تعد أمراض القلب صاحبة أعلى نسبة إصابة بين السكان حول العالم، وتتنوّع أشكال إصابة أمراض القلب بتنوع الحالات المرضية، والإصابة بتضخم القلب هو أحد تلك الحالات المرضية التي تصيب نسبة كبيرة من الأشخاص في العالم كحالة مرضية مستقلة بذاتها أو كنتيجة لأمراض أخرى تصيب القلب أو الجسم بشكل عام. يعمل القلب طوال فترة حياة الإنسان بلا توقّف على ضخ الدم المحمل بالغذاء والأكسجين إلى بقية أنحاء الجسم لتغذية الخلايا ومساعدتها على القيام بوظائفها الطبيعية والحيوية، وأي إصابة تحدث للقب تؤثر على النشاط البدني والذهني لدى الإنسان، وقد تحدث العديد من المضاعفات في الجسم تؤدّي إلى الوفاة بسبب إصابة صمامات القلب أو عضلة القلب ذاتها.
وتضخّم القلب هو حالة تزداد فيها سماكة جدران عضلة القلب وتتوسع حجراته بشكل أكبر من الطبيعي، ونتيجة لذلك يعمل القلب على ضخ الدماء بشكل أكبر نتيجة ذلك التوسع في الحجرات، وبعد مرور فترة من الوقت تصاب عضلة القلب بالضعف نتيجة ذلك الحمل الزائد في ضخ الدم إلى باقي أنحاء الجسم.
أما عن أسباب تضخم القلب فهي متعددة ولكن أغلبها مرتبط بحالات مرضية أخرى، فهناك حالات ارتفاع ضغط الدم التي تؤدّي إلى ضخ القلب لكمية دماء أكبر أثناء النبض، كذلك ارتفاع الضغط الرئوي وحاجة الرئة إلى القيام بدورها بشكل طبيعي يؤدي إلى إجهاد القلب في تنظيم الدورة الدموية والعمل على ضخ كميات كبيرة من الدماء في فترة قصيرة، وبالتالي توسعة الحجرات الداخلية للقلب، وأمراض فقر الدم تعتبر أحد أهم الأسباب التي تؤدّي إلى تضخم القلب نظراً لعدم وجود الكميات اللازمة من الغذاء في الدم وبالتالي حاجة أجهزة الجسم المختلفة إلى المزيد من الدماء في وقت قصير من أجل العمل بشكل طبيعي.
هذا وتوجد بعض الأسباب المستقلة عن أمراض الدم، منها الإضطرابات الوراثية التي تظهر علاماتها على الإنسان في أي مرحلة من مراحل حياته، وهناك العدوى الفيروسية التي تصيب القلب تؤثر عليه مباشرة وتؤدي إلى حالة تضخم القلب.
إنّ حالات تضخم القلب تؤدّي إلى تقليل عدد النبضات التي يقوم بها القلب عن المعدل الطبيعي، لذا فإنّ مرض تضخم القلب بصيبه بالوهن أكثر فأكثر مع مرور الوقت إن لم يهتم المريض بالعناية اللازمة للقلب وطريقة حياته مما قد يؤدّي إلى الفشل القلبي أو الإصابة بأزمات قلبية وجلطات في مناطق متعددة من الجسم منها جلطات المخ التي تحدث بسبب الارتفاع الشديد في ضغط الدم الناتج عن المرض.