مقدمة
نتعرض في حياتنا اليومية إلى الكثير من الحوادث البسيطة، والتي تؤدي إلى ترك آثار صغيرة على الجسم، تسمى هذه الآثار باسم الكدمات أو الأورام، ومن الممكن تواجدها في أي منطقة من مناطق الجسم، ويكثر وجود الكدمات على الأطفال الصغار، بسبب شقاوتهم في اللعب والحركة بصورة سريعة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الكدمات.
تعريف الكدمة
يعرف الأطباء الكدمة على أنها إصابة في الجسم، تحدث نتيجة اصطدام منطقة من الجسم في أمر ما، وبالتالي يؤدي هذا الأمر إلى حدوث ما يعرف باسم الكدمة أو الورم، وغالباً ما يكون في منطقة مثل العضلة أو العظمة.
وتمتاز الكدمة على أنها لا تحتوي على أية جروح، كما أن الجلد لا ينزف من المنطقة التي بها الكدمة، ومن الممكن أن تصيب الكدمة الرأس، ويكون النتيجة حدوث آلام في الرأس مع نزف بسيط في الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى تجمع الدم في منطقة معينة والضغط على تلك المنطقة، وبالتالي تأخذ المنطقة اللون الأزرق أو البنفسجي تحت سطح الجلد.
تكمن الحاجة إلى معالجة الكدمة بسرعة، لأن الجلد يأخذ اللون الجديد للكدمة، وبالتالي فإن الأمر يكون بحاجة إلى تدخل سريع من أجل تفادي اكتساب الجلد اللون الأزرق، كما أن إهمال الكدمة قد يؤدي إلى مضاعفات أخرى.
أسباب حدوث الكدمة
تكون الكدمة نتيجة طبيعية للحادث الذي يتعرض له الإنسان نتيجة الارتطام بشيء صلب، فيكون النتيجة حدوث تمزق في الأوعية الدموية في تلك المنطقة، ونتيجة لذلك يتجمع الدم تحت الجلد في تلك المنطقة بالتحديد، الأمر الذي يسبب اكتساب الجلد اللون الأزرق أو البنفسجي أو الأحمر، ولكن بعد مضي فترة من الوقت يعود الجلد إلى لونه الطبيعي وحالته الطبيعية.
ويمكن تلخيص أسباب الكدمات في حدوث حادث بسيط نتيجة الوقوع أو التعرض للضرب المبرح، أو حدوث التواء في مفصل من المفاصل، كما أن أكثر الأشخاص عرضة لحدوث الكدمات هم كبار السن، والأطفال، حيث أن طبقة الجلد لديهم تكون رقيقة، كما أن الأوعية الدموية أيضاً تكون رقيقة، كما أن أكثر المناطق تعرضاً لإمكانية حدوث الكدمات فيها هي الذراعين والساقين، لأنها الأطراف الأكثر استخداماً.
طريقة علاج الكدمات
- من الممكن تحديد أن علاج الكدمات يتم من خلال محاولة خفض سريان الدم تجاه المنطقة المصابة بالكدمة، ومن الممكن السيطرة على هذا الأمر من خلال عملية التبريد أو الضغط بشكل خفيف على المنطقة المحيطة بالكدمة، أو من خلال وضع رباط ضاغط على المنطقة المحيطة بالكدمة.
- وتكون الخطوة التالية هي رفع المنطقة المصابة للأعلى وإسنادها على وسادة أو أي قطعة قماش من أجل إراحة العضو، ومحاولة أن يكون الرفع لأعلى من أجل تخفيف تدفق الدم إلى المنطقة المصابة.
- كما يمكن أيضاً اتباع طريقة التبريد، وهي أن يتم وضع كميات من الماء البارد أو قطع الثلج على المنطقة المصابة أو المناطق المحيطة بها، ويجب أن تكون الفترة التي يتم وضع الماء البارد فيها على المنطقة المصابة طويلة لا تقل عن 30 دقيقة من أجل التخفيف من حدة التورم الناتج عن الإصابة، وبعد أن تتم مرحلة التبريد نقوم بوضع كمية قليلة من الماء الدافئ على المنطقة المصابة.
- محاولة نقل المصاب إلى أقرب منطقة طبية من أجل تلقي العلاج اللازم من أجل الحد من المضاعفات التي قد تزيد من سوء الأوضاع النفسية أو الطبية للمريض.
- يجب إعطاء المنطقة المصابة مدة كافية من الراحة، وعدم تحريكها من أجل تجنب حدوث مضاعفات في العضو المصاب، والتي قد تتطور إلى الكسر، كما يمكن عمل علاج طبيعي للمنطقة المصابة ولكن على أن يكون خفيفاً حتى يتم تجنب إلحاق الضرر في المنطقة المصابة.
- كما يمكن الحصول على بعض المراهم التي تعالج الكدمات، والتي يكن الحصول عليها من الصيدلية أو من خلال وضع حبة بطاطا على المنطقة المصابة من أجل امتصاص اللون المتكون في المنطقة المصابة، كما أن البطاطا لها القدرة على امتصاص الورم المتكون في المنطقة.
طريقة علاج الكدمات بالطب البديل
- صبغة الألفية، وهي صبغة يتم الحصول عليها من العطار، وتكون طرقة استخدامها من خلال رش بعض منها على المنطقة التي تحتوي على الكدمة وذلك على أكثر من مرة يومياً، وبعد فترة من الزمن يتحول لون الجلد من الأزرق إلى اللون الطبيعي.
- عصير البصل مع زيت الكافور، يتم عصر البصل ومن ثم الحصول على القليل من زيت الكافور، ويتم مزجهم مع بعضهم ومن ثم وضعها على المنطقة المصابة بشكل يومي مرتين صباحاً ومساءً.
- مغلي الحبة السوداء، وذلك من خلال وضع القليل من الحبة السوداء في كمية من الماء ووضعها على النار إلى أن تصل إلى مرحلة الغليان، ومن ثم تحميم المنطقة المصابة لفترة لا تقل عن 15_20 دقيقة بشكل يومي، مع محاولة عمل تدليك للمنطقة المصابة بالكدمة، ومن ثم يتم وضع القليل من زيت الحبة السوداء على المنطقة المصابة ولفها برباط ضاغط قبل النوم.
أنواع الكدمات
يمكن تقسيم الكدمات إلى ثلاث أنواع أساسية، وهي كالتالي:
- كدمات تحت الجلد: وتكون على شكل تجمع الدم في منطقة تحت الجلد، وهذا النوع من أنواع الكدمات الأكثر شيوعاً بين الناس، كما أنه الأقل ضرراً، ولا تحتاج إلى كمية كبيرة من العناية، حيث أن اللون الناتج يزول مع مرور بضع أيام.
- كدمات داخل العضلة: وهذه الكدمات تأخذ المرحلة المتوسطة، حيث أنها ليست خطيرة وليست آمنة بما يكفي، حيث أنها تسبب حدوث حالة من الاحتقان في الأنسجة العضلية الموجودة تحت الجلد.
- كدمات في العظام: وهذا النوع من أنواع الكدمات الأكثر صعوبة، والأكثر خطراً بين أنواع الكدمات، حيث أنها تكون في منطقة المفاصل وبالتالي قد تسبب حالة من عدم القدرة على التحرك لفترة من الوقت.
أعراض الكدمات
الإحساس لآلام في منطقة الكدمة، والمنطقة المحيطة بها، وتكون الآلام متمثلة في عدم القدرة على ملامسة المنطقة المصابة بالكدمة بأي شيء.
حدوث حالة من البقع الجلدية الملونة والتي تأخذ الألوان الأزرق أو البنفسجي أو الأحمر، وفي بعض الأحيان لا يشعر الإنسان بأنه تعرض لحدوث كدمة إلا في حالة تم رؤية الكدمة على سطح الجلد.
حدوث حالة من الورم في المنطقة المصابة، ولا يكون ظهور الورم بشكل فوري، حيث أن الورم يظهر بعد مضي فترة من الزمن.
ارتفاع في حرارة المنطقة المصابة، كما يمكن الإحساس بسخونة المنطقة فور ملامستها باليد.
كما أنها هناك أعراض أخرى قد تصاحب حدوث الكدمة، مثل الإحساس برغبة في القيء، أو الشعور بحالة من الصداع والآلام، كما أنه من الممكن الإحساس برعشة خفيفة في الجسم.
تحذيرات يجب مراعاتها عند الإصابة بالكدمة
- تجنب تسخين الماء ووضعه على المنطقة المصابة لأن الماء الساخن يساعد على زيادة نشاط الدم في تلك المنطقة، الأمر الذي يسبب حدوث حالة من النزيف، أو زيادة التورم في الجزء المصاب.
- تجنب تدليك المنطقة المصابة بالزيت، لأن الزيت والتدليك يعملان على تفتيح الأوعية الدموية، وبالتالي زيادة إمكانية تورم المنطقة.
ملاحظات هامة
كانت نتيجة مجموعة من الدراسات أن أحد الأحساب التي تؤدي إلى الإصابة بالكدمات هي الإصابة المباشرة للوعاء الدموي، وهذه الأوعية موجودة في داخل النسيج، وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى أن يخرج كمية بسيطة من الدم إلى سطح الجلد من أجل حصول النسيج على الراحة، الأمر الذي يسبب حدوث تجمع الدم في منطقة ما تحت الجلد.
كما أنّ الإحساس بألم الكدمة يختلف من شخص لآخر، كما أنه يختلف على حسب اختلاف حدة الكدمة، وقد يأتي الشعور بالألم متأخراً، كما أنه قد يكون بسيطاً، وقد يكون كبيراً على حسب مدى خطورة الإصابة.