التهاب الكبد الفيروسيّ
يحدث التهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis) نتيجة عوامل مختلفة، فقد يحدث بسبب مهاجمة الجسم للكبد عن طريق إنتاج الأجسام المضادة التي تُواجه الكبد ويُعرف الداء حينها بأنّه التهاب الكبد المناعي الذاتيّ (بالإنجليزية: Autoimmune hepatitis)، وقد يحدث التهاب الكبد نتيجة أخذ الإنسان بعض أنواع الأدوية، أو تعاطي الكحول والمواد السامّة، ولكن إنّ أغلب حالات التهاب الكبد تحدث نتيجة الإصابة بعدوى الفيروس (بالإنجليزية: Viral Infection) ويُسمّى التهاب الكبد في هذه الحالة التهاب الكبد الفيروسيّ (بالإنجليزية: Viral Hepatitis)، وفي الحقيقة هناك خمسة أنواع مختلفة لالتهاب الكبد الفيروسي، وهي A، B، C، D، وE، وصُنّفت هذه الأنواع بحسب نوع الفيروس المسبّب لها، وتُسبّب أنواع الفيروسات كلها التهاباً حادّاً في الكبد، ولكن الفيروسان C وB قد يُسبّبان التهاباً مزمناً في الكبد، وتجدر الإشارة إلى أنّ وجود التهابٍ في الكبد يؤدي إلى فقد الكبد القدرة على أداء وظائفه كما يجب.
أعراض التهاب الكبد الفيروسيّ
لا تظهر الأعراض على كل المصابين بالتهاب الكبد الفيروسيّ، وكثيرٌ ما تتشابه أعراض التهاب الكبد الفيروسيّ مع أعراض الانفلونزا، الأمر الذي يؤخّر التشخيص أو يُغلطه، وفي الحقيقة لا تظهر الأعراض فور الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسيّ، فهناك فترةٌ تُسمّى فترة الحضانة (بالإنجليزية: Incubation Period) التي يحتضن فيها الجسم الفيروس دون أن تظهر عليه أية أعراض، وتختلف فترة حضانة الفيروس باختلاف نوعه، فمثلاً فترة حضانة الفيروس A تتراوح بين 15 إلى 45 يوماً، أمّا فيروس التهاب الكبد B ففترة حضانته تتراوح ما بين 45 إلى 160 يوماً، وأمّا فيروس التهاب الكبد C فتتراوح فترة حضانته ما بين أسبوعين إلى ستة أشهر، وتجدر الإشارة إلى أنّ أشهر أنواع التهاب الكبد الفيروسي هي الالتهابات الناتجة عن فيروسات التهاب الكبد A، B، وC، ولكلِّ نوعٍ منها بعض الأعراض المميزة، ولكن من أشهر الأعراض المشتركة بينها:
- ألم المعدة.
- اصفرار في الجلد والعينين.
- الحمّى الطفيفة.
- فقدان الشهية.
- التعب والإرهاق.
- ضعف التغذية.
- اغمقاق البول.
- شحوب لون البراز أو ميل لونه إلى لون الطين.
- الغثيان والاستفراغ.
- ألم في البطن.
تشخيص التهاب الكبد الفيروسيّ
يتطلّب تشخيص التهاب الكبد الفيروسيّ معرفة التاريخ الصحيّ للمصاب، وإجراء بعض الفحوصات الطبية، ومن هذه الفحوصات ما يلي:
- الفحص الجسدي: (بالإنجليزية: Physical Examination)، ويتضمّن الفحص الجسديّ فحص بطن المصاب للكشف عن وجود الألم، وكذلك فحص الجلد والعينين لمعرفة ما إن كان هناك اصفرار.
- اختبارات وظائف الكبد: (بالإنجليزية :Liver function tests)، ويتمّ فحص اختبارات وظائف الكبد عن طريق أخذ عينة دم من المصاب لمعرفة قدرة الكبد على أداء وظائفه، وإنّ وجود قراءاتٍ خارج النطاق الطبيعيّ تدلّ على وجود مشكلة معينة في الكبد وتستدعي بعض الإجراءات للكشف عن هوية المسبّب.
- تصوير الموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound)، ويمكن إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية للبطن للكشف عن وجود تضخم الكبد أو تلفه، وكذلك يستطيع المختص من خلاله الكشف عن وجود أورام الكبد، وسوائل البطن، ومشاكل المرارة وغيرها.
- أخذ خزعة من الكبد: (بالإنجليزية: Liver Biopsy)، إذ تُمكّن خزعة الكبد الطبيب المختص من معرفة مدى تأثير الالتهاب أو العدوى على الكبد، وتُعتبر من الإجراءات الاجتياحيّة التي تقوم على مبدأ أخذ عينة من النسيج المعنيّ، وغالباً ما يتمّ إجراؤها باستخدام إبرة محددةٍ دون الحاجة إلى إجراء الجراحة.
- فحوصات الدم الأخرى: قد يحتاج الطبيب لعمل المزيد من فحوصات الدم للكشف عن الفيروسات التي تُهاجم الكبد ومعرفة مدى اجتياحها له.
طرق انتقال التهاب الكبد الفيروسي
تختلف طرق انتقال التهاب الكبد الفيروسيّ باختلاف الفيروس المسبب له، وبيان ذلك فيما يلي:
طرق انتقال التهاب الكبد الفيروسي A
ينتقل التهاب الكبد الفيروسي A عن طريق تناول الطعام أو الشراب الملوّث ببراز الشخص المصاب، وغالباً ما يُشفى المصابون دون حدوث تلفٍ في الكبد، وعلى الرغم من احتمالية موت المصاب بالتهاب الكبد الفيروسيّ A، إلّا أنّ هذا الأمر نادر الحدوث.
طرق انتقال التهاب الكبد الفيروسيّ B
ينتقل التهاب الكبد الفيروسيّ B عن طريق وصول دم المصاب أو سوائل جسمه كالمني (بالإنجليزية: Semen) إلى الآخرين، وأشهر طرق انتقاله:
- ولادة طفلٍ لأمٍ مصابة.
- ممارسة الجنس مع الشخص المصاب.
- مشاركة المصاب حقن الأدوية والمخدرات وغيرها.
- مشاركة المصاب فرشاة الأسنان أو شفرات الحلاقة.
طرق انتقال التهاب الكبد الفيروسيّ C
ينتقل التهاب الكبد الفيروسيّ C عن طريق وصول دم المصاب إلى الشخص الآخر، وغالباً ما يحدث هذا في حالات نقل الدم (بالإنجليزية: Blood Transfusion)، وحالات نقل الأعضاء (بالإنجليزية: Organ Transplantation)، وكذلك عند حقن الأدوية والمخدرات، وتجدر الإشارة إلى أنّ حالات نقل الأعضاء والدم قد تسبّبت في الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسيّ قبل عام 1992.
مدة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسيّ
تختلف مدة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسيّ باختلاف الفيروس المسبب للالتهاب؛ فالتهاب الكبد الفيروسيّ A غالباً ما يستمرّ من أسابيع إلى بضعة شهور، أمّا التهاب الكبد الفيروسيّ B فقد تتراوح مدة الإصابة به من بضعة أسابيع في الحالات البسيطة منه إلى طيلة حياة المصاب في الحالات العسيرة المزمنة، وبما يتعلّق بالتهاب الكبد الفيروسيّ C فقد يُصيب الشخص بدرجة طفيفةٍ فلا يبقى أكثر من بضعة أسابيع، وقد يكون حاداً ومزمناً يستمرّ طيلة حياة المصاب.