليمة، ينصحه الطبيب بالذهاب إلى عيادة نفسية، هنا يتساءل هل أصبت بالجنون حين أستمتع لخفقان قلبي؟!.
بينما آخر لم يستطع التنفس وشعر بضيق حاد ولم يعرف ما الأمر سوى شعوره بدقات قلبه تدق باضطراب شديد، فما السبب؟.
ويعرف خفقان القلب بأنه الازدياد المتسارع في النبضات وقد يكون طبيعي ومؤقت أو غير طبيعي ناتج عن أحد الأمراض الأخرى، ويمكن معالجته بيسر وسهولة ولا خطر مقلق حوله.
وحالة الخفقان حالة متكررة عند أغلب الناس يشعرون معها بضيق في التنفس أو قد يغمى عليهم أو التعرق وأحياناً يكون هناك ألم في الصدر، وقد تصل عدد نبضات القلب في الدقيقة إلى مئة، أو ستون وربما تكون طبيعية ولكن تصاحبها انقباضات تسبب ألم بالصدر، وقد تستمر لوقت طويل أو قصير وعند التكرار الذي يتجاوز أكثر من عشرة مرات يجب مراجعة الطبيب فوراً.
وقد يكون الخفقان ناتج عن أمراض وأسباب لا علاقة لها بالقلب مثل المرأة الحامل التي تزيد خفقات قلبها مع الحمل، أو التهابات الدم الحادة، والأنيميا، وأورام الغدة الكظرية، ونقص الحديد، والحمى، وارتفاع الأدرينالين الناتج عن الجهود العضلية أو الانفعالات العاطفية مثل الحزن والاكتئاب والغضب والعصبية، أو اختلال الأملاح في الدم، ونقص السكر.
كما أن المدخنين، والذين يدمنون على شرب الكافيين و الشاي و القهوة بصورة كبيرة تزداد لديهم احتمالية الإصابة بخفقان القلب المفاجئ، كما يشكل القلق والاضطراب النفسي أكثر حالات خفقان القلب شيوعاً.
وهناك أسباب قد تكون مرتبطة بالقلب مثل فشل القلب المترالي، والتوصيلات الكهربائية الزائدة، أو أمراض عضلة القلب، وقد تكون هناك عيوباً قلبية وراثية تسبب الخفقان المتسارع.
وعادة يطلب الطبيب المختص إجراءات الفحوصات الروتينية لتخطيط القلب ثم معرفة السبب الأساسي للخفقان، وغالباً ما يتم القضاء على خفقان القلب بمعالجة المرض المسبب، بينما يجب على الذي يعاني الخفقان أن يرتاح ولا يجهد نفسه في الأعمال التي تحتاج بذل جهد عضلي كبير، وأن ينتظم بتناول الغذاء المتوازن للحصول على كمية متوازنة من الحديد، لأن غالباً ما يسبب نقص الحديد الخفقان، وفي الحالات الغالبة يتوهم الشخص ازدياد دقات قلبه مع أن النبض الطبيعي لعدد ضربات القلب يتراوح ما بين ستين خفقة في الدقيقة إلى مئة خفقة.