مقدّمة
إنّ الإنسان مخلوقٌ ضعيف، وهو معرّض دائماً للإصابة بشتّى أنواع الأمراض، ولعلّ من أكثر الأمراض شيوعاً حول العالم، ارتفاع ضغط الدم، وسنتحدّث في هذا المقال عن هذا المرض الذي يعتبر من أكثر الأمراض فتكاً بالبشريّة، فما هو هذا المرض؟ وما هي أسبابه؟ ومن أكثر النّاس عرضةً للإصابة به؟ وما هي أعراضه؟ وهل من علاجٍ له؟ هذا ما سنتحدّث عنه إن شاء الله.
ما هو ضغط الدم
بدايةً وقبل أن نتحدّث عن ارتفاع ضغط الدّم علينا أن نعلم ما هو ضغط الدم، فضغط الدم عبارة عن قوّة ضخ الدم من القلب عبر الأوعية الدمويّة، ويتكوّن من:
- الضغط الانقباضي، وهو قياس قوّة ضخ القلب للدم، وتكون في الحالات الطبيعية للإنسان البالغ سنّ العشرين أقل من 120، أمّا في بداية أو قبل الإصابة بارتفاع ضغط الدم، فيكون أقل من 140.
- الضغط الانبساطي، وهو قياس قوّة انبساط عضلات القلب، ويكون في الحالات الطبيعيّة للإنسان الذي بلغ العشرين من عمره أقل من 80، أمّا قبل الإصابة بارتفاع ضغط الدّم، فيكون ما بين (80 إلى 89).
ما هو ضغط الدم المرتفع
ارتفاع ضغط الدم هو من أكثر الأمراض شيوعاً حول العالم، وهو مرضٌ من أمراض القلب، وهو ارتفاع في قياس الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي للقلب، وله نوعين، النوع الأول: ارتفاع ضغط الدم الأوّلي، وهو الأكثر انتشاراً بين الناس، ويبدأ بالتطوّر تدريجيّاً، وليس له سببٌ واضح، أمّا النوع الثاني: ارتفاع ضغط الدم الثانوي، وهو أقل انتشاراً من السابق، ويظهر فجأةً نتيجة لمرض آخر كأمراض الكلى، أو مرض السكّري.. وغيرها من الأمراض.
ما هي أسباب ارتفاع ضغط الدم
مرض ارتفاع ضغط الدم ليس له سبب محدّد، ولكن يوجد بعض العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض ومن هذه العوامل:
- التقدّم في السنّ، وهي أكثر العوامل شيوعاً بين النّاس، حيث إنّه كلما تقدّم الإنسان في السن، زادت فرصة الإصابة بارتفاع ضغط الدّم.
- العامل الوراثي، وهو أيضاً من العوامل الأكثر شيوعاً، فمن كان في عائلته مصابين بارتفاع ضغط الدم، كان أكثر عرضة من غيره للإصابة بالمرض.
- الأمراض الأخرى المزمنة، فالمصابين بالأمراض المزمنة مثل: مرضى السكّري، والمصابين بأمراض الكلى، وغيرها من الأمراض هم معرّضين بشكل كبير للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدّم.
- التدخين، فالمدخنّين هم معرّضين بنسبة كبيرة للإصابة بارتفاع ضغط الدّم، وتصلّب الشرايين.
- شرب الكحول، وذلك المنكر الذي حرّمه الله تعالى يسبب ارتفاع ضغط الدم، فسبحان من حرّم على الإنسان ما فيه ضرره.
- الإفراط في تناول الدهون، والسكّريّات، واللحوم، فكلّ ذلك ممّا يسبب السُمنة والبدانة وبالتالي ارتفاع في ضغط الدم.
- الإرهاق والإجهاد، فمن الممكن أن يتسبب الإرهاق بارتفاع ضغط الدم.
- التوتر النفسي والضغط النفسي، فالعصبيّة والتوتّر والحالات النفسية السيّئة، من الممكن أن تتسبّب في ارتفاع ضغط الدم.
- عدم ممارسة الرياضة، تؤثّر سلباً على ضغط الدم، وتزيد من احتمال ارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى السُمنة.
من هم أكثر النّاس عرضةً للإصابة بارتفاع ضغط الدم
هناك أناسٌ أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بارتفاع ضغط الدم، فمثلاً الرجال ما فوق الثلاثين، هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من الرجال دون الثلاثين من العمر، وهم أكثر عرضةً أيضاً من النساء ما دون الأربعين من العمر، أو النساء اللّاتي لم ينقطع عنهنّ الطمث، أمّا النساء اللواتي انقطع عنهنّ الطمث، فهنّ أكثر عرضةً للإصابة بارتفاع ضغط الدّم من الرجال بشكل عام، أي ما دون الثلاثين وما فوق الثلاثين، وبتصنيف آخر، نجد أنّ من سُجّل في تاريخ عائلاتهم الصحيّ من هم أُصيبوا بهذا المرض، هم أكثر عرضةً من غيرهم لارتفاع ضغط الدم، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض، والأشخاص الذين يعانون من السمنة، هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
ما هي أعراض ارتفاع ضغط الدم
في الغالب فارتفاع ضغط الدّم يكون بلا أعراض واضحة، وهنا يكمن الخطر على حياة الإنسان، ولهذا سمّي هذا المرض بالقاتل الصامت، ولكن قد تظهر بعض الأعراض عند بعض النّاس، وتتمثّل هذه الأعراض والعلامات فيما يلي:
- الصداع المستمر، ويكون هذا الصداع بشكل مستمر وشديد، ولكن لا يعني أن كلّ من أُصيب بالصداع يكون مصاب بارتفاع ضغط الدم.
- الدوار، والدوار أو ما يسمّى (بالدوخة) هو أحد العلامات التي يمكن أن تشير إلى ارتفاع ضغط الدم.
- اضطراب في الرؤية، وذلك أيضاً من الممكن أن تكون علامة على ارتفاع في ضغط الدّم.
- الخمول والكسل، قد يكون الخمول المفاجئ دليلاً على ارتفاع ضغط الدم.
- ضيق في التنفس، أيضاً من الأمور التي لربّما تكون علامة على ارتفاع ضغط الدم.
- تورّم القدمين، تعتبر من أكثر العلامات صدقاً في الدلالة على ارتفاع في ضغط الدم.
- سرعة خفقان القلب، أيضاً من العلامات التي يمكن أن تدل على ارتفاع ضغط الدم.
- التهابات في المجاري البوليّة.
- نزيف الأنف، وهو من الأعراض الشائعة التي تدل على ارتفاع ضغط الدم.
ولكنّ تلك الأعراض والعلامات ليس شرطاً أن تكون دليلاً على ارتفاع ضغط الدّم، ولابدّ لمن شكّ بارتفاع ضغط الدم أن يقيس ضغط الدم باستخدام جهاز قياس ضغط الدم.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
إنّ ارتفاع ضغط الدم، من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، وليس مبالغةً عندما سُمّي بالقاتل الصامت، فمضاعفات هذا المرض خطيرة كافية لأن تودي بحياة الشخص، وأهمّ المضاعفات التي قد يسببها ارتفاع ضغط الدم:
- مشاكل في القلب، فارتفاع ضغط الدم، يعمل على تضخّم عضلة القلب، وبالتالي اجهادها، مما يؤثر سلباً على القلب، وقد تكون النتيجة هبوط حاد في القلب، أو حتى توقف القلب.
- مشاكل في الكلى، فارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبّب تصلّب في الشرايين التي تغذّي الكليتين، مما يؤدّي إلى أضرار كبيرة في وظائف الكليتين.
- تصلب الشرايين، مما يؤدّي إلى ضعف القدرة على نقل الأكسجين إلى العضلات.
- السكتة الدماغية، وتحدث نتيجة تصلب الشرايين المغذّية للدماغ.
- الجلطات الدماغيّة، والغيبوبة.
كل تلك المضاعفات التي قد يسبّبها ارتفاع ضغط الدّم هي مضاعفات خطيرة، قد تودي بحياة المريض.
كيف يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم
- يجب على كل شخص أن يقوم بقياس ضغط الدم بشكل دوري ومنتظم، وذلك لكي يتسنّى له إن أُصيب بارتفاع ضغط الدّم أن يكتشفه في مرحلة مبكّرة، قبل أن تحدث أي مضاعفات.
- على المصابين بارتفاع ضغط الدّم أن يتّبعوا نظاماً غذائيّاً يتناسب مع حالتهم الصحيّة، فيجب أن يكثروا من الخضار والفواكه، وأن يقلّلوا من البروتينات والسكريّات والدهون.
- ممارسة الرياضة بانتظام، فللرياضة أثرٌ كبير على تنظيم ضغط الدم.
- عدم تناول الكحوليات، والتوقف الفوري عن التدخين، فالكحوليات والتدخين، من الأمور التي لا تحمد عقباها بالنسبة لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
- يجب على من يعاني من ارتفاع ضغط الدم، أن يذهب إلى الطبيب، ويتناول العلاج الذي أعطاه الطبيب إيّاه بانتظام.
ها قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، وقد تحدّثنا عن هذا القاتل الصامت، وعن أسبابه، وأعراضه, ومضاعفاته, وعلاجه، نأمل أن تكونوا قد استفدتم، أسأل الله العليّ العظيم، أن يُذهب البأس والأمراض، وأن يشفي عباده المسلمين، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّ اللهم على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وبارك وسلّم.