إن الكبد العضو المسؤول عن تصفية الدم المتدفق في الجسم، فهو يعمل كمصفاة بتنقيته من السموم وتحويل المواد التي تغذي الجسم والأدوية إلى مواد الكيميائية جاهزة للاستعمال وافادة باقي أعضاء الجسم، مما يجعل الكبد عضو حيوي وهام وضروري للحياة.
فهو يتخلص من السموم والمواد الضارة ويحولها لإفرازات يطردها الجسم، وبما أن الدم يمر من خلاله فإن الخلايا السرطانية سهلة الوصول إليه، وحين ينتقل السرطان الى الكبد من منطقة أخرى فإنه يسمى “سرطان الكبد الثانوي” لأن الكبد لم يكن المنشأ الأصلي للسرطان، بل انتقل إليه بواسطة الدم.
وتكون أعراض الإصابة بسرطان الكبد هي: الشعور بثقل في الجزء العلوي من البطن أو كتلة، يرافق هذا الشعور ألم شديد، ووهن وتعب، وانسداد الشهية وتكور البطن ، ونقص في الوزن، والشعور بالشبع، وقد تظهر أعراض الحمى على المريض، والغثيان مع القيء ويكون البول غامق اللون والبراز شاحب.
وفي الغالب تأخذ الأعراض فترة حتى تظهر وهذا لا يسعف المريض، لأنه قد يكون في حالة متأخرة من سرطان الكبد مما لا يسمح له بالشفاء التام.
ويتكون السرطان نتيجة عدم موت الخلايا التالفة في الجسم فتعمل على نشوء أورام خبيثة سرطانية تنتقل إلى أجزاء مجاورة لها من الجسم، فتبدأ بإضعاف العضو الذي نشأت به والانتقال عبر الأوعية الدموية من مكان لآخر.
ويصيب سرطان الكبد الأشخاص ذو الوزن الزائد والمصابون بتليف كبدي والذين يبلغون أكثر من 50 عاماً وهو يكثر في الرجال مقارنة بالنساء، وشرب الكحول أحد عوامل تكون سرطان الكبد.
ويمكن تشخيص مرض الإصابة بسرطان الكبد الثانوي من خلال عدة فحص مثل: الاختزاع هو الفحص الوحيد القادر على التمييز بين الورم الخبيث و الحميد ثم يتم إجراء فحوصات إضافية مثل: فحوص الدم، التصوير بالتموجات الصوتية، والتصوير المقطعي المحوسب و تنظير البطن والمسح فوق الصوتي.
وهناك عدة حلول للمساهمة في إطالة عمر المريض بسرطان الكبد وهي: إزالة الأورام في عملية جراحية إذا تم اكتشافها بشكل مبكر، وحالات قليلة ونادرة التي يتم بها كشف السرطان بشكل مبكر، وفي حالة سرطان الكبد الثانوي يصعب العلاج بالجراحة لأن منشأ السرطان مكان آخر، ويكون قد تفشى في الجسم وأصاب الكبد بضرر.
هناك بعض المعالجات الجديدة التي تعطي أملاً للمرضى بإطالة حياتهم مثل المعالجة بالتبريد حيث يتم تبريد وتجميد الورم بواسطة طاقات موجات الراديو بهدف إبادة الورم السرطاني نهائياً.
والمعالجة الإشعاعية تنفذ بطرق عدة لكن الكبد قد لا يستطيع تحمل العلاج الإشعاعي لفترة طويلة، ويستعمل لتخفيف الأعراض وتقليص حجم الورم.
زرع الكبد خيار أخير متاح، وعملية خطرة، لكن قد تعيد الشفاء للمريض، هناك بعض المرضى يكونون في مراحل متأخرة من السرطان ولا يسمح لهم جسمهم بسبب ضعفه، بإجراء أي عمليات جراحية فيبقون تحت العلاج الكيميائي.