تحويل مسار المعدة
إن المعدة هي بيت الداء ، ومعظم الأمراض تتشكل عبرها ، فنوعية الطعام وكميته وماهيته يترتب عليها وضع جسم الإنسان بشكل عام ، فإما أن يكون جسماً سليماً وصحياً يعيش صاحبه حياةً طويلةً هانئةً وسعيدةً ، وإما جسد واهن وضعيف سرعان ما ينقص من عمر صاحبه ويجعل من حياته بائسة ومؤلمة .
وإن من أكثر الآفات شيوعاً هي السمنة والسمنة المفرطة ، فعداك عن الناحية الجميلة فهناك الناحية الصحية ، ونجد أن السمنة تظهر صاحبها بمنظر مقرف ومقزز ، فالحركة بطيئة ، والحصول على مقياس ملائم للملابس صعب و شائك ، والسمين يجد صعوبة بالغة في التنفس ، ويعاني في قعوده وقيامه ومشيه ، وإن صعد درجاً بالكاد يلتقط أنفاسه ، لا يستطيع الجماع والمعاشرة الزوجية بأريحية ، ويعجز عن القيام بأبسط الأعمال اليدوية دون أن يعاني ويتعب ويشعر بالإجهاد الكبير ، ومريض السمنة معرض للإصابة بكثير من الأمراض الخطيرة أكثر من غيره ، ومريض السمنة والوزن الزائد يستهلك كمياتٍ كبيرةً من الطعام ولا يشبع ، مما تشكل عبئاً إقتصادياً عليه وعلى أسرته إذا كان من ذوي الدخل المحدود ، وعبئاً نفسياً أيضاً عليه وعلى المحيطين به .
لذلك استدعت الحاجة للبحث عن وسائل لتقليل السمنة ولإنقاص الوزن ، بالرياضة وبالرجيم بمختلف أنواعه وبالأعشاب والعقاقير الطبية ، ولكن قد نصل إلى مرحلة نجد فيها عدم جدوى كافة الوسائل المذكورة ، ويكون آخر العلاج الكي ، والمقصود بالكي هنا هو القيام بعملية جراحية ، ومن العمليات الجراحية في هذا الحقل هو عملية شفط الدهون ، ولكن توصل الجراحون الأمريكان إلى تقنيةٍ جديدةٍ تسمى عملية تغيير مسار المعدة ، فما هو هذا الإجراء وما هي تفاصيله وإيجابياته وفوائده ، وعلى الصعيد
المقابل ما هي مخاطره وسلبياته وأعراضه الجانبية :
إننا نجد أن عمليات تحويل مسار المعدة قد تكون جيدة ومفيدة لجميع أفراد العائلة فهي ربما ستزيد من أنشطتهم البدنية وتحسن من عاداتهم الغذائية وكذلك ربما تنجح بأن تقلل كمية ما يستهلكون من الكحول.
ما هو المقصود بتحويل مجرى ومسار المعدة:
نجد أن هناك تحويل المسار البسيط والذي هو عبارة عن ذلك التحويل في مجرى الأمعاء الدقيقة مع المعدة بدون أن يتم تصغيرها، ويوجد هناك كذلك التصغير الطولي للمعدة، أو ما يسمى بالتصغير العرضي للمعدة، وكما أننا نلاحظ أن هناك عمليات لتحويل العصارة الصفراوية ومعها يتم تحويل أيضاً عصارة البنكرياس مع تقصير الأمعاء بدون استئصال أي جزء من المعدة ، أو ذلك الذي يكون مع استئصال ثلث المعدة بتحويل الإثنا عشر أو في بعض الحالات بدون تحويلها.
فكما نرى فإن عمليات تحويل مسار المعدة يتكون من عدة أنواع وأشكال والأفضل منها للمريض هو الذي يحدده الجراح والطبيب والمختص المتمكن من مجال مهنته .
ولكن الكثيرين من الناس يرون أن من مخاطرها على المدى الطويل على صحة الإنسان هو ما تسببه من هشاشة ولين في العظام وتليف في الكبد ، و كذلك إختلال في توازن الأملاح وضعف وهزال شديد وملحوظ في الأعصاب ،و كذلك فإن عمليات تحويل مجرى أو مسار المعدة يرون أنها إذا أجريت فإنه لا يمكن فكها أو إعادتها بعد ذلك إلى وضعها السابق كما كانت من قبل عليــه .
ولكن على الصعيد المقابل يقول الكثيرون ويحتجون بالقول أنه إذا كانت هناك ستة مراكز متخصصة تحارب وتناهض عمليات تحويل مسار المعدة فإن هناك على الطرف المقابل يوجد أكثر من ثلاثمائةٍ وستين مركزاً متخصصاً في أمريكا وحدها تقوم بإجراء مثل هذه العمليات وجميعها ، و كلها مراكز متخصصة ومعترف فيها وقويةً جداً،ويقولون أنه إذا كانت هناك فقط ستة مراكز تحاربها فلا يعني هذا أنها شيءٌ غير ناجح ومفيد ، وإلا لما كانت أمريكا التي تعتبر أكبر وأقوى وأعظم دولة في العالم وخصوصاً من الناحية الصحية نجدها تصرف وتنفق في العام ما يربو على ثلاثة آلاف مليون دولار ، يعني ثلاثة مليارات ، على جراحات السمنة وعلى رأسها تحويل المسار الذي تحدثنا عنه .