علاج تشمع الكبد

يقع الكبد في الجانب الايمن من البطن، وهو جزء من أجزاء الجهاز الهضمي، فيقوم بتفتيت ما يأكله الإنسان من دهون، ويقوم بتحويلها كوليسترول، كما يخزن السكر وينظم نسبته في الدم، ويخلص الجسم من السموم الضارة، كما يكون المادة الصفراء أي عصارة المرارة، وهو أكبر مصنع للكيميائية التي تتواجد في الجسم وتمثل 60% من نسيج الكبد.

وفي حالة الإصابة بالتشمع تقوم الأنسجة الطبيعية للكبد بالتحول إلى أنسجة متليفة عاجزة عن القيام بوظيفتها، وهذا يسهم في حدوث خلل بوصول الدم إلى الكبد، وتكون ندبة تؤثر سلبًا وتضر الجسم، وقد يكون السبب الإصابة بداء التهاب الكبد الوبائي الفيروسي المتنوع، أو بعض الأمراض التي تتناقل من جيل إلى آخر، مثل: أمراض نقص التربيسين ألفا وداء ترسب الأصبغة الدموية، أو الإصابة بالتليف الكيسي، أو داء الجالاكتوز في الدم، ومرض ويلسون، وداء الصباغ الدموي.

ويسبب الإفراط في شرب الكحوليات التشمع الكبدي وأيضًا انسداد القناة الصفراوية وحدوث مشاكل واضطرابات بها كداء رتق القناة الصفراوية، يعمل على حصول تشمع الكبد.

وتظهر أعراض المرض على المصاب بشكل مبكر حيث يشعر بالإرهاق والإجهاد والتعب المستمر كما يلاحظ فقدان وزن كبير وسريع ومتدهور يفقده شهيته عن الطعام بشكل غير طبيعي، بينما فيما بعد ترتفع درجة حرارته ويظهر اصفرار شديد في وجه المصاب وفي بياض عينيه، ويعاني من حكة مستمرة تشبه الطفح الجلدي، وتقوم سوائل الجسم بالتجمع في البطن ناحية الكبد.

وقد لا يشعر المصاب بظهور الأعراض أول الأمر، وفي الفترة التي يشعر بها بالتعب يتوجه للطبيب العام الذي يقوم بفحصه فحص روتيني، ثم يلاحظ حجم البطن ناحية الكبد فيطلب عمل فحوصات في المختبر لمعرفة مستويات أنزيما الكبد في الدم، أو يطلب الطبيب عمل فحوصات محوسبة من خلال التصوير المقطعي والتصوير بالموجات فوق الصوتية، وفي حالات معينة حين لا تكون نتائج الفحوصات السابقة واضحة يقوم الطبيب بأخذ خزعة من كبد المريض لفحصها للتأكد من وجود التليف الشمعي في الكبد.

وفي حال تم التأكد من إصابة المريض بتليف الكبد، يقوم الطبيب بوضع خطة علاجية تتضمن الستيرويدات، بينما إن كان سبب التشمع داء ويلسون يقوم الطبيب بالتخلص من كميات النحاس الزائدة في جسم المصاب، وفي حالات الإصابة بالفيروس الكبدي يقوم الطبيب بوصف معالجات مضادات الفيروسات، أمّا في ترسب الأصبغة يقوم بإزالة الفائض من معدن الحديد الذي يتواجد في جسم المصاب، وأحيانًا يلجأ الطبيب إلى الجراحة والقيام بزرع الكبد للحالات الخطيرة التي تهدد حياة المصاب مع وصف جرعة من المكملات الغذائية كالفيتامينات و المعادن.

وعلى مريض تشمع الكبد أن ينتهج حياة صحية من خلال مراقبة أطعمته وغذائه وتنويعه مع الابتعاد عن الدهون والشحوم التي تمتلئ بالحوم الحمراء والتركيز على تناول الخضراوات، والأطعمة الغنية بالفيتامينات والكالسيوم للتمتع بأيام العمر الباقية.