كيف أقضي على غازات البطن

مقدمة

يعاني الكثير من الناس من مشكلة الغازات في البطن، وهو ربما ما دفعك للقراءة في هذا الموضوع، ومن المهم بداية أن تعرف أن الغازات تخرج بشكل طبيعي من بطون جميع الناس، ولكن تختلف كمية هذه الغازات من شخص لآخر، وتعتبر الكثير من حالات خروج الغازات طبيعية وصحية، وبرغم من أن إصدار الغازات يعتبر أمرًا طبيعيًا إلا أنه غالبًا ما يسبب الإحراج والانزعاج لكثير من الناس، لذلك فإن معرفة ما يسبب الغازات يعتبر أمرًا مهمًا لأنه يساعد الناس على التحكم في كمية الغازات في بطونهم والقضاء على ما يسببها وعلى أعراضها.

مصدر الغازات

يأتي الغاز الموجود في الجهاز الهضمي المكون من المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة من مصدرين رئيسين هما:

  1. ابتلاع الهواء.
  2. تعرض الأطعمة غير المهضومة إلى بكتيريا غير ضارة موجودة بصورة طبيعية في الأمعاء الغليظة.

ويعتبر ابتلاع الهواء سببًا شائعًا لغازات المعدة، فجميع الناس قد يبتلعون كميات من الهواء أثناء الأكل والشرب أو حتى أثناء الكلام، فتناول الطعام بسرعة والتكلم أثناء الأكل ومضغ العلكة والتدخين واستخدام أطقم الأسنان غير المناسبة لحجم الفم، كلها أمور من الممكن أن تزيد من كمية الهواء المبتلع. ويخرج معظم الهواء المبتلع عن طريق الفم وليس عن طريق الأمعاء، حيث يخرج من خلال التجشؤ، ولكن قد يبقى جزء من الغاز المبتلع في المعدة فيذهب إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاصه بشكل جزئي.

وقد تنتج الغازات كمنتج ثانوي لعملية الهضم من قبل البكتيريا الموجودة طبيعيًا في الأمعاء الغليظة أو القولون، هذه البكتيريا هي المسؤولة عن مواد مثل الكربوهيدرات المعقدة كالسكر والنشويات والألياف الموجودة في العديد من الأطعمة، وهذه البكتيريا أيضًا تعتبر مسؤولة عن السيليلوز والذي لا يتم هضمه بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي العلوي، وتعتمد كمية ونوع الغازات على نوع البكتيريا الموجودة في القولون، فلكل شخص أنواع معينة من البكتيريا موجودة في جهازه الهضمي منذ ولادته وتشمل هذه الغازات على الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، وعلى الميثان لدى بعض الأشخاص، وتعتبر بعض الغازات كغاز كبريتيد الهيدروجين مسؤولاً عن الرائحة الكريهة، ومن المهم أن تعرف أن الأطعمة التي تسبب الغازات لشخص ما قد لا تسببها بالضرورة لشخص آخر، وقد تتساءل هنا ما هي الأطعمة التي عادة ما تسبب غازات البطن؟

الأطعمة التي تسبب غازات البطن

تسبب معظم الأطعمة التي تحتوي على السكريات غازات البطن، وعلى النقيض فإن الدهون والبروتينات تسبب القليل من الغازات فقط، على الرغم من أن بروتينات معينة قد تؤثر على رائحة الغازات.

السكريات

إن السكريات التي تسبب غازات البطن هي الرافينوز واللاكتوز والفركتوز والسوربيتول وهنا نتناول كل منها بشيء من التفصيل.

الرافينوز

تحتوي البقوليات على كمية كبيرة جدًا من هذا السكر المعقد ويتواجد هذا السكر بنسبة أقل في الملفوف والبروكلي والهليون وفي الحبوب الكاملة.

اللاكتوز

اللاكتوز هو السكر الطبيعي الموجود في الحليب ومنتجات الألبان كالجبن والآيس كريم وفي الأطعمة المصنعة كالخبز والحبوب. ويفتقر العديد من الناس وخاصة في إفريقيا وأجزاء من آسيا، إلى إنزيم اللاكتوز اللازم لهضم اللاكتوز، وتنخفض نسبة وجود هذا الإنزيم لدى معظم الناس نتيجة التقدم في العمر، كنتيجة لذلك، فإن معظم الناس الكبار في السن يعانون من الغازات بعد تناول الطعام الذي يحتوي على اللاكتوز.

الفركتوز

وهو موجود بشكل طبيعي في البصل والكمثرى والقمح كما أنه يستخدم كمادة محلية في المشروبات الغازية والعصائر المحلاة المصنعة.

السوربيتول

وهو السكر الموجود بشكل طبيعي في الفواكه كالتفاح والكمثرى والخوخ والبرقوق ويستخدم في التحلية الاصطناعية وفي الحلويات والعلكة الخالية من السكر.

النشويات

تنتج معظم النشويات الغازات في الجهاز الهضمي، وتشتمل النشويات على البطاطا والذرة والمعكرونة والقمح، حيث يتم هضمها وتفكيكها في الأمعاء الغليظة، أما الأرز فيعتبر الطعام النشوي الوحيد الذي لا يسبب الغازات.

الألياف

الألياف الغذائية هي تلك الكربوهيدرات التي لا يمكن هضمها في الأمعاء الدقيقة والتي تصل إلى القولون سليمة نسبيًا وتقوم بكتيريا محددة في القولون بهضم هذه المواد منتجة الغازات، ويمكن تصنيف الألياف إلى قسمين: ألياف قابلة للذوبان وألياف غير قابلة للذوبان، فالألياف القابلة للذوبان تذوب في الماء وتحول إلى مادة هلامية وهي موجودة في نخالة الشوفان والشعير والمكسرات والعدس والبازلاء ومعظم الفواكه، أما الألياف غير القابلة للذوبان فإنها لا تذوب في الماء بل تمتصه، فالسيليلوز (الموجود في البقول والذرة وعائلة الملفوف) ونخالة القمح ونخالة الذرة كلها مواد غذائية تحتوي على ألياف غير قابلة للذوبان. وتحتوي الأطعمة الغنية بالألياف على كل من الألياف القابلة للذوبان وتلك غير القابلة للذوبان.

التخلص من الغازات

إنّ تغيير نظام الغذاء وتقليل كمية الهواء المبتلع وتناول بعض الأدوية من شأنه أن تقلل الانزعاج من الغازات بصورة ملحوظة فتجنب الخضروات والكربوهيدرات القابلة للتخمر كالفاصولياء والبروكلي والملفوف وبعض المحليات الصناعية يمكن أن يقلل من كمية الغاز المنتجة، ويمكن للأشخاص الذين لا يستطيعون هضم اللاكتوز أن يتجنبوا منتجات الحليب للتقليل من الغازات، فإذا كانت الغازات تشكل مشكلة بالنسبة لك راقب غذاءك ونوعية الطعام والشراب التي تناولتها وتوقيت الغازات لحوالي أسبوع لتتعرف على الأطعمة التي تسبب لك الغازات أو تؤثر على رائحتها.

قد ينصح الأطباء الناس بتناول كميات أقل من الأطعمة التي تسبب الغاز ولكن هذا قد يعني التوقف عن تناول أطعمة مهمة وأساسية لصحة الجسم كبعض الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان، وقد ينصح الأطباء أيضًا بتجنب الأطعمة الغنية بالدهون لتجنب التجشؤ فهذا يساعد على إخلاء المعدة بشكل أسرع وانتقال الغازات إلى الامعاء الدقيقة. ومن المهم معرفة أن كمية الغازات التي تسببها الأطعمة تختلف عادة من شخص لآخر وتتأثر بطبيعة الأجسام.

أعراض الغازات

تشتمل أعراض وجود الغازات على التجشؤ وانتفاخ البطن وآلام البطن، وعلى الرغم من ذلك فإن اضطرابات الأمعاء كمتلازمة القولون العصبي قد تتشابه أعراضها مع أعراض وجود الغازات، وأفضل الطرق لتخفيف الانزعاج من الغازات هي تغيير الحمية الغذائية وتناول بعض الأدوية وتقليل كمية الهواء التي يتم ابتلاعها، وتساعد الإنزيمات الهاضمة على هضم الكربوهيدرات وتسمح بتناول أطعمة عادة ما تسبب الغازات. حاول ولمدة أسبوع واحد أن تستقصي بعض الأطعمة والمشروبات والتي تشك في أنها تسبب لك الغازات ورائحتها، ثم أعدها إلى نظامك الغذائي بالتدريج واحدة لتتأكد أنها تسبب لك الغازات.

نصائح مهمة

من المهم أن تتذكر أن:

  1. الغازات موجودة في الجهاز الهضمي لمعظم الناس وهي أمر شائع وطبيعي برغم ما تسببه من انزعاج أو إحراج.
  2. معظم الناس يبالغون في القلق من خروج الغازات بينما يكون في الواقع أمرًا طبيعيًا وليس مدعاة للقلق.
  3. الغازات لها مصدران: الأول هو ابتلاع الهواء، والثاني هو هضم بعض الأطعمة عن طريق البكتريا الموجودة في الأمعاء الغليظة.
  4. تشتمل الأطعمة المسببة للرائحة الكريهة على : الكحول والهليون والفول والملفوف والدجاج والقهوة، ومنتجات الألبان والبيض والسمك والثوم والبصل والمكسرات والخوخ والفجل والأطعمة المبهرة بشكل كبير وبعض الخضروات كالخس والطماطم والكوسا والبامية وبعض الفواكه كالشمام والعنب والتوت والكرز والأفوكادو والزيتون، والكربوهيدرات كالخبر الخالي من الغلوتين.