علاج تليف الكبد

تليّف الكبد

يحدث تليّف الكبد (بالإنجليزية: Liver Fibrosis) عند محاولة الكبد بشكلٍ مكثّفٍ معافاة الأضرار والندوب التي تحدث نتيجة تعرّضه لضررٍ مزمن، وبهذا تتراكم الأنسجة الضامّة (بالإنجليزية: Connective Tissue) بسبب زيادة إنتاج النّسيج خارج الخليّة (بالإنجليزية: Extracellular Matrix) أو بطء تحلّله أو كليهما معاً، ومن الجدير بالذكر أنّ تليّف الكبد يؤثر في شكل نسيج الكبد ووظيفته، ومع هذا لا تظهر أيّة أعراض على المريض إلا إذا تطوّر التليّف إلى حالات متقدمة كالتشمّع وغيرها.

العلاجات الطبيّة لتليّف الكبد

يعتمد علاج تليّف الكبد على طريقة تطوّر المرض، ويهدف العلاج إلى ثلاثة أهداف أساسية، وبيانها فيما يلي:

معرفة السبب وعلاجه

إنّ معرفة السبب وعلاجه قد يساهم في منع تطوّر تليّف الكبد، وقد يؤدي إلى تراجع التليّف وعودة الكبد إلى وضعه الطبيعيّ في بعض الأحيان، ومن الأسباب المؤدّية إلى تليف الكبد ما يلي:

  • أمراض الكبد الكحوليّة: في الحالات التي يكون سبب التليّف فيها أمراض الكبد الكحوليّة (بالإنجليزية: Alcoholic Liver Disease)، فإنّه لا بُدّ من الامتناع عن تناول الكحول لعلاج المشكلة.
  • انسداد القناة الصفراويّة: إذا كان سبب التليّف وجود انسداداتٍ في القناة الصفراويّة (بالإنجليزية: Biliary Obstruction)، فيجب إزالة هذه الانسدادات.
  • داء ترسّب الأصبغة الدمويّة: يجب التخلّص من المعادن الثقيلة (بالإنجليزية: Heavy Metals) كالحديد عند حدوث التليّف الذي يكون سببه داء ترسّب الأصبغة الدمويّة (بالإنجليزية: Hemochromatosis).
  • داء ويلسون: يُعتبَر داء ويلسون (بالإنجليزية: Wilson Disease) من الأمراض الوراثيّة نادرة الحدوث، ويتسبّب هذا الدّاء بتراكم النحاس في بعض الأعضاء المهمة من الجسم مثل الكبد، والدماغ، وإنّ معالجة المرض والتخلّص من النحاس المتراكم بسببه قد يؤدي إلى علاج تليّف الكبد.
  • التهاب الكبد الوبائيّ ب: يُعالج التليّف الذي يتسبّب به التهاب الكبد الوبائيّ ب (بالإنجليزية: Hepatitis B) عن طريق التخلّص من الفيروس المُسبّب له؛ إذ يتمّ علاج الحالات المزمنة من التهاب الكبد الوبائيّ ب باستخدام الأدوية المُضادّة للفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral Drugs) مثل دواء إنتيكافير (بالإنجليزية: Entecavir)، وتينوفوفير (بالإنجليزية: Tenofovir)، ولاميفودين (بالإنجليزية: Lamivudine)، وأديفوفير (بالإنجليزية: Adefovir)، وتيلبيفودين (Telbivudine)، كما يُمكن في بعض الحالات المزمنة استخدام حقن الإنترفيرون ألفا (بالإنجليزية: Interferon Alfa).
  • التهاب الكبد الوبائيّ ج: يتمّ التخلّص من الفيروس المسبّب لالتهاب الكبد الوبائيّ ج (بالإنجليزية: Hepatitis C) المزمن للسيطرة على التليّف الناتج عنه، حيث يمكن علاجه باستعمال مضادات فيروس التهاب الكبد الوبائي ج الحديثة، وتُعطى هذه الأدوية حسب ما يراه الطبيب مناسباً، فقد يُعطى الدواء وحده، وقد يُعطى مع غيره من الأدوية، ومنها دواء سيميبريفير (بالإنجليزية: Simeprevir)، وداكلاتاسفير (بالإنجليزية: Daclatasvir)، وسوفوسبوفير (بالإنجليزية: Sofosbuvir)، وليديباسفير (بالإنجليزية: Ledipasvir)، وفلباتاسفير (بالإنجليزية: Velpatasvir)، وأمبيتاسفير (بالإنجليزية: Ombitasvir)، وباريتابريفير (بالإنجليزية: Paritaprevir)، وريتونافير (بالإنجليزية: Ritonavir)، وداسابوفير (بالإنجليزية: Dasabuvir).

معرفة الحالات المرضيّة المُشتركة

لا بُدّ من معرفة الحالات المرضيّة المُشتركة (بالإنجليزية: Comorbidity) وأخذها بعين الاعتبار في علاج تليّف الكبد، إذ إنّ السيطرة عليها قد تحدّ من تليّف الكبد، ومن هذه الحالات المرضية المتلازمة الأيضيّة (بالإنجليزية: Metabolic Syndrome)، وتُعرّف المتلازمة الأيضيّة على أنّها اجتماع العوامل الآتية في المريض ذاته؛ وهي ارتفاع في ضغط الدم (بالإنجليزية: Increased Blood Pressure)، وارتفاع سكر الدم (بالإنجليزية: Blood Sugar)، وزيادة الدهون المُحيطة بمنطقة الخصر، وقراءات غير طبيعيّة لكلٍّ من كولستيرول الدم أو الدهون الثلاثيّة (بالإنجليزية: Triglycerides).

علاج التليّف ذاته

في الحالات التي لا ينجح فيها علاج السبب، أو لا يمكن فيها علاج السبب؛ لا بُدّ من اللجوء إلى إجراءاتٍ علاجيّة من شأنها أن تقلّل عملية تكوين الألياف (بالإنجليزية: Fibrogenesis)، أو تُحفّز تكسير الألياف المتكونة (بالإنجليزية: Fibrolysis).

العلاجات النباتيّة لتليّف الكبد

بالرغم من وجود العديد من العلاجات العُشبيّة التي يُعتقد أنّها قادرةٌ على السيطرة على تليّف الكبد، إلا أنّ الخيارات العلاجيّة الفعّالة في ذلك محدودةٌ جداً بسبب تنوُّع آليّة تطوّر المرض، وفيما يلي بعض العلاجات النباتيّة التي تساهم في السيطرة على تليّف الكبد:

الأعشاب ذات التأثير المضاد للفيروسات

هناك بعض الأعشاب التي يُستخلص منها بعض المواد ذات التأثير المُضاد للفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral) والتي تُضعِف التهاب الكبد المزمن بما فيه الكبد الوبائيّ ب والكبد الوبائيّ ج، ومن هذه الأعشاب نبتة درقة بايكال (بالإنجليزية: Scutellaria baicalensis)، وصفيرا اليابان (بالإنجليزية: Sophora japonica)، والروديولا (بالإنجليزية: Rhodiola kirilowii)، والعرق سوس (بالإنجليزية: Glycyrrhiza glabra)، وبرتقال الساتسوما (بالإنجليزية: Citrus unshiu).

الأعشاب ذات التأثير المُضاد للالتهاب

ومن الأعشاب التي تملك موادّ مضادّة للالتهاب (بالإنجليزية: Anti-Inflammation) نبتة شافية ميلتيوريزا (بالإنجليزية: Salvia miltiorrhiza)، والبتولا (بالإنجليزية: Betula platyphylla var. japonica)، وغيرها من الأعشاب الصينيّة.

الأعشاب المضادة للأكسدة

من النباتات التي تملك مستخلصاتها تأثيراً مضاداً للأكسدة (بالإنجليزية: Antioxidants) نبات الخرفيش أو ما يُسمّى بالحرشف البري (بالإنجليزية: Silybum marianum)، والأقنثا (بالإنجليزية: Acanthus ilicifolius)، وتمتلك هذه النباتات تأثيراً مضاداً للالتهاب أيضاً، بالإضافة إلى الكركم (بالإنجليزية: Turmeric)، وغيرها.

تشخيص الإصابة بتليّف الكبد

يتمّ تشخيص الإصابة بتليّف الكبدعن طريق الفحص السريري وذلك في الحالات التي يُتوقع فيها وجوده كحالات أمراض الكبد المزمنة، ومن الأمثلة عليها التهاب الكبد الوبائيّ ج، والتهاب الكبد الوبائيّ ب، وأمراض الكبد الكحوليّ، أو في حالات وجود نتائج غير طبيعيّةٍ لاختبارات وظائف الكبد (بالإنجليزية: Liver Function Tests)، وبعمل الفحوصات المناسبة يتم التأكد من وجود التليّف أو نفي وجوده، بالإضافة إلى القدرة على تحديد حدة التليّف إن وُجد، وذلك لاتخاذ الإجراءات الطبية السليمة في العلاج، ومن هذه الفحوصات ما يلي:

  • الفحوصات التصويرية غير الاجتياحيّة: تستطيع الفحوصات التصويريّة غير الاجتياحيّة (بالإنجليزية: Noninvasive Imaging Tests) الكشف عن وجود أدّلة على تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis) وفرط ضغط الدم البابي (بالإنجليزية: Portal Hypertension)، ومن هذه الأدلّة تضخّم الطحال (بالإنجليزية: Splenomegaly) والدوالي (بالإنجليزية: Varices)، إلّا أنّ حساسيّتها في الكشف عن حالات التليّف المتوسّط والمتقدّم تقلّ عند عدم وجود تضخّمٍ للطحال أو الدوالي، وتتضمّن هذه الفحوصات التصويريّة التصوير بالموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزية: Ultrasonography)، والأشعّة المقطعيّة المُحوسبة (بالإنجليزية: Computerized Tomography)، والتصوير بالرنين المغناطيسيّ (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging).
  • أخذ خزعة من الكبد: تُعتبر خزعة الكبد (بالإنجليزية: Liver Biopsy) المعيار الرئيسيّ لتشخيص تليّف الكبد وتحديد درجته والأسباب المؤديّة إلى حدوثه، إلّا أنّه لا يُمكن إجراؤها دائماً، وذلك لأنّها تتطلّب اجتياحاً داخل الجسم، وقد يشعر المصاب بألم بعد أخذ الخزعة منه، بالإضافة إلى احتمالية حدوث خطأ عند أخذها أو تحليلها.
  • فحوصات الدم: يتمّ عمل فحوصات الدم (بالإنجليزية: Blood Tests) لتعطي نتائج العلامات المِخبريّة المباشرة وغير المباشرة مثل تركيز البيليروين في مصل الدم (بالإنجليزية: Serum Bilirubin)، ولها القدرة على تحديد فيما إن كان التليف غير موجودٍ، أو موجود بشكل بسيط أو أكثر حدة من البسيط، ولكن لا يمكنها التفريق بين حالات التليّف المتوسطة والشديدة، وعندها يمكن اللجوء لأخذ خزعة من الكبد بعد إجراء فحص الدم الذي أكّد وجود التليّف.