يعاني الكثير من سكان العالم من مرض ارتفاع ضغط الدّم، وازدادت معدلات الإصابة بهذا المرض نتيجة للتحوّل الكبير الحاصل في طبيعة الحياة، حيث ازدياد اعتماد البشر على التكنولوجيا في قضاء حاجياتهم المختلفة، وبالتالي قلّت حركتهم وممارستهم للتمارين الرياضية، وترافق هذا الأمر مع ازدياد نسبة انتشار المأكولات السريعة والأطعمة الضّارة، كل هذه العوامل ساعدت على تفشّي هذا المرض. أيضاً وإلى جانب ما سبق، فمرض ضغط الدّم يأتي مترافقاً مع العديد من الأمراض والعلل الأخرى المتعدّدة ولعل أبرز هذه العلل والأمراض تلك الأمراض التي تصيب الكلى، بالإضافة إلى فرط أنشطة جارات الدرقيّة وإصابة الجسم بالأمراض الكلوية المختلفة، وهناك أسباب أخرى تسبّب ارتفاع ضغط الدّم عند الإنسان منها السكري، والتدخين، والتاريخ العائلي، وتناول الكحول والعديد من الأسباب الأخرى.
بحسب المختصين، فإنّ تشخيص المرض يعتمد على قياس الضغط الدموي باستعمال الجهاز المعد خصيصاً لهذا الأمر، ويجب أن يكون القياس متواصلاً، لمدّة تقدّر بـ 24 ساعة، وهذا القياس يكون من قِبل الطبيب المختص، وبعد أن يرصد ارتفاع قيمة ضغط الدّم، فإنّه يقوم بطلب عدد من التحليلات المختلفة منها تحليل البول، والدّم، والنشاط الكهربائي للقلب، أيضاً فالطبيب قد يوصي بإجراء عدد من التحليلات الأخرى المختلفة مثل تحليل الكوليسترول، والطبيب يهدف من هذه الإجراءات كلّها إلى التأكد من حالة القلب ووجود المرض أو وجود أمراض متعددة عند هذا الشخص المصاب.
ضغط الدّم أعراضه لا تميّزه ولهذا فهو يسمّى بالقاتل الصامت، فهذه الأعراض التي تظهر لا تدل بشكل مباشر على وجود ارتفاع ضغط الدّم، ومن أبرز هذه الأعراض الصداع، والطنين في الأذن، بالإضافة إلى الاحمرار في الوجه وحدوث حالة الإغماء، وهذه الأعراض تحدث بأشكال متقاربة إلى أبعد حد ممكن، لهذا فإنه ينبغي أن لا يتم التعويل عليها في الكشف عن وجود هذه العلّة. وقد تحدث العديد من المضاعفات الخطيرة لهذا المرض من أبرزها حدوث حالة من تصلّب الشرايين، إلى جانب النزيف الدماغي، والفشل الكلوي، والذبحة الصدرية، والنزيف الدماغي، واحتشاء القلب والعديد من الأعراض الأخرى.
وللتعايش مع ارتفاع ضغط الدّم فإنه يتوجّب أن يكون هناك تحكّم تام وسيطرة مطلقة على أنماط الحياة، ومن أهم الأمور التي ينبغي التنبّه لها هي الامتناع عن التدخين بالإضافة إلى الامتناع عن تناول الكحول، وخفض كتلة الجسم إن كان هناك أية زيادة فيها، كما وينبغي أن يتم مراقبة ارتفاع ضغط الدّم بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هناك تنبّه وانتباه لموضوع ممارسة التمارين الرياضيّة.