عسر الهضم مشكلة يتعرّض لها كل النّاس من كل الفئات العمريّة سواء ذكور أو إناث ، و يعتبر عسر الهضم من المشكلات الشائعة و المرتبطة بشكل كبير بالنظام الغذائي و السلوكيات الحياتية . و يمكن وصف عسر الهضم على أنّه إضطراب في الجزء العلوي من المعدة ، و يأخذ هذا الإضطراب شكل ألم و ضيق بتلك المنطقة ، أو الشعور بالإنتفاخ ، و شعور مستمر بالشبع ، و كثرة التجشؤ ، و الإمساك ، بالإضافة إلى الشعور بالحرقة و الغثيان و القيء . و يكون عسر الهضم مشكلة مستمرة مع العديد من الأشخاص ، و تعود إلى الظهور مرّة أخرى إذا ما توقفت ، و ذلك بسبب الإستعداد العالي عند الأشخاص المعرضين للإصابة . و أعراض عسر الهضم المذكورة لا تظهر في وقت واحد ، بل يمكن أن يظهر عرض واحد أو أكثر في كل مرّة ، و تترواح شدّة الأعراض من حالة لأخرى .
و هناك عدّة أسباب يمكن أن تؤدّي إلى الإصابة بعسر الهضم ، معرفة تلك العوامل يساعد على معرفة أسلوب العلاج و الوقاية المستقبليّة الأفضل بالنّسبة لكل حالة على حدة ، حيث يمكن أن يكون سبب عسر الهضم ناتج عن إضطراب في عمل المعدة ، ويحدث ذلك الإضطراب بسبب تناول مأكولات تؤدّي إلى الإصابة بالإمساك . و يمكن أن يكون ناتج عن رفض المعدة لأغذية معيّنة ، و هناك الإصابات الجرثومية التي تؤدّي إلى الإصابة بعسر الهضم . و أخيراً توجد بعض العوامل النفسية و التي لا يمكن القول بأنّها تعد سبب في حد ذاتها للإصابة ، و لكن تؤدّي إلى زيادة الأعراض و تفاقم المشكلة ، تلك الأسباب مثل الإكتئاب و القلق و التوتر المستمرين بسبب الضغوط التي يمكن ان يتعرض لها الشخص في بعص الأحيان .
و بالنسبة للعلاج الأمثل لعسر الهضم ، فإنّه في العديد من الحالات الخفيفة لا يحتاج الأمر سوى تبديد التوتر و تخفيف الأعباء الحياتية التي تؤدي إلى عدم إنتظام عمل المعدة بشكل جيّد ، و في الحالات الأكثر صعوبة و التي لا ينجح معها الرّاحة و الإسترخاء فإنّ العلاج يكون عن طريق وصف بعض الأدوية التي تقلّل من إفرزات أحماض المعدة ، حيث تساعد تلك الأدوية على تخفيف الأعراض و يمكن تحسين الحالة بشكل سريع مع تعديل النظام الغذائي و الإلتزام بعدم تناول أطعمة و مشروبات مسببة للإمساك .