مغص البطن
يُعرّف مغص البطن (بالإنجليزية: colic) على أنّه شعور مفاجئ بآلام حادة في البطن تبدأ بالازدياد تدريجياً ثم تختفي، وتحدث عادةً بسبب انقباض العضلات الملساء القريبة من أماكن حدوث انسدادات في البطن، سواء كان الانسداد جزئياً أو كلّياً، نتيجة حصواتٍ كلويّة (بالإنجليزية: Kidney Stone)، أو حصوات المرارة (بالإنجليزية: Gallstones)، أو بسبب حدوث انسداد في الأمعاء، أو غيرها من الأسباب، ويساعد تحديد مكان المغص على معرفة المسبّب.
مغص البطن عند الأطفال الرضّع
من الشائع أن يُصاب الأطفال الرضّع بنوبات مغص البطن، ويُعرف مغص البطن عند الرضيع عند قيامه بنوبات من الانفعال والبكاء على الرغم من تغذيته وصحّته الجيدة؛ إذ يستمر بالبكاء لما يقارب ثلاث ساعات في اليوم الواحد، لأكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع لأكثر من ثلاثة أسابيع، وعادةً ما يكون سبب المغص عَرَضيّاً ولا يحتاج لعلاج، ولكن أحياناً تجب مراجعة الطبيب المختصّ للتأكّد من عدم وجود أيّ سبب صحيّ يستوجب التدخّل الطبيّ.
أسباب مغص البطن
أسباب مغص البطن عند الأطفال الرضّع
على الرغم من عدم معرفة مسببات المغص عند الرُّضّع بشكلٍ واضح، إلا أنّ المختصين يقترحون وجود علاقةٍ تربط بين تعرّض الطفل للمغص وما يأتي:
- عسر الهضم (بالإنجليزية: indigestion).
- حساسية الحليب، سواء كانت من حليب الأم، أو الحساسية من الحليب الصناعيّ.
- عدم تحمل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose intolerance).
- تدخين الأم أثناء فترة الحمل، إذ يزيد التدخين من فرصة إصابة الرضيع بالمغص.
أسباب مغص البطن عند البالغين
من الأسباب التي تؤدي إلى مغص البطن عند البالغين ما يأتي:
- التهاب المرارة (بالإنجليزية: Cholecystitis): ويُعرّف بأنّه التهاب الحويصلة الصفراوية نتيجة انسداد القناة المرارية بحصاةٍ، وتبدأ أعراض التهاب المرارة بمغصٍ عامٍّ في البطن، ثم يتمركز المغص في الجزء العلويّ الأيمن من البطن، وغالباً ما يستمر الألم لأكثر من خمس أو ست ساعات، وقد يصاحب المغص الحمّى والقشعريرة.
- المغص المراري (بالإنجليزية: Biliary Colic): والذي يحدث نتيجة انحصار حصاة في عنق المرارة، وعادةً ما يُصاب المريض بالمغص بعد 30 إلى 60 دقيقة من تناول الطعام، ويكون المغص في الجزء الأيمن العلويّ من البطن أو في الجزء الأوسط العلويّ من البطن، وقد يمتد الألم إلى الجزء الخلفيّ من أعلى الكتف.
- التهاب الزائدة الدودية (بالإنجليزية: Appendicitis): ويكون الألم في الجزء الأيمن من منطقة أسفل البطن، وقد يصاحبه فقدان للشهية، وغثيان، واستفراغ.
- انسداد الأمعاء (بالإنجليزية: Intestinal Obstruction): يتسبّب حدوث انسدادٍ في الأمعاء بإعاقة مرور الطعام والشراب في الأمعاء الدقيقة والغليظة، وقد يحدث الانسداد نتيجةً لعدة أسباب، كأن يحدث بسبب التصاقات الأنسجة التي تحدث بعد إجراء عملية في البطن، أو بسبب التهاب الأمعاء، أو سرطان القولون، أو غيرها.
- الفتق المنحصر (بالإنجليزية: Incarcerated Hernia): ويُعتبر الفتق المنحصر حالة جراحية مستعجلة وشائعة، ويحدث نتيجة بروز أحد أعضاء أو أنسجة البطن، والذي يميز هذا الفتق أنه لا يمكن إرجاعه إلى مكانه عن طريق دفعه عبر الجدار الضعيف من العضو.
- المغص الكلويّ (بالإنجليزية: Renal Colic): والذي يحدث نتيجة تكوّن الحصى في الكلية (بالإنجليزية: Nephrolithiasis).
تشخيص مغص البطن
من الضروري معرفة مكان ألم البطن، وطبيعته، وإذا كان ينتقل إلى مكان آخر، والأعراض المصاحبة له، بالإضافة إلى ضرورة معرفة التاريخ المرضيّ للمصاب، ثم بعد ذلك يتم فحص المريض سريرياً، وعادةً ما تُطلب بعض الفحوصات كفحص الدم (بالإنجليزية: Blood test)، وغيره بالاعتماد على مكان الألم؛ فمثلاً إذا كان المريض يشكو من ألم في المنطقة العلوية اليمنى من البطن؛ فإنّ ذلك يستوجب طلب فحص إنزيم الأميليز (بالإنجليزية: Amylase) وإنزيم الليباز(بالإنجليزية: Lipase) لاستبعاد إصابة المريض بالتهاب البنكرياس، ويُطلب تحليل بول (بالإنجليزية: Urinalysis) إذا كان المريض يعاني من حرقة في البول، أو وجود دم في البول، أو ألم في منطقة الخاصرة، أما إذا كان مكان الألم في المنطقة العلوية اليمنى من البطن فذلك يستوجب طلب فحص إنزيمات الكبد (بالإنجليزية: Liver Function Enzymes)، كذلك قد يلزم إجراء فحص حمل إذا كانت المريضة في عمرها الإنجابيّ، أما عن الصور التي قد يُطلب إجراؤها فيتم تحديدها بالاعتماد على مكان الألم أيضاً، وغالباً ما تشمل تخطيط الصدى الطبي (بالإنجليزية: Ultrasonography)، وصورة أشعة سينيّة (بالإنجليزية: Plain radiography)، وصورة مقطعية محوسبة (بالإنجليزية: Computed Tomography)، وقد يحتاج الطبيب أيضاً لصورة مقطعية محوسبة مع مادة التباين (بالإنجليزية: Computed Tomography with Contrast Media).
علاج مغص البطن
علاج مغص البطن عند الأطفال الرضّع
في الغالب لا ينصح المختصون بإعطاء أدوية للأطفال الرضّع عند إصابتهم بالمغص؛ إذ إنّ سبب المغص في الغالب ليس خطيراً، ويمكن اتباع هذه النصائح لتهدئة مغص الطفل الرضيع:
- لفّ الطفل ببطانيّة أو غطاء.
- حمل الطفل والتربيت عليه.
- إرضاع الطفل وهو في وضعية الجلوس للتقليل من احتمالية بلع الهواء.
- زيادة عدد مرات الرضاعة مع التقليل من وقت كل رضعة.
- وضع الطفل في مهده في مكان هادئ مع إضاءة خافتة بعد إرضاعه، والتأكد من أنه نظيف، ويرتدي ملابس مناسبة للطقس.
- تدليك الطفل بلطف وتحميمه بماء دافئ.
- مراجعة الطبيب في الحالات التي لا يخفّ فيها مغص الرضيع بالرغم من اتباع النصائح المُوصى بها أو في الحالات التي لا تستطيع فيها الأم التعامل مع مغص الرضيع بشكل جيد، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية مثل قطرات من دواء سيميثيكون (بالإنجليزية: Simethicone) الذي يساعد على التخلّص من الغازات العالقة في معدة الطفل، أو قطرات من إنزيم اللاكتاز (بالإنجليزية: Lactase drops) الذي يساعد على تحليل سكر الحليب، كذلك يمكن أن ينصح الطبيب بإرضاع الطفل حليباً لا يسبّب الحساسية؛ إذ يمكن أن يكون سبب المغص تحسّس الطفل من بروتين حليب البقر.
علاج مغص البطن عند البالغين
يتم علاج مغص البطن عند البالغين بالاعتماد على المسبّب، ولكن بإمكان المريض تناول بعض الأدوية المسكّنة للألم، والتي يمكن شراؤها من الصيدلية دون وصفة طبيّة كدواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، ولكن يجدر التنويه إلى عدم تناوله في حال الإصابة بأمراض الكبد، ومن الأدوية المسكنة للألم أيضاً والتي تُباع دون وصفة طبية دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، كذلك يمكن تطبيق كمادات ماء ساخنة أو تسليط الماء الدافئ على البطن، فذلك من شأنه أن يخفف من ألم البطن.