الغثيان
الغثيان (بالإنجليزيّة: Nausea) هو شعور مُزعج في منطقة المعدة وأعلى البطن مع الرّغبة في التقيّؤ. الغثيان ليس مرضاً بحدّ ذاته، بل عَرَض لكثير من الأمراض والأسباب، بعضها عرضيّ وبسيط، وبعضها قد يكون خطيراً. فسيولوجيّاً يشعر الشّخص بالغثيان عندما تُحفِّز النّهايات العصبيّة في المعدة أو مناطق أُخرى في الجسم، والتي بدورها تنقل رسالةً إلى المركز الذي يتحكّم في التقيّؤ في الدّماغ، وعندما يُصبح تحفيز هذه النّهايات العصبيّة أكبر يحدث التقيّؤ.
ليست فقط النّهايات العصبيّة الموجودة في المعدة من تُحفّز المركز المسؤول عن التقيّؤ في الدّماغ، بل نهايات عصبيّةٍ أُخرى في الجسم، مثلاً عند شعور المرء بالألم القويّ في أيّ مكان في الجسم يُحفّز مركز التقيّؤ في الدّماغ، وسبب ذلك أنّ آلية الغثيان/ التقيؤ هي جزء من الجهاز العصبيّ اللاإراديّ غير الطوعيّ (بالإنجليزيّة: Involuntary Autonomic Nervous System)، كما أنّ العواطف القويّة يُمكنها أن تُحفّز الشّعور بالغثيان، حيث إنّه ليست كل أسباب الغثيان جسديّةً، إذ يُمكن أن تُسبّب الاضطرابات النفسيّة الشّعور بالغثيان أيضاً.
أعراض الغثيان
لا شكّ أنّ كل شخص مرّ في حياته بالرّغبة في التقيّؤ أو الشّعور بالغثيان، فهو لا شكّ عَرَض مُتكرّر ومُنتشر. يُمكن أن يستمر الشّعور بالغثيان لوقت قليل، ويمكن أن يطول. يُمكن أن يكون سبب الشّعور بالغثيان من الدّماغ، أو بسبب خلل ما في جزء من القناة الهضميّة؛ فقد يكون السّبب من المريء، أو المعدة، أو الأمعاء، أو الكبد، أو البنكرياس، أو المرارة. ويمكن أيضاً أن يكون السّبب الذي يُؤدّي إلى الشّعور بالغثيان ناجم عن خللٍ خارج القناة الهضميّة، لذلك قد يكون تشخيص الشّعور بالغثيان المُستمرّ لمدّة طويلة غير سهل. ربما ليس يسيراً على الشّخص وصف الغثيان، كما أنّ الأعراض التي قد تُصاحبه غير مؤلمة عادةً، لكنّها في نفس الوقت مُزعجة. بشكل أساسيّ العرض الرّئيس للغثيان هو شعور مُزعج في منقطة أعلى البطن والمعدة والحلق، قد يكون هذا هو العرض الوحيد وقد تُصاحبه الأعراض الآتية:
أسباب الغثيان
هناك أسباب كثيرة تُحفّز الشّعور بالغثيان، ولتشخيص ومعرفة السّبب الذي يُؤدّي إلى الشّعور بالغثيان هناك العديد من الأمور التي يجب أخذها بالحسبان، منها معرفة الوقت الذي يشعر المريض فيه بالتقيؤ، والوقت الذي يُلازم المريض هذا الشّعور، والأعراض المُصاحبة، وأمور كثيرة أخرى. من الأسباب التي تُؤدّي إلى الشّعور بالغثيان ما يأتي:
- تناول أدوية من أعراضها الجانبيّة شعور المرء بالغثيان، من هذه الأدوية العلاج الكيميائيّ، وأدوية التّخدير، والعلاج بنظائر اليود المُشعّ (المُستخدَمة في علاج سرطانات وزيادة إفراز الغدّة الدرقيّة)، وبعض المُضادّات الحيويّة، والأسبرين، كما أنّ تناول الفيتامينات وبعض المُكمّلات المعدنيّة، مثل الحديد، قد يُؤدّي عند بعض النّاس إلى الشّعور بالغثيان كعَرَض جانبيّ.
- برد المعدة أو التهاب المعدة المعويّ نتيجةَ التهاب بكتيريّ أو فيروسيّ.
- التسمّم الغذائيّ حيث إنّ السّموم النّاتجة عن البكتيريا تُحفّز الشّعور بالغثيان.
- حصوات المرارة أو التهاب المرارة.
- قرحة المعدة أو الأمعاء.
- الارتجاع المِعديّ المريئيّ.
- الحساسيّة من بعض الأطعمة.
- الصّداع النصفيّ.
- التهاب البنكرياس.
- الحمل، وهو عرض شائع في الحمل خاصّة في المراحل الأولى منه.
- اختلال التّوازن؛ ويضمّ عدّة اختلالات تخصّ التّوازن، منها داء الحركة (بالإنجليزيّة: Motion sickness)، والدّوار.
- أسباب نفسيّة، منها الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل مثل النّهام العصبيّ أو فقدان الشهيّة العصبيّ.
- الحماض الكيتويّ السُكّري (بالإنجليزيّة: Diabetic Ketoacidosis).
- انسداد الأمعاء.
- التهاب الزّائدة الدوديّة.
- التهاب الكبد.
- حصوات في القنوات الصفراويّة.
- مُتلازمة التقيّؤ الدوريّ.
- شلل المعدة؛ وهو تعطّل عضلات المعدة عن العمل.
- احتشاء عضلة القلب أو اعتلال القلب.
- التهاب الأذن الداخليّة.
- ورم في الدّماغ، أو خراج في الدّماغ، أو نزيف، أو استسقاء الرّأس.
- غثيان بعد العملية بسبب الأدوية المخدّرة.
- الألم الشّديد النّاجم عن أي سبب.
- تناول الكحول.
- قلّة النّوم وعدم الحصول على ساعات كافية من الرّاحة.
أعراض مُصاحِبة هامّة
قد يُصاحب الشّعور بالغثيان علامات مرضيّة هامّة قد تدلّ على أنّ سبب الغثيان أمر خطير ويستوجب عنايةً طبيّةً مُستعجلةً، منها:
- ألم في الصّدر.
- إعتام في الرّؤية ودوار.
- الشّعور بالتّعب العام.
- شحوب وبرودة بالأطراف.
- حرارة عالية وتصلّب بالرّقبة.
- إذا أدّى الغثيان إلى تقيّؤ يُصاحبه مادّة بُرازيّة، أو رائحة بُرازيّة، أو دم، أو يُصاحبه مادّة ذات لون أخضر.
- آلام تشنجيّة شديدة في البطن.
علاج الغثيان
لأنّ هناك أسباب كثيرة للغثيان يستوجب زيارة الطّبيب إذا لم يعرف الشّخص سبب الغثيان، أو إذا استمرّ لفترات طويلة، حيث إنّ للغثيان أسباباً كثيرةً، فكلّ مرض يُعالج على حدة وبأدوية وطرق مُختلفة. لكن كخطوة أولى لعلاج الغثيان يجب أن يبقى المريض هادئاً ولا يقلق، خاصّةً إذا لم يُصاحب الغثيان أعراضاً أُخرى؛ فقد يكون السّبب بسيطاً كعدم حصول الجسم على ساعات كافية من الرّاحة والنّوم، فيكون العلاج هنا بأخذ قسط من الرّاحة والنّوم. شيء مُهمّ آخر هو أن يُحافظ الشّخص على سوائل جسمه بشرب كميّات كافية من السّوائل، كالعصائر والماء. أيضاً يجب على الشّخص المُصاب بالغثيان طعاماً لطيفاً على المعدة، مثل الأطعمة التي تُهضَم بسهولة، وتجنّب الأطعمة الثّقيلة على المعدة، مثل الأطعمة الغنيّة بالدّهون والأطعمة الحارّة. أمّا إذا كان سبب الغثيان هو داء الحركة وكان المريض يُخطّط للذّهاب في رحلة فيمكن له أخذ أحد الأدوية التي يُمكنها أن تُهدّئ المعدة، وهذه الأدوية يمكن أن تؤخذ دون استشارة طبيّة (بالإنجليزيّة: Over-the-Counter)، مثل دواء ديمنهيدرينات (بالإنجليزيّة: Dimenhydrinate) وهو أحد مُضادّات الهستامين، أو دواء ميكليزين (بالإنجليزيّة: Meclizine).
إذا كان الشّخص يُخطّط لرحلة أطول يمكن أن يطلب وصفةً طبيّةً للصقات عابرة للجلد (بالإنجليزيّة: Trans-dermal Patches) تضخّ عقاراً مثل سكوبولامين (بالإنجليزيّة: scopolamine).. من الأدوية المُضادّة للتقيّؤ والشّعور بالغثيان:
- سيكليزين (بالإنجليزيّة: Cyclizine).
- دومبيريدون (بالإنجليزيّة: Domperidone).